اراء

مصر× ليبيا: كليمنتي وكيروش من يضع النقاط علي الحروف؟

عامر جمعة
عامر جمعة

أعرف كما يعرف غيري ان منتخب مصر هو أفضل منّا في التصنيف العالمي والأفريقي و حتي الغربي بطبيعة الحال، و أعلم أنه سبق أن وصل لنهائيات كأس العالم أكثر من مرة وآخرها الماضية في روسيا، وهو الذي فاز بلقب كأس الأمم الأفريقية سبع مرات، وهو الأول ألقابًا على مستوى القارة، في وجود العمالقة مثل الكاميرون ونيجيريا والأفيال والجزائر وغانا ولديه حاليًا عددٌ من اللاعبين المحترفين في أقوى الدوريات الأوروبية، من بينهم نجمٌ يعدّ حاليًا على الأقل ضمن أفضل خمسة لاعبين في العالم.

مع ذلك؛ فإن المنتخب المصري يعيش خلال السنوات الأخيرة في أزمةٍ بعد تأهله لنهائيات روسيا تحت إشراف المدرب الأرجنتيني “كوبر”، حيث خرج من المونديال بأسوأ العروض والنتائج ولم يظفر ولو بنقطة واحدة في مجموعة هي الأضعف مقارنة ببقية المجموعات، وقد ضمت روسيا والأوروجواي والسعودية!!

ومع أنه وهو في طريقه إلى روسيا 2018 قد أزاح غانا ولم تكن المهمة سهلة إلا أنه كان قبل ذلك؛ قد فشل في التأهل لنهائيات أمم أفريقيا مرتين منذ أن ظفر بثلاثة ألقاب متتالية تحت إمرة “حسن شحاتة”، الذي أقبل بسبب ذلك ولم تشفع له إنجازاته للاستمرار !

ومع أنه لعب نهائي عام 2017 وخسر اللقب أمام الكاميرون إلا أنه فشل بعد ذلك فشلاً ذريعًا في النهائيات التي أقيمت على أرضه عام 2019، تحت قيادة المكسيكي (اقيري).

ومنذ ذلك التاريخ وهو في أزمة!

لقد اعتزل كل لاعبيه المهرة الذين شكّلوا أفضل جيل للكرة المصرية من أمثال أبوتريكة والحضري ومتعب وعبدربه وزكي وأحمد فتحي ومحمد شوقي وبركات وسيد معوض وأحمد حسن، وكان من الصعب تعويض هذه الأسماء، ولذلك فإن الفريق يمرّ حالياً بفترة حرجة أدت إلى إقالة المدرب “البدري” بسبب العروض الهزيلة، ولم يكن التعاقد مع المدرب البرتغالي “كيروش” إلا محاولة لترميم الصفوف وإعادة الثقة المفقودة بين اللاعبين و ثقة الجماهير في قدرتهم علي التواجد في قطر!!

ومع تألق محمد صلاح في إنجلترا؛ إلا أنه لم يقدم الإضافة المنتظرة منه للمنتخب، ورغم وجود بعض اللاعبين الذين يعوّل عليهم في المرحلة القادمة وخاصة في مباراتيْ منتخبنا مثل محمد شريف المهاجم ومصطفي محمد الذي لم يسجل نجاحًا في تركيا ولاعب الوسط “قفشة”؛ إلا أنه يفتقر إلى جماعية الأداء و تعدد الأخطاء الدفاعية رغم تواجد الحارس “الشناوي”.

ولأن “كيروش” ليس له متسع من الوقت؛ فقد يستعين بآراء معاونيه المصريين في اختيار التشكيلة على أن يتولى تحديد طريقة اللعب التي يراها مناسبة لمباراتيْ القاهرة وبنغازي وقد تابع مليًا مباراتيْ منتخبنا مع الغابون و أنغولا.

ولأنه يعوّل علي مباراة الذهاب؛ فإن المباراة ستُلعب علي جزئيات مهمة ولا شك أن المنتخب الذي يحسن استغلالها؛ هو الذي سيظفر بالنتيجة.

وسيكون الحوار علي جانبيْ الملعب بين كليمنتي وكيروش، وقدرة كل منهما على وضع النقاط على الحروف!

لذلك؛ فإن منتخبنا عليه أن يكون جاهزًا بدنيًا بالقدر الذي يجعله ينهى المباراة بنفس القوة والسرعة والتركيز وعدم ارتكاب اللاعبين الأخطاء والالتزام بتعليمات “كليمنتي” والاستفادة من خبرتهم في التعامل مع ظروف المباراة وتقلباتها، غير ذلك؛ فإن الأمور تجري بمقادير !!

زر الذهاب إلى الأعلى