الرياضة الليبية

ماذا بعد رفع الحظر عن ملاعب ليبيا؟.. اختبار شديد الصعوبة

تعاني الكرة الليبية منذ عدة سنوات، وتحديدًا بداية من صيف عام 2014، بعد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” بفرض الحظر الكامل على ملاعبها.

جاء قرار الحظر بسبب ما تعرضت له الدولة الليبية، من ويلات الحروب، والتدهور الأمني الشديد، إلا أن الأمر اختلف تمامًا بعد انتخاب حكومة جديدة، حرصت على إعادة الأمن والأمان للشوارع الليبية من جديد، الذي يعد أهم المحاور التي ستعيد الرياضة لقوتها من جديد.

ولا يخفى على أحد ما تسبب فيه الحظر من أضرار جسيمة، على مستوى الرياضة الليبية والكرة بشكل أكبر، خاصة بعدما حرمت الفرق الليبية من المساندة الجماهيرية والتعرض للظلم التحكيمي.

عاد الأمل مؤخرًا عقب زيارة وفد الكاف لملاعب ليبيا بعد استقرار الأوضاع، ومشاهدتهم على أرض الواقع الوضع الأمني والصحي وأوضاع البنية التحتية في الدولة الليبية.

وانطلق الخبر السار اليوم الخميس 25 فبراير، عندما أعلن عبد الحكيم الشلماني رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم عن رفع الحظر رسميًا، ليسعد الشعب الليبي كافة، فبذلك أصبح المنتخب الليبي بمقدوره استقبال جاره التونسي ببطولة أمم أفريقيا، كما يستطيع الأهلي بنغازي خوض مبارياته على ملعبه في ليبيا.

“ريميسا” يرصد لكم في هذا التقرير، كيف أصبح هذا القرار اختبارًا شديد الصعوبة للشعب الليبي ومؤسساته.

صيانة الملاعب

حاليًا، يوجد عدد قليل من الملاعب التي تُعد جاهزة لاستضافة المباريات الكبرى، وفي المقابل هناك عدد كبير، ما زال يحتاج مبالغ ضخمة من أجل تجهيزه، الأمر الذي يحتاج لتنظيم وتكاتف من قبل جميع أجهزة الدولة، من أجل صيانة هذه الملاعب، وإصلاح ما أفسدته الحرب على مدار سنوات.

وعي الجماهير الليبية

الجماهير الليبية عليها مسؤولية كبيرة بعد قرار رفع الحظر عن الملاعب، فبالتأكيد ستقام المباريات بحضور جماهيري، خلال الفترات المقبلة، ونعلم جيدًا عشق الجماهير الليبية لكرة القدم وفرقها، الأمر الذي يوجب عليها، أن يكون هناك وعي كبير وانضباط من قبلها خلال متابعة المباريات، فالاتحاد الأفريقي لكرة القدم، يمكن أن يعيد كل شيء إلى نقطة الصفر، في حال حدوث أي خروج عن السياق لا قّدر الله.

تكاتف الجهود بين المؤسسات الرياضية

كما أكد عبد الحكيم الشلماني رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم: “هذه البداية فقط من أجل إعادة ليبيا لوضعها الطبيعي في أفريقيا، وأطالب بتكاتف الجهود والمؤسسات بالدولة سواء الشباب والرياضة والحكومة الوطنية من أجل ليبيا، فهو أبسط شيء نقدمه لليبيا”، بالفعل يجب تكاتف الجهود بين المؤسسات على رأسهم الشباب والرياضة والحكومة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة، من أجل العبور بهذا الاختبار الصعب التي ستمر به الكرة الليبية بعد قرار رفع الحظر، وهذا الاختبار يبدأ بمباريات منتخب ليبيا أمام تونس، وأيضًا مباريات الأهلي بنغازي في الكونفدرالية، والتي ستقام على ملعب شهداء بنينا، فيجب ظهور كل شيء على أكمل وجه وأن يكون عرسًا رياضيًا يعيد الكرة الليبية إلى بريقها.

اهتمام اتحاد الكرة

يجب على الاتحاد الليبي لكرة القدم، الاهتمام وبذل كافة جهوده، من أجل التنسيق الجيد خلال المباريات التي ستقام تحديدًا بحضور جماهيري، بجانب الالتزام بالإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا.

عودة الهيبة للكرة الليبية

بالتأكيد هدف الجميع من قرار رفع الحظر عن ملاعب ليبيا، هو عودة الهيبة للكرة الليبية من جديد، ويظهر لنا بالتأكيد انخفاض مستوى الفرق الليبية بالبطولات الأفريقية الحالية عمّا قبل الحرب، وهو شيء طبيعي للغاية، إلا أن هذا القرار سيكون بمثابة عودة الحياة للكرة الليبية، وعودة النور للملاعب الليبية بعد ظلام دام حوالي 8 سنوات.

ولا يخفي مؤخرًا مستوى المنتخبات والفرق الليبية بالبطولة الأفريقية، فحاليًا يتذيل منتخب ليبيا ترتيب مجموعته “العاشرة” في تصفيات “كان 2021” برصيد 3 نقاط فقط، بفارق 7 نقاط عن منتخب تونس المتصدر، بينما يمتلك منتخب غينيا الاستوائية 6 نقاط في المركز الثاني مقابل 4 نقاط لتنزانيا في المركز الثالث، كما تأهل الأهلي بنغازي بصعوبة إلى دور المجموعات على حساب موتيما بيمبي الكونغولي “المتواضع”، وبالرغم من ذلك فهذا شيء يُحسب لإصرار اللاعبين الليبيين على الاستمرار، وهذا القرار سيكون دفعة أكبر لهم من أجل تقديم أقوى مستوى لديهم.

زر الذهاب إلى الأعلى