اراء

مارتينيز لن يكون استثناءًا !

علي العزابي
علي العزابي

هل كتب علي الكرة الليبية أن تكون حقل تجارب فاشلة مع كل من يترأس اتحادها ويكون ولي أمرها  الذي يطاع في كل ما يأمر ولا ينبغي الخروج عليه ولو أدى بها إلى الوقوع في الهاوية؟

وهل كتب على منتخبها “اليتيم” المسكين المغلوب على أمره أن يكون هو تحديدًا حقلاً خصبًا لهذه التجارب الفاشلة؟ ويرغم على التعامل مع كل من يكلف له ليقوده في أصعب الاستحقاقات القارية والعالمية وبشكل غير مدروس ومتسرع ومن جنسيات مختلفة تناوبت على تدريبه  وتقاضت من خزينة الدولة الليبية ومن قوت هذا الشعب آلاف الدولارات ولم تقدم للمنتخب أي شيء فمن انتكاسة الى انتكاسة ومن خيبة إلى خيبة بل إنها شكته إلى الفيفا وطالبت بمستحقاتها فيما اتحادنا الموقر لم يطالبها حتى بمجرد اعتذار عما لحق بالمنتخب الليبي وانكساره أمام بقية المنافسين واحدًا بعد الآخر!!

هؤلاء المدربون الذين تناوبوا على تدريب المنتخب وأغلبهم “بالمراسلة” لم يهمهم حال ليبيا ومنتخبها الوطني ولم يذرفوا دموع الألم والحسرة بتلقي الضربات والخروج المتتال من التصفيات ولم يواسونا فيما نحن فيه بل إنهم لن يكلفوا أنفسهم  ولو برسالة اعتذار!

مارتينيز الفرنسي الذي تعاقد معه رئيس اتحاد كرتنا لقيادة المنتخب الليبي في التصفيات المؤهلة إلى الكان 2023 بساحل العاج لن يكون استثناء عمن سبقوه فبموجب عقد تدريبه للمنتخب سيتقاضى شهريًا 35 ألف يورو وأقل بكثير مما كان يناله من الموريتانيين، وقد وعد مارتينيز بأنه سيدرب المنتخب من ليبيا ولن يسافر إلا لفترة قصيرة، وأرجو أن يفي بوعده ويلتزم به ولا يقتفي أثر سلفه العجوز الإسباني كليمتتي الذي لم يأت إلى بلادنا إلا بعد  أن ضمن توقيع العقد أو أثناء إجراء المباريات التصفوية للمنتخب!

السؤال المحير خاصة بعد معرفة ما آلت إلى قرعة تصفيات الكان المقبلة، والمنتخبات التي ستواجهنا تونس وغينيا الاستوائية وبتسوانا، ما الذي سيفعله مارتينيز في هذه المدة القصيرة على بدء التصفيات في نهاية مايو المقبل؟ وكيف سيختار القائمة وهو لا يعرف عنها شيئًا؟ إلا إذا كان ذلك عبر الاستعانة بصديق؟ ومتى وكيف سيصل إلى التشكيلة المثالية لخوض التصفيات المنتظرة؟!!

على اتحاد الكرة أن يدرك تمامًا أن مارتنيز أو غيره لن يغير من حال كرتنا وأنه من المعيب دخول منتخبنا كل تصفيات بمدرب نستقدمه ونوقّع معه على عجل ثم نقصيه ونستبدله ونأتي بغيره لأول هزة وانتكاسة يتعرض لها المنتخب! في مسلك ينم عن قصر النظر وضيق الأفق وانسداد  الرؤي أمام من كلفوا بأمانة ومسؤولية الكرة الليبية و من لم يكونوا يومًا علي قدر  هذه  الأمانة وما تقتضيه المسؤولية!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى