مزاج الناس

عنف ونقاش خارج التغطية، وصفحات فتنة وعنصرية وجهوية وتشنج وكلمات خارج النص، ملاعبنا امتلأت من قال إن الدوري العام بدون جمهور، وللأسف كل شي غلط وكل مباراة تحمل معها أعصاباً وانفلاتاً تبدأ بصافرة واعتراض من اللاعبين، يعززه هجوم المنطقة الفنية ولتنتقل العدوى إلى الجمهور في ملاعبنا عادت العلاقة بين البوخوصة والشباب، شاهدنا شاباً يقتحم الملعب ويُشهر سكين بوخوصة في وجه الحكم، وتابعنا رجل أمن يدخل في نقاش ينتهي بالتهديد بالاعتداء مع اللاعبين، ملاعبنا في الآونة الأخيرة تحولت إلى منفس إلى مكان لتفريغ شحنة سلبية، ولتترجم إحساس بمزاج سيئ يعيشه هذا الشعب المتيم بالكرة، ونتيجة ظروف معقدة تعيشها البلد، وبالتالي الناس تطبخ طنجرة سبول أو ذرة لا تتحمل حكم يمنح (بنالتي) أو مساعد يعلن عن تسلل، ولأن الدوري في مفترق طرق والكل يحسب ويعد النقاط، والكل مشدود، هذا هو حال كرتنا وملاعبنا وناسنا والصورة كيبورد وأنامل تؤجج وحناجر في الملاعب تُحرّض على العنف، ومن أراد تفريغ شحنته ويعبر عن بؤسه ومشاكله الملعب أمامه، ووسط هذه الأجواء المقززة والملبدة بالغيوم والتي لا تساهم في خلق أجواء تنافسية مميزة، الجميع يتفرج ويبدو أن لا حلول لاستئصال سرطان الشغب الذي اجتاح ملاعبنا في كل أرجاء الوطن، ودام فضلكم، لا تجعلوا ملاعب الكرة مسرحاً للعنف لأن كرة القدم هي سر سعادتنا، وهي من ساهمت في ترسيخ علاقات الناس العاشقة للعبة.