معتز بن عامر.. قائد الأهلي الوفي صاحب الحضور البارز محليًا وأفريقيًا
هو أحد أبرز نجوم فريق الأهلي ببنغازى البارزين، الذين قدموا له الكثير والكثير، وظل وفيا له ولغلالته حتى الاعتزال، وتوج مسيرته الكروية الطويلة والناصعة بمساهمته في بلوغ فريقه الأهلي لأول مرة في تاريخه لدور المجموعات وقيادته في أقوى وأعرق بطولات الأندية الأفريقية، وهو دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.
عائلة أهلاوية بامتياز
نجم وقائد فريق الأهلي ببنغازي – معتز بن عامر – ارتبط بمؤسسته العريقة منذ الصغر وتحديدًا منذ مطلع التسعينيات، فهو من أسرة وعائلة أهلاوية بامتياز، شغفت بكرة القدم وعشقتها، فوالده –محمد بن عامر- كان لاعبًا سابقًا بفريق الأهلي خلال سنوات السبعينيات، وهي الفترة الذهبية والزاهية في مسيرة فريق المشوار الطويل، حيث كان يذهب مع والده منذ الصغر ويرافقه لمشاهدة مباريات الأهلي ونجومه في سن مبكرة من عمره من الأشبال إلى الأواسط والكبار.
غير أن بدايته الكروية كانت من الشارع إلى المدرسة إلى أن التحق بالنادي الأهلي ببنغازي في بداية التسعينيات مع المدرب الوطني محمد الشارف، الذي كان له فضل كبير بعد المولى عز وجل فيما وصل إليه طوال مسيرته الكروية.
تدرج بمختلف الفئات السنية وأحرز معه العديد من الألقاب والبطولات، وكان محظوظا باللعب مع جيل لا ينسى، ضم كل من أيمن العقيلي ومحمد اقريرة ورافع العماري وعمر تختاش وطلال بوسنينة وعد الجليل وعبد الهادي البرعصي، ومحمد حسين وعلي العشيبي وعلي الحاسي ومعتز كبلان ومحمد البشاري وغيرهم.
ثم تدرج إلى أن وصل للعب بفريق الأواسط تحت قيادة المدرب الوطني يوسف إبراهيم، ليتم ترشيحه للعب بالفريق الأول برفقة نخبة من لاعبي الأواسط، عن طريق المدرب القدير الراحل الجزائري سعيد عمارة، والكابتن أحمد بن صويد، وكان ذلك في عام 1998.
الظهور الأول
ولا ينسى نجم الأهلي الكبير الدولي معتز بن عامر، أول حصة تدريبية خاضها مع الفريق الأول في الموسم الرياضي، على ملعب النادي الرئيسي عام 1999، حيث كانت تتملكه الرهبة والخوف وهو يخوض الحصة التدريبية الأولى له مع كوكبة من النجوم والأسماء البارزة بالفريق، الأول يذكر منها على سبيل المثال ونيس خير وخالد وجلال المسلاتي وحسين جمعة وخالد بوسعدة وناجي المغربي وعبد السلام خميس وجبر بوراوي.. وغيرهم.
تدرب في أول موسم له مع الفريق الأول مع المدرب الجزائري مصطفى هدان، ثم مع مدرب يوغسلافي وعلي البشاري والمدرب المصري حسن شحاتة، حيث شارك مع الفريق الأول في العديد من المباريات الرسمية، أبرزها مباراة الأهلي بطرابلس بملعب البيضاء، حيث دفع به المدرب اليوغسلافي في الشوط الثاني رغم صعوبة المباراة والأجواء المحيطة بها.
أسوا الذكريات
وكان هذا الموسم من أسوأ ذكرياته الرياضية الكروية، حيث تعرض الأهلي للظلم، إلا أن جماهير الأهلى الوفية لم ترض بذلك، مما جعلها تخرج عن صمتها وتصرخ في وجه الظلم الذي طاله، وتعرض له الأمر الذي أدى إلى هدم مقر النادي التاريخي وإيقاف كافة نشاطاته لعدة سنوات.
خياران لا ثالث لهما وتتويج مع الهلال والاتحاد
وفي هذه الفترة كانت أمامه خياران لا ثالث لهما إما نهاية وانتهاء مسيرته الرياضية، ووضع حد لها مبكرًا أو الاستمرار للعب مع أي ناد آخر، إلى أن يعود النادي الأهلي إلى نشاطه من جديد، وهذا ما حدث بالفعل ففي الموسم الرياضي 2000 – 2001، انتقل لنادي الهلال للعب له لموسمين متتاليين، تحصل خلالها على بطولة كأس ليبيا لأول مرة بقيادة المدرب التونسي عمر الذيب.
وفي الموسم الرياضي 2002 – 2003، انتقل إلى صفوف فريق الاتحاد، وأحرز معه بطولتي السوبر والدوري، إلا أنه لم يكمل الموسم بسبب الإصابة التي منعته من اللعب لموسم ونصف.
