اراء

ليست مجرد مباراة!

علي العزابي
علي العزابي

عمّت الفرحة أرجاء الوطن بما حققه فرسانه في ملحمة ملعب لوندا، بانتصار مستحق وبأداء رجولي على مستضيفه الأنغولي بهدف البارع عمر الخوجة.

فرحنا حدّ الفرح ومنتهاه، وكسبنا النقاط الست وتصدّرنا سادس المجموعات لبلوغ المرحلة الثانية من التصفيات المونديالية قطر ألفين واثنين وعشرين.

الآن.. لنطوي صفحة الماضي ولأن الماضي لا يعود فالتاريخ أيضاً لا يعود إلى الوراء ولا يلتفت إلى الخلف، وإن كان قد دوّن كلّ أحداث الماضي وترك لنا الخيار في استلهام العظات والعِبر، لنستفيد منها في الحاضر والمستقبل.

هكذا هي عجلة الزمن تمضي مُسرعة، وعلينا أن نجاريها قدر المستطاع والممكن بما هو مفيد، والمفيد هو أن نعُدّ الزاد والعتاد وبكل الإمكانات لما هو قادم وآت، ونستعد بكل المتاح لمواجهة المنتخب المصري الشقيق، فهو الاختبار الصعب والعقبة الكأداء التي يتعيّن على الفرسان تخطّيها وتجاوزها بحكمة واتزان، وعقلية متفتحة تستوعب كل المعطيات وتتعامل مع أدق التفاصيل والجزئيات، التي تُشكّل شخصية المنافس والوجه الحقيقي الذي سيظهر به أمام منتخبنا في قمتين قريبتين لهما من الأهمية بمكان، في تحديد الملامح الرئيسة لمتسيّد ومتصدر المجموعة بشكل واضح ومريح ودون عناء.

فالمصريون لن يتركوننا وشأننا وسيُعلنون حالة النفير القصوى لانتزاع الصدارة منّا وبأيّ وسيلة كانت، من فوق وتحت الطاولة، وسيُجهّزون كلّ أسلحتهم الفنية والإدارية للفوز علينا كي يحافظوا على حظوظهم في المنافسة، وقد يعُدّون عدة سيناريوهات للإيقاع بالمنتخب واستثمار عاملي الأرض والجمهور بأقصى ما يمكن.!!

هذه ليست رؤية تشاؤمية ومحبطة للعزائم بل هي محاولة لقراءة ما يُفكّر به المنافس وما قد يكون عليه واقعه في المباراة المرتقبة في التاسع من أكتوبر المقبل بالقاهرة، وما ينبغي علينا فعله والتحسب له والتحوط منه على كافة الواجهات.

وفي تقديري مباراتنا المقبلة هي ليست مجرد مباراة وفقط، بل أقوى المباريات وفي داخلها وحولها ويلفها أكثر من مباراة وأكثر من نتيجة، وأكبر من كونها هذا فريق فائز وذاك خاسر، لأن الجميع يترقبها ويترصدها ويعقد عليها الآمال والطموحات في تحقيق مبتغاه. وما يهُمنا نحن هو أن نُحسن الاستعداد لهذه المباراة ونقرأ المنتخب المصري قراءة مستفيضة، تفتح أمام فرساننا أيسر وأقرب الطرق لولوج شباكه وخطف ما يمكن خطفه من أهداف، والعودة بالنقاط الثلاث ما كان إلى ذلك سبيلا.

زر الذهاب إلى الأعلى