الرياضة الليبية

محجوب بوكر.. أبرز رموز ومؤسسي الهلال في عصره الذهبي

السد المنيع.. هو أحد أبرز وأشهر نجوم فريق الهلال لكرة القدم خلال عصره الذهبي، خلال فترتي أواخر الخمسينيات والستينيات، كان لاعبًا سخي الحركة، وصاحب مجهود بدني كبير لا يهدأ ولا يمل الحركة طوال دقائق المباراة، لعب وأجاد في جميع مراكز اللعب.   

No description available.

شغل مركز متوسط الدفاع خلال مباراة فريقه الهلال الهامة أمام فريق الاتحاد بطرابلس عام 1960، ونجح في الحد من خطورة وفاعلية أبرز مهاجمي الاتحاد  اللاعب الكبير علي الزقوزي، ويومها قالت عنه إحدى الصحف الرياضية المحلية (أن  محجوب بوكر كان سداً منيعا أمام أبرز وأخطر مهاجمي الاتحاد).

أهداف – في شباك فاليتا والإسماعيلي

ومحجوب بوكر إلى جانب تألقه اللافت في جميع المراكز التي شغلها في اللعب، فهو أيضًا يُعد من أبرز الهدافين وأحرز أجمل أهدافه مع فريقه الهلال في شباك فريق فاليتا المالطي عام 1962، في المباراة التي تفوق فيها فريقه الهلال بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، وهدفه في شباك فريق الإسماعيلي المصري عام 1968، والتي أسفرت عن تعادل الفريقين بهدفين لهدفين.

No description available.

أبرز مؤسسي الهلال

بدأ محجوب بوكر مسيرته الرياضية في عام 1952، كلاعب كرة السلة وهو طالب بمدرسة البركة الابتدائية، واستمر ذلك إلى عام 1955، عندها اتجه إلى ملاعب كرة القدم ليصبح أحد لاعبي فريق التقدم بالبركة، ولعب أول مباراة له مع مدرسة البركة ثم مع فريق التقدم، وفي أواخر عام 1955 شارك وساهم  مع بعض زملائه بتأسيس فريق لكرة القدم يحمل اسم فريق الهلال، وبالفعل شارك الفريق في بطولة بنغازي للدرجة الثانية عام 1956، ليفوز بها ثم توج بالبطولة لعام عام 1957 أيضًا، ويقول “محجوب” إن الفضل في تقدم وتطور مستوى فريق الهلال وحصوله على الشهرة الواسعة يرجع إلى جهود اللاعب الشهير والمدرب القدير عبد المتعال شتوان الشهير بـ”اتعولة”.

ألقاب وبطولات محلية

ساهم النجم الكبير محجوب بوكر في حصول فريقه الهلال على الترتيب الأول في بطولة بنغازي للدرجة الأولى في الموسم الرياضي 56 – 57، وبطولة برقة لموسمي 58 – 59، وموسم  60 – 61، وبطولة المحافظات الشرقية لموسمي 61 – 62، والموسم الرياضي 64 – 65، كما ساهم وشارك مع فريقه في إحراز لقب وصيف بطل الدوري الليبي لكرة القدم في نسخته الثانية في الموسم الرياضي 64 – 65، بعد خوض الفريق المباراة النهائية أمام فريق الاتحاد، حيث فاز الاتحاد في اللقاء النهائي الأول بطرابلس بهدف لصفر، بينما أسفر لقاء الإياب ببنغازي عن تعادل الفريقين بهدف لهدف، وضم فريق الهلال وقتها أبرز نجوم كرة القدم الليبية أمثال الدولي علي الشعالية وديمس الكبير والصغير، ومحمد الماقني وإبراهيم المصري وارحيمة اشتيوي، وعبد السلام الورفلي وعمران العرفي وأحمد الأشهب وفرج بالة.

No description available.

الاعتزال والتدريب

ظل “محجوب” يلعب لنادي الهلال، واستمر كأحد أبرز نجومه إلى عام 1970، غادر بعدها محجوب –رفقة- زميله اللاعب علي الشعالية النادي الذي أسساه معاً، حيث انتقل الشعالية إلى النادي الأهلي ببنغازي، في حين قرر محجوب اعتزال ملاعب الكرة نهائيًا، وفي هذه الأثناء ألح عليه مسيري نادي التحدي لكي ينضم  لفريق النادي وبعد محاولات وافق محجوب على الالتحاق بنادي التحدي خلال عام 1971، غير أن ظروفه الخاصة لم تمكنه من الاستمرار واللعب سوى في مباراة واحدة، ثم فضل الاتجاه إلى ميدان العمل وترك ملاعب الكرة نهائيًا.