فرحة العودة للأهلي
وبعد رجوع النادي الأهلي وعودته لممارسة نشاطه عام 2004، كانت مهمته صعبة في كيفية الخروج من نادي الاتحاد إلا أن إدارة النادي قدرت وتفهمت رغبته ليتم السماح له ومنحه الضوءٔ الأخضر بالعودة إلى النادي الأهلي ببنغازي، حيث عاد لفريقه الأهلي من جديد، وشارك في موسم الصعود والعودة لدوري الأضواء، حيث كان الكل يعمل في صمت من أجل النادي العريق والعودة به إلى مكانه الطبيعي، ومنح النجم معتز بن عامر شرف تولي قيادة الفريق في موسم 2006، بقيادة المدرب أحمد بن صويد.
وواصل “بن عامر”، رحلة التألق مع الفريق الأول لمواسم عديدة، وكان قائدًا للفريق وتحمل مسؤولية قيادته في آخر ثمان سنوات حتى اعتزاله عام 2014.
قائد محنك وقدوة حسنة
معتز بن عامر قائد الكتيبة الحمراء، يعد نموذجًا يحتذى في العطاء والوفاء لغلالة فريقه التي أخلص ولعب لها لمواسم وسنوات طويلة، ويتمتع بشخصية تحظى باحترام الجميع وتمتلك كل مواصفات القائد الحقيقي والقيادة، وكان على وشك اتخاذ قرار الاعتزال والابتعاد عن الملاعب قبل انطلاق الموسم الرياضي 2013-2014، غير أن حاجة الفريق لخبرته وخدماته جعلته يتراجع عن قرار الاعتزال نزولا وتلبية لرغبة جمهور ناديه الوفي ليؤجل اتخاذ هذا القرار الصعب، حيث عاد أدراجه سريعا لتقمص غلالة الفريق والدفاع عن ألوانها وقيادته ملبيًا نداء الغلالة، فساهم معه في اعتلاء صدارة ترتيب فرق مجموعته من بطولة الدوري الليبي ليؤهل فريقه للعودة إلى الواجهة الأفريقية، بعد طول غياب واستلم مهام قيادته في مشوار دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وساهم مع رفاقه في التأهل لأول مرة إلى دوري المجموعتين في أقوى بطولات الأندية الأفريقية.
تاريخ أفريقي
سجل “بن عامر” الحضور الأبرز والأكثر، فهو يعد من أكثر اللاعبين فى تاريخ الأهلي مشاركة في مسابقات الأندية الأفريقية، حيث تعود أولى مشاركاته الأفريقية إلى عام 2009، عندما شارك مع الفريق في بطولة كأس الاتحاد الأفريقي وتخطى عقبة فريق حي العرب السوداني، بعد خوضه مباراتين وتأهل على حسابه بفضل ركلات الترجيح، ثم خاض مباراتي الذهاب والإياب أمام النادي الصفاقسي التونسي، ثم سجل حضوره في المشاركة الأفريقية الثانية عام 2010 في دوري أبطال أفريقيا.
وقاد الفريق في مباراتي الذهاب والإياب أمام دجوليبا المالي، كما ساهم في قيادة ووصول فريقه لنهائي بطولة أندية شمال أفريقيا عام 2009، وفقد اللقب الشمال أفريقي بفارق الأهداف فقط أمام حامل اللقب النادي الصفاقسي، لتكون المشاركة الأفريقية لعام 2014 في دوري أبطال أفريقيا هي الثالثة في رصيده، وهي أبرز مشاركة أفريقية في تاريخ النادي الأهلي ببنغازي، حيث تفوق خلالها على بطل أفريقيا الأهلي المصري ذهابا وإيابا، وعلى الترجي التونسي بطل تونس.
رقم قياسي
ويحتفظ “بن عامر” برقم قياسي في عدد مرات تنفيذ وإحراز وتسجيل ركلات الجزاء والترجيح برصيد تسعة عشر ركلة متتالية في البطولة المحلية دون إضاعة أو إخفاق، وكانت مباراة فريقه الأهلي ببنغازي أمام فريق وفاق سطيف الجزائري، في ختام ذهاب المجموعة الأولى لدوري المجموعتين بدورى أبطال أفريقيا عام 2014، قد شهدت آخر ظهور رسمى له فى الملاعب مع فريقه الأهلي ببنغازي.
وعقب اعتزاله الملاعب جدد رحلة الوفاء والعطاء لمؤسسته العريقة التي نشأ وترعرع بين جدرانها منذ الصغر، حيث تولى مهمة مدير الكرة والإشراف على قطاع كرة القدم بالنادي، ولم يبخل بتقديم الجهد والعطاء لناديه وشبابه.
تجربة دولية مع المنتخب الوطني
اختير النجم معتز بن عامر ضمن صفوف منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في العديد من المناسبات الدولية، كان آخرها وأبرزها مشاركاته ضمن صفوف منتخبنا خلال مباراته الشهيرة أمام منتخب موزمبيق بالقاهرة، والتي أسفرت عن فوز منتخبنا بهدف لصفر، بقيادة المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا، ليتأهل إلى نهائيات بطولة أمم أفريقيا عام 2012 للمرة الثالثة في تاريخه، والأولى بعد غياب طويل، كما شارك مع منتخبنا في منافسات الدورة العربية بالدوحة عام 2011.