منتخبا مصر وليبيا في الميزان.. البيدق والوزير
هي مباراة تشبه مباريات “الشطرنج” لا يكون الفوز فيها بكثرة القطع أو أهميتها بقدر حنكة من يحسن تحريكها بين مربعات الرقعة دون أي خطأ وحينها قد يفعل “البيدق” الصغير ما يعجز عنه “الرخ أو الوزير”، وعندما يتعلق الأمر بمن يحرك القطع “اللاعبين”؛ فإن المهمة الصعبة ترجع إلى المدربيْن “كليمنتي و كروش” ومن يحسن الاستفادة من قدرات لاعبيه على اختلاف شهرتهم والفوارق بينهم في مباراة قد يتألق فيها لاعب صغير ويخفق نجم شهير.
فلا الاستحواذ ينفع إذا وقعت الأخطاء ولا السيطرة مجدية دون الاستفادة من قليل الفرص فقد لا يتوفر كثيرها، هم يرون التأهل من حقهم ويعتبرون منتخبهم الأجدر به بالنظر إلى التاريخ والواقع لكن الخوف يظل يساورهم لأن المنتخب الليبي كثيرًا ما عكّر صفوهم وكان عنيدًا كلما كانت هناك مواجهة بين المنتخبين، بغض النظر عمن يتواجد من اللاعبين فوق أرض الملعب ولا بعدد المحترفين ولا نتائج وإنجازات سابقة؛ ولذلك فإن الصحافة المصرية لم تتوقف عن التحذير من مفاجآت المنتخب الليبي وبالقدر الذي انتقدت فيه سوء الأداء لكنها لم تتوقف عن شحذ الهمم دعمًا للمدرب الجديد ” كيروش”، وهو مدرب كسائر المدربين له نجاحات وإخفاقات، وسريعًا ما لحقته الانتقادات وقد لا يحقق لمصر خلال شهر ما عجز عن تحقيقه لمنتخبات وفرق دربها من قبل سنوات عدة.
بين الفريقين مباراة من تسعين دقيقة تحتاج إلى لياقة عالية وحسن تمركز وتركيز عالٍ، دون توتر وبلا أخطاء.
ولأن الحسم على أرض الملعب؛ فكم من منتخب كان مرشحًا للفوز بلقب عالمي أو قاري ثم خرج من الدور الأول والذين يتابعون الكرة قديمًا وحديثًا يعرفون أن ذلك طال البرازيل وإيطاليا وألمانيا وكل المنتخبات العملاقة، وكم من مدرب مغمور قاد فريقًا صغيرًا فخطف به لقبًا كبيرًا أو بطولة فأصبح شهيرًا وآخرهم “رانييري” مع ليستر، وقبلها مورينيو مع بورتو وبراين كلاف مع نوتنغهام فورست، وآخر مرموق خذلته الكرة واللاعبون ولو كان ساكي أو سانتانا؟
في كرة القدم؛ كل الاحتمالات قائمةٌ بشرط أن تكون الجدية وكذلك التركيز مرتبطيْن بصافرة الحكم وهو ينهي المباراة دون الانشغال بقراراته.