من يختار اللاعبين المدرب أم المشجعين ؟
لست أحرص ولا أدعي أنني أكثر درايةً بأمور المنتخب الوطني لكرة القدم من طاقمه التدريبي وخاصة مديره الفني “كليمنتي”، لذلك لم ولن أتحدث عن الاختيارات التي يراها مناسبةً لقوام المنتخب ككل أو التشكيل المناسب لكل مباراة؛ لأنه وحده الذي يختار اللاعبين المناسبين لكل مباراة، وهو الذي يحدد واجبات كل لاعب فوق أرض الملعب، فما أكثر اللاعبين الذين لا يروقون لنا كصحفيين أو مشجعين لكنهم ينفدون تعليمات المدربين بدقة، وبقدر نجاحهم؛ تكون النتائج وبدونهم لا تستقيم الأمور.
ولذلك؛ فإن اختيارات المدربين كثيرًا ما تشكّل جدلاً في كل بلاد العالم، ولكم أن تتخيلوا كيف يختار المدرب قائمته لأي فريق أو منتخب من مئات اللاعبين في كل دولة، وفي كثير من الأحيان يكونون من المحترفين المهرة.
لذلك نرى “ديبالا” على دكة البدلاء مع يوفنتوس وخارج تشكيلة منتخب الأرجنتين، وخير زيدان كازاميرو على إيسكو وخميس في تشكيلة الريال، والأمثلة كثيرة حديثًا وقديمًا وأحدثت إشكاليات وخلافات بين أبرز النجوم والرأي العام والمدربين، فقد لعب سكيلاتشي مع إيطاليا وظل فيالي ضمن البدلاء.
ولأن المدرب هو المسؤول عن النتائج ولأن كبار المدربين في العالم يتعرضون للإقالة؛ من غير المنطقي أن ينساقوا وراء أهواء المشجعين وحتى المسؤولين بل إن تدخل أيًّا كان في اختصاص المدربين هو جهل بالمسؤوليات وأسلوب فج لا يمكن قبوله، وهو في الغالب لا يحدث إلا في البلاد المتخلفة لأنه في العالم المتحضر يتم التعامل مع المدربين باحترام ويرتبط بقاؤهم بسقف طموحات كل دولة، ووفق الإمكانيات، وعندما لا يتم النجاح قد تحدث الاستقالة أو الإقالة، ويتم ذلك وفق العقود، فكم من مدرب فشل مع منتخب ونجح مع آخر، وهنا يكمن الفارق بين الفشل والنجاح.. فلنترك اختصاصات المدربين للمدربين.