اراء

الاتحاد والأهلي : مرور بلا تعب في انتظار الصعب؛؛

عامر جمعة
عامر جمعة

كان متوقعاً أن يجتاز فريقا الاتحاد والأهلي بطرابلس منافسيهما في الدور التمهيدي لمسابقتي الأندية الأفريقية أبطال الدوري والكنفدرالية، لأن منافسيهما فريقان مغموران على مستوى الشهرة والتاريخ قبل مستوى الأداء، على الرغم من أن الفريقين (كمكم) و(حي الوادي) حاولا تقديم كرة نظيفة بغض النظر عن المُحصّلة النهائية، فمنافس الاتحاد أنهى حظوظه بملعبه وقد انهزم بهدفين، ولذلك لعب بأريحية واتّسم تحرك لاعبيه بالسلاسة دون تعقيد، مستغلين فتور أداء الاتحاد وهو نسق كان لصالح الضيف الزنجباري الذي كاد أن يُباغت اللافي المتيقظ بهدف السبق.

ومع الاستبدالات التي أجراها الحمادي على التشكيلة الحمراء شاهدنا تحركاً إيجابياً في الشوط التاني، مكّن الفريق من فرض هيمنته وتسجيل هدف جميل سيظل عالقاً في الأذهان، ثم دعمه بهدف آخر من ركلة جزاء، فتحقق التأهل دون عناء وإنْ خرج الفريق بثلاث بطاقات صفراء في مباراة محسومة سلفاً وفي مرحلة مُبكّرة من التصفيات.

ولأن الأهلي كان عليه أن يُقرر مصيره من مباراة واحدة بملعب بنغازي فإنه أظهر جدية واضحة وحماساً في اللعب، لحسم الأمور مبكراً دون أن يترك مجالاً للمفاجآت، وفرض النسق الذي أراد وسيطر على الملعب مع أن محاولات حي الوادي ماتت في مهدها، وانشغل لاعبوه بتقديم أفضل ما لديهم، وقد أدركوا أن الأمور حُسمت مُبكّراً أمام فريق يفوقهم فنياً وبدنياً وحاولوا الخروج بأخف الأضرار، ومع ذلك تلقّت شباكهم أربعة أهداف.

ولا يمكن النظر للتأهل بأكثر مما يستحق قياساً بتواضع المنافسين، وما من شك أن الأمر سيختلف في الدور القادم وما بعده، إن كان هناك ما بعده، خاصة بالنسبة للاتحاد لأن الترجي ضمن فرق النخبة التي تعوّدت اللعب على الألقاب، ولأن الاتحاد والأهلي لديهما تشكيلتان مميزتان بالمهارات والحيوية والإصرار والسرعة، مع وجود مدربين من ذوي التجربة والإنجازات فإن سقف الطموحات هذه المرة ينبغي أن يرتفع، خاصة إذا تم تدعيم الصفوف بلاعبين (سوبر) قادرين على إحداث الفارق في المباريات الكبيرة، والخروج بالنتائج بغض النظر عن مستوى اللعب ولو على حساب الأداء.

زر الذهاب إلى الأعلى