اراء

متى نتعلم

يبدو أننا لم نتعلم ولن نتعلم مما نشاهده من بطولات قارية وعالمية وعربية، وكأننا نعيش في كوكب آخر غير هذا الكوكب.

 ولم نبال بما طرأ وحصل من تقدم وتطور علي الواجهات والأصعدة كافة.. وكأن الأمر لا يعنينا في شيء، فدورياتهم وبطولاتهم  ولاعبوهم في نظرنا لا تمثل أي قيمة فنية وأخلاقية وسلوكية، ولن نتأثر بها أو نحاول مجاراتها على الأقل في المحيط العربي .

وبطولة كأس العرب العالمية الأخيرة، في نظري، أصدق وأقرب مثال على ما صلوا إليه من تطور كبير وسريع يصعب علينا فيما نحن فيه من واقع بائس؛ اللحاق بهم، ولو لسنوات طويلة إذا ما بقينا علي هذا الحال والمنوال!.

لا أتحدث عن البنية التحتية و لا على عن الملاعب التي فاقت الوصف والخيال وذلك التصوير المرئي الجذاب والاحترافي بامتياز، ولا عن  التغطية التلفزيونية التي لم تترك شاردة ولا واردة إلا وتحدثت عنها وعلقت عليها!.

ما قصدته هو ذلك المستوى الفني الرفيع لأغلب المنتخبات لاسيما منتخبات المغرب العربي “تونس والمغرب الجزائر “، ومعها مصر طبعًا والتي شاركت في أغلب البطولة بلاعبي الصف الثاني مطعمين ببعض اللاعبين الذين ينشطون في الدوري القطري، وبصرف النظر عن النتائج الرقمية؛ المدونة فالمستوى الفني متقارب جدًا، بل إن بعض المباريات، خاصةً في الأدوار النهائية؛ كانت مثيرة وحماسية فاقت حتى ما نتابعه عالميا!.

ورغم ما فيها من ندية وسرعة وقتالية؛ فلم نشاهد ذلك التشنج الذي عندنا والعربدة والاعتراض على الحكام وتدخل الإداريين ورجال الشرطة والأمنيين وتوقف المباريات لأكثر من ساعتين وثلاث في مشهد فوضوي متخلف لا يوحي بأننا في مباريات لكرة القدم فيها المتعة والفنيات والمهارات، وليست لها أي علاقة بالرياضة البتة.

ما يؤكد أننا نغرد خارج السرب و لم نستوعب الدرس ولم نتعلم ولو النزر اليسير مما تعلمه وطبقه وسار عليه غيرنا حتى وصلوا إلى ما كانوا يطمحون إليه وتجاوزوه إلى ما هو أبعد وأشمل، بينما بتنا نحن بلا بوصلة ولا ربان، وتُهنا في صراع محلي مقيت نخالف فيها اللوائح ونتحايل  عليها بقدر الإمكان؛ من أجل مصالحنا والوصول إلى أهدافنا وتحقيقها بأي صورة أو فعل كان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى