لا جديد.. فرصتان وهدف وحيد
قُلت في تحليلي الذي سبق لقاء الاتحاد والأهلي بطرابلس، لا أظن أننا ننتظر مباراة ممتعة من حيث الأداء، وبغض النظر عن سوء أرضية الملعب ومؤثرات الطقس، وقلت سيكون حرص كل فريق على عدم الخسارة أكثر من التفكير في الفوز، بسبب الضغوط الجماهيرية وخاصة بالنسبة للأهلي بحكم النتائج بين القطبيْن خلال الفترة الأخيرة.
ولا أظن أن الفوز كان هو الخيار الوحيد للاتحاد لأن التعادل كان مرضيًا بحكم الظروف، وربما كانت دوافع الفوز للأهلي أرجح نسبيًا، لكن أداءه لم يكن ليحقق له ذلك بغض النظر عن التشكيلة التي لعب بها المباراة، في ظل ظروف ليست على ما يرام للاتحاد، سواءً من حيث تداعيات “أنيمبا”، أو من حيث عدم اكتمال صفوفه بعناصر كان يعول عليها في مثل هذه المباريات.
لذلك؛ فإن اللاعبين هنا وهناك لعبوا باندفاع بدني دون تركيز تحسبًا من ارتكاب الهفوات، ومع أن مدرب الاتحاد ظل يصرخ في لاعبيه وأظنه طالباً منهم حسن التمركز والدقة في التمرير للحد من اندفاع الأهلي، لكن لا حياة لمن تنادي،
أما مدرب الأهلي فاكتفي بمتابعة ما يجري دون أن يغير أسلوب لاعبيه واكتفى بتغيير بعضهم لعله يعيد المباراة لنقطة البداية على الأقل، بعد أن خطف الاتحاد هدفًا.
لم تكن هناك فرصًا للتسجيل في غياب اللعب المنسق، ولذلك فإن كل فريق حصل على فرصة واحدة، ففي المرة الوحيدة التي تم فيها اختراق دفاع الاتحاد بتمريرة محكمة سدد “الطبال” كما يجب أن يفعل لكن “سند” قام كذلك بما كان يجب أن يقوم به وربما أكثر.
أما اختراق الاتحاد لدفاع الأهلي من الجهة اليسرى فكان السبب المباشر في إحراز هدف النقاط الثلاث لأن مثل هذه الكرات العرضية الزاحفة أمام أي مرمى هي التي أرغمت أشهر المدافعين في العالم على وضع الكرة في شباكهم بدلاً من إبعادها حتى لا يكون هناك تحاملاً على لاعب لأن الأهداف غالبًا ما تكن بسبب الأخطاء، وهذه الأخطاء تختلف، وباختلافها يكون تحديد المسؤولية، ولا شك أن الحيلولة دون الكرات العرضية هي الخطوة الأهم للمدافعين.
الاتحاد فاز لأنه فاز ولم يكن الأسوأ خلال ردهات اللقاء فاستحق الفوز، والأهلي خسر ولم يكن الأفضل ليفوز، والديربيات في أكثر الأحيان تُحسم بهذه الكيفية، ومشجعو كل الفرق في الديربيات في كل العالم لا يقبلون بالأداء الممتاز والخروج بالهزيمة، لأنهم يركزون على المواجهات المباشرة مثل الألقاب غير أن الجمهور في العالم المتحضر لا يؤثر على قرارات الإداريين.
وإذا كان “الشلماني” الابن قد أدار المباراة باقتدار وهدوء؛ فإنها لم تشهد مواقف مثيرة للجدل ولم يخرج اللاعبون عن المألوف وهو شيء إيجابي، لكن اللاعبين والمدربين في الدوريات الكبيرة يتصافحون قبل وبعد المباراة، لأن المسألة رياضة، ويوم لك وآخر عليك، وسيبقى الديربي كرّ وفرّ، فالاتحاد فاز وليس غريبًا أن يفوز، لكنه كذلك عرضة للخسارة، والأهلي خسر وهو كأي فريق عرضة للخسارة مثلما يفوز، وإذا كان الفوز يحفز للأمام فإن الخسارة تدفع لتغيير الواقع خاصةً للفرق الكبيرة،
ولأن صفحة الديربي طويت في انتظار الإياب وديربيات قادمة؛ نأمل أن يكون تركيز القطبين على المهمة الأفريقية، فالدوري مازال طويلاً لكن المشاركات القارية لا تتحمل الأخطاء وتبقى هي الأهم.