الرياضة الليبية

مدرب كل الأجيال.. صالح العقيلي صانع ومكتشف نجوم الكرة الطائرة الليبية

النجم السابق والمدرب الوطني المخضرم صالح العقيلي، هو من الأسماء الكبيرة في عالم الكرة الطائرة الليبية التي ساهمت في انتشار هذه اللعبة الجميلة، واشتهر بقدرته الفائقة على البحث عن مواهب اللعبة  وانتقائها واكتشافها وصناعة نجومها، وكذلك عشقه وغيرته على هذه اللعبة وتعلقه بها حتى يومنا هذا.

 وهو من المدربين الوطنيين والخبراء القلائل الذين تركوا بصمة كبيرة في كل الأندية التي عمل فيها وأسهم في تأسيس اللعبة وإحيائها في عدد من هذه الأندية وتقديم نجوم رائعين بملاعبها على مر الأجيال.

 

من كرة السلة إلى الكرة الطائرة

بدأت حكاية المدرب الكبير صالح العقيلي عام 1966، برفقة شقيقه الأكبر الصالحين العقيلي الذي يعتبر مؤسس لعبتي الكرة الطائرة والسلة بنادي النصر، حيث بدأ صالح العقيلي مسيرته الرياضية لاعبًا بكرة السلة بنادي النصر، وكان فريق كرة السلة يضم الجيل الأول للعبة بنادي النصر أمثال صالح العقيلي ومسعود الترهوني وسالم التاجوري ومحمد الجبالي والصادق الجبالي وعطية المنصوري وعبدالحفيظ المقصبي ومصطفى الكزة وإدريس البرعصي وعوض البرعصي، ولم يستمر في ملاعب كرة السلة طويلا حيث أخذه عشق لعبة الكرة الطائرة بعيدًا عن ملاعب كرة السلة واتجه مبكرًا لمجال التدريب في ملاعب الكرة الطائرة مع بداية السبعينات ورغم عدم تألقه في ميادين الكرة الطائرة لاعبًا إلا أنه برز وتميز وبرع في ملاعبها مدربًا.

 

الجيل الذهبي للطائرة النصراوية

نجح المدرب وخبير الكرة الطائرة صالح العقيلي، في تقديم وإعداد وصقل  جيل جديد أصبح فيما بعد هو الجيل الذهبي على صعيد الكرة الطائرة النصراوية، حيث اتجه للمدارس ونجح في استقطاب عدد من اللاعبين الصغار بعين فاحصة وبمواصفات بدنية خاصة من اختياره وقتها؛ ليكون بهم فريقا، وضم ذاك الجيل وهو جيل السبعينيات ميلود زكة ومحمود الأصفر ومحمد الأصفر وإبراهيم الفيتوري ومحمد شتوان ومرعي المحجوب وارحومة الصافي ومحمد مرسال وأحمد الفقي ثم جيل مصطفى عبدالسلام “ديقة”، وعبدالوهاب زوبي وعوض زكة وونيس زكة، وهو الجيل الذي احتكر بطولات الكرة الطائرة وسيطر على منصات تتويجها طويلا وتألقوا مع منتخبنا الوطني في العديد من المحافل الدولية أبرزها أولمبياد موسكو ونهائيات كأس العالم بالأرجنتين عام 1982.

 

بصمة في كل الأندية

عقب تجربته التدريبية الأولى الناجحة مع النصر اتجه للنادي الأهلي ببنغازي عام 1979، حيث ساهم في إحياء هذه اللعبة من جديد وعودة تألقها وقدم العديد من نجومها أمثال شريف يوسف واحمد زوبي وناصر الفيل وميلود البرناوي وخالد مكاوي ويحيى رقرق وغيث العمروني، حيث نجح في تكوين هذا الجيل من المدارس.

 ثم تحول إلى نادي النجمة منتصف الثمانينات ونجح في تأسيس اللعبة بهذا النادي وإعداد جيل جديد توج به ببطولة الأواسط ليتحول بعدها إلى نادي الهلال الذي أمضى به قرابة ست سنوات حتى بداية التسعينيات ونجح في إعداد جيل جديد لينتقل بعدها إلى مدينة درنة إلى نادي دارنس ثم عاد إلى نادي الهلال مجددًا وكان نادي التحدي أخر محطاته التدريبية حيث ساهم في تأسيس وتكوين فريق للعبة بالنادى لأول مرة.

 

مدربًا للمنتخبات الليبية

كما تولى المدرب صالح العقيلي تدريب المنتخب الليبي للشباب عام 85 خلال مشاركته في البطولة العربية، كما درب المنتخب الليبي الأول بداية الثمانينيات ومنتخب بنغازي، وتلقى دورات تدريبية متقدمة في كل من إيطاليا والمجر وتونس والتشيك وألمانيا وإسبانيا.

ويقول صالح العقيلي إن كل لاعبي ونجوم الكرة الطائرة الليبية من بداية السبعينيات وحتى الجيل الأخير للعبة هم أبنائي ومن صنعي وجميعهم تتلمذوا وتدربوا تحت إشرافى ورعايتى.

 

عشق أبدي للعبة الكرة الطائرة

المدرب المخضرم صالح العقيلي، هو العاشق الأبدي للعبة الكرة الطائرة  وارتبط بقصة عشق لا تنتهي مع هذه اللعبة الجميلة، وعنها يقول لا تزال لدي قدرة ورغبة جامحة على مواصلة رحلة العطاء، وكنت دائما أحب أن أبدأ  العمل من الصفر من البناء والأساس وتكوين قاعدة بكل نادي، وكنت أهدف من خلال تنقلي المستمر من ناد إلى آخر هو المساهمة في انتشار اللعبة  واكتشاف المزيد من المواهب وخلق تنافس بين الأندية فعندما يكون لدينا عدد من الفرق المتقاربة المستوى فنيًا يكون التنافس مفيدًا وإيجابيًا ولصالح اللعبة وتقدمها وتطورها.

زر الذهاب إلى الأعلى