تألق في دورتين عربيتين متتاليتين

اختير النجم الكبير محجوب بوكر، ضمن الفريق الوطني منذ عام 1957م عندما شارك في الدورة الرياضية  العربية الثانية في بيروت لأول مرة بقيادة المدرب الوطني سالم بالطيب الوحيشي، وشارك في المباريات التي خاضها منتخبنا في هذه الدورة أمام منتخبنات تونس والمغرب والعراق، وكذلك في الدورة العربية الثالثة بالمغرب عام 1961م، بقيادة المدرب الإنجليزي جيمس بينغهام.

No description available.

وحل منتخبنا الوطني في المرتبة الثالثة عربيًا ولعب أمام منتخبات لبنان والسعودية ومصر والكويت والمغرب مستضيف البطولة، كما لعب العديد من المباريات الدولية داخل ليبيا وخارجها، وبرز مع فريقنا الوطني في تلك المرحلة مع كبار نجومه أمثال علي الزقوزي وعلي الشعالية ورجب الأحول ومصطفى المكي وأحمد الأحول وبوبكر شميسة وحسن السنوسي وعلي البسكي وإبراهيم المصري وميلود عريبي وعبد السلام كريم وبدر الدين المحجوب.

تكريم في دورةروما الأولمبية

وتقديراً لعطائه الكبير فقد أوفده اتحاد الكرة خلال عام 1960 من أجل مشاهدة مباريات دورة روما الأولمبية، صحبة اللاعبين (علي  الشعالية، ديمس الكبير، ومصطفى المكي، وعبد العال العقيلي)، وشارك محجوب بوكر في أكثر  من دورة تدريبية وخاض تجربة تدريب فريق الهلال الأول خلال منتصف الثمانينيات.
  No description available.
هدف الفوز في شباك الأهلي المصري

يقول محجوب في أحد لقاءاته الصحفية، إنه سجل العديد من الأهداف التي يعتز بها  وإن كان ما زال يذكر منها هدف الفوز الثاني في شباك الأهلي المصري عام 1963م، عندما استعان به فريق الأهلي ببنغازي لتعزيز صفوفه، كما سجل هدفا رائعا في شباك المنتخب الجزائري، ضمن مباريات الدورة الرياضية الثانية لمعرض طرابلس الدولي عام 1963، في المباراة التي جمعت منتخب بنغازي مع المنتخب الجزائري.

كما تألق مع فريقه الهلال في دورة عنابة الدولية بالجزائر عام 1962، وبرز ولمع بشكل كبير في العديد من المباريات الشهيرة أمام الفرق العربية والأجنبية الزائرة أبرزها أمام سليما وفاليتا وفلوريانا المالطي وأبولون اليونان، وسراييفو اليوغسلافي والأهلي والزمالك والإسماعيلي والترسانة المصري، والمنتخب الجزائري  وبنسوسيو البرازيلي، وفنشلي الإنجليزي، كما كان مع فريقه الهلال في زيارته الشهيرة التي قام بها خلال شهر سبتمبر عام 1966 إلى بريطانيا وأجرى عدة مباريات ودية دولية هناك، وزار خلالها الفريق ملعب ويمبلي التاريخي الشهير الذي استقبل في نفس العام نهائي بطولة كأس العالم بين إنجلترا وألمانيا الغربية.

No description available.
 
عرض زملكاوي للثلاثي الهلالي 

في بداية الستينيات وأثناء تواجد النجم محجوب بوكر بالعاصمة المصرية القاهرة رفقة زملائه علي الشعالية والحارس العملاق إبراهيم المصري فتحت إدارة نادي الزمالك المصري قنوات الاتصال والتواصل للتعاقد مع هذا الثلاثي الهلالي الدولي لتعزيز تشكيلة الفريق العريق، غير أنه اعتذر رفقة زملائه لارتباطه وتعلقه ورفاقه بفريقه الهلال والوفاء لغلالته الزرقاء.
 

الظهور الأخير

وشهدت مباراة فريقه الهلال أمام الأهلي المصري، الودية التي أقيمت بملعب البركة ببنغازي في شهر أكتوبر  عام 1968، والتي أسفرت عن فوز فريقه الهلال بهدفين لصفر أحرزهما كل من محمد حسن وعمر دومة، وبقيادة المدرب الجزائري الشهير الإبراهيمي السعيدي، آخر ظهور للنجم محجوب بوكر بغلالة وألوان فريقه الهلال رفقة زميله النجم الكبير علي الشعالية، مكتفيًا بما قدمه لفريقه الهلال عبر مسيرة ورحلة طويلة ناصعة  زاخرة بالعطاء على كافة الواجهات.

No description available.

زر الذهاب إلى الأعلى