مباراة الأخطاء للنسيان.. لا يمحو أثرها سوى الرهان على التأهل لـ”كان”
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يفقد منتخبنا الوطني لكرة القدم مباراته أمام نيجيريا بكل هذه السهولة وبرباعية وهي نتيجة لم تسجلها نيجيريا حتى على السيشل الحلقة الاضعف في المجموعة فهي من أسوأ المباريات في تاريخ منتخبنا وهي أثقل خسارة يتعرض لها فريقنا الوطني، منذ رباعية ملعب كينشاسا في شهر اكتوبر عام 2016، ضمن تصفيات كأس العالم والتي أطاحت بالإسباني خافيير كلمنتي.
المباراة شهدت أداءً باهتا ونتيجة مخيبة هزت الصورة الجميلة التي بعثت فينا التفاؤل والارتياح عقب موقعة ديربان.
ولا شك أن الأحداث السلبية التي سبقت الموعد بأيام كان لها تداعياتها وألقت بظلالها على أداء الفريق فكانت المباراة مباراة الأخطاء بامتياز، فالجميع ارتكب الهفوات ونال نصيبه منها ولم يسلم منها أحد بداية من حراسة المرمى إلى مدرب الفريق وحتى نتيجة اللقاء رغم قسوتها فهي لا تعكس تفوق الفريق المنافس فوق أرضية الميدان ولا تعني أن المنتخب النيجيري كان الأقوى، فالأهداف الأربعة جاءت بأخطاء بدائية بدأت بهدية مجانية وانتهت بنتيجة كارثية – فنحن من هزمنا أنفسنا قبل وأثناء المباراة أكثر من نيجيريا نفسها.
والآن ونحن على بعد 48 ساعة من موعد مباراة جولة الإياب الهامة، علينا أن نطوي صفحة موقعة النسور الأولى لتكون للنسيان، ومن الماضي وليبقى موعد ويوم 13 أكتوبر يوم وتاريخ يذكر ولا يعاد والتركيز ينبغي أن يكون على قمة الثلاثاء في مباراة التعويض والاستفادة من الدرس الصعب ورد الاعتبار وتصحيح المسار .
جماهيرنا الوفية لن تترك منتخبنا يمشي وحيدا بل ستكون خير داعمة ومساندة له حتى يتخطى الأزمة ويمر من عنق الزجاجة، فالحظوظ ما زالت وافرة وأمامنا بعد مباراة نيجيريا السيشل ثم سنختتم المشوار بمواجهة جنوب أفريقيا التي سنسقبلها على ملعبنا بتونس.
المطلوب الاستفادة من الأخطاء والثقة والإيمان بالحظوظ فالتأهل لا يزال بين أقدام لاعبينا وعلينا أن نجعل من مواجهة النسور نقطة الانطلاق والعبور ومباراة للنسيان لا يمحو أثرها من الأذهان سوى الرهان على التأهل للكان.