مواجهاتٌ قويةٌ تنتظر ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا في تصفيات كأس العالم
تستمر الإثارة والمتعة في الملاعب الأوروبية، حيث تستكمل مباريات الجولة الأولى من تصفيات أوروبا لحسم المتأهلين إلى كأس العالم قطر 2022.
وتأتي على رأس مباريات اليوم؛ المباراة التي ستجمع بين منتخب إنجلترا وسان مارينو في تمام العاشرة إلا ربع بتوقيت ليبيا.
ويبدأ منتخب إنجلترا طريقه إلى قطر اليوم الخميس عندما يستقبل سان مارينو الصغير في ملعب ويمبلي في المجموعة التاسعة من التصفيات.
يسعى منتخب الأسود الثلاثة إلى الحصول على المركز الأول في المجموعة وضمان التواجد في المونديال المقرر إقامته الشتاء المقبل، في حين أن سان مارينو كما كان دائمًا يلعب ببساطة من أجل الفخر.
بعد أن قاد إنجلترا بالفعل إلى نصف نهائي كأس العالم، ومع وجود عدد كبير من الشباب الموهوبين تحت تصرفه، يدعم الكثيرون المدرب الحالي جاريث ساوثجيت لإنهاء فترة عدم الفوز بالكؤوس هذا الصيف.
تمثل البطولات الأوروبية لهذا العام فرصة رائعة لإنجلترا للمطالبة بأحد أفضل اللاعبين في العالم، وبينما يتمتع فريقهم في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بموهبة كافية، فإن احتمال عودة المزيد من كبار اللاعبين الدوليين من الإصابة في الوقت المناسب لبطولة هذا الصيف، بالتأكيد سيكون لها تأثير كبير.
في الوقت الحالي، على الرغم من ذلك، يجب على منتخب إنجلترا التركيز ببساطة على المهمة المطروحة حاليًا وتعلم الدرس مما حدث بالأمس لمنتخب هولندا أمام نظيره التركي.
وحيث لا يتم ضمان الصدارة بالتأكيد في مجموعة مع وجود منتخب بولندا بقيادة روبرت ليفاندوفسكي لكن زيارة سان مارينو تمنح المدرب فرصة لتجربة بعض لاعبيه الأقل خبرة.
ومع ذلك، لم يكن مستوى إنجلترا في دوري الأمم بمثابة استعداد مثالي لفترة التأهل، حيث أدت الهزائم أمام الدنمارك وبلجيكا إلى احتلاله المركز الثالث في المجموعة الثانية، على الرغم من أنهما نجحا في التخفيف بالفوز على الجيران السابقون ويلز وجمهورية أيرلندا في مباريات ودية الخريف الماضي.
علاوة على ذلك، فإن هزيمة إنجلترا الكئيبة أمام الدنمارك تمثل هزيمتها الوحيدة على أرضها في آخر 12 مباراة، حيث انتهت جميع المباريات الـ11 الأخرى بالنصر؛ لذا فإن سان مارينو بالتأكيد لن تحمل تطلعات لصدمة هائلة بينما يستعدون للسفر إلى العاصمة.
في نفس التوقيت يلتقي منتخب ألمانيا بنظيره أيسلندا ضمن منافسات الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
يبدأ يواكيم لوف موسمه الأخير في التصفيات المؤهلة لكأس العالم مع ألمانيا اليوم عندما يستقبل أيسلندا.
فشل الفريقان في تجاوز مرحلة المجموعات في كأس العالم 2018، وسيكون المنتخب الألماني على وجه الخصوص يائسًا لتحسين هذه النهاية تحت قيادة جديدة.
ستمثل البطولات الأوروبية هذا الصيف بطولة يواكيم لو النهائية في فترة 15 عامًا التي قضاها في قيادة ألمانيا، حيث أعلن المدرب، البالغ من العمر 61 عامًا، أنه سيتنحى عن هذا الدور بعد مسيرته المميزة.
شهدت أول نهائيات لكأس العالم في لوف في 2010 حصول ألمانيا على الميدالية البرونزية قبل أن يكتب ماريو جوتزه اسمه في كتب التاريخ بتسجيله هدف الفوز ضد الأرجنتين في المباراة النهائية بعد أربع سنوات، على الرغم من أن روسيا 2018 لم تكن أقل من كونها قضية كارثية بالنسبة للمنتخب الذي فشل في الدفاع عن لقبه.
في الواقع، فازت ألمانيا بواحدة فقط من مبارياتها الثلاث في دور المجموعات وانتهت في مركز متأخر مع تقدم السويد والمكسيك، وبينما تحمل المنتخب الألماني سلسلة من النتائج الإيجابية منذ تلك البطولة المحكوم عليها بالفشل، يمكن القول إن أحدث مباراة لها طغت على سجلها الذي لم يهزم سابقًا في عام 2020. .
أشرف لوف على انتصاريْن وثلاثة تعادلات من أول خمسة لقاءات لفريقه في دوري الأمم، لكنهم ببساطة استسلموا أمام إسبانيا حيث سقطوا أمام هزيمة ساحقة “6-0” وهي النتيجة التي شهدت تقدم المنتخب الإسباني على حسابهم.
وكانت تلك المباراة أيضًا هي المرة الأولى منذ 89 عامًا التي خسرت فيها ألمانيا بفارق ستة أهداف.
على الرغم من هذا الإذلال، يمكن لفريق لوف أن يأخذ العزاء من حقيقة أن مباراة واحدة فقط من آخر 15 مباراة خاضها على أرضه انتهت بالهزيمة، وحققوا انتصارات متتالية على جمهورية التشيك وأوكرانيا على أرض مألوفة في الخريف الماضي، لذا يجب على مضيفي هذا الأسبوع أن يأخذوا الدروس التي تعلموها في هزيمتهم ضد إسبانيا ويستخدمونها للأبد هنا.
أما المباراة الثالثة فسيجمع بين إيطاليا وأيرلندا الشمالية على ملعب بارما إنيو تارديني.
ويطمع المنتخب الإيطالي في استعادة هيبته وتعويض فشله في التأهل لنهائيات كأس لعالم 2018 في روسيا بضمان التأهل مبكرًا هذه المرة الى مونديال قطر.
واستدعى مدرب إيطاليا روبرتو مانشيني فريقًا كبيرًا من 38 لاعبًا، يضم العديد من الوجوه الجديدة التي يمكن أن تتألق في البطولة، وفي نهائيات بطولة أوروبا هذا الصيف.
تم اختيار كل من ماتيو ريتشي لاعب سبيزيا ورافائيل تولوي، من أتالانتا، لأول مرة وحصل المدافع البرازيلي المولد تولوي على تصريح من الفيفا من أجل تغيير الجنسية، والاستفادة من تراثه الإيطالي وانضم إلى المجموعة، قبل زيارة أيرلندا الشمالية.
من بين الاستدعاءات من خارج الدوري الإيطالي ثلاثة من باريس سان جيرمان وهم أليساندرو فلورنزي ومويس كين وماركو فيراتي بالإضافة إلى المهاجم فينتشنزو جريفو من فريق فرايبورج في الدوري الألماني، حيث يسعى مانشيني لبداية قوية في المجموعة الثالثة.
فاز روبرتو مانشيني في 15 من أصل 24 مباراة مع منتخب إيطاليا حيث سجل معه الأزوري 54 هدفًا وتلقى 14 هدفًا فقط، ومن المتوقع أن يوقع تمديد عقده في الأسابيع المقبلة.
ومع ذلك، تعطلت استعدادات مدرب مانشستر سيتي السابق عندما منعت هيئة الصحة في ميلانو لاعبي إنتر من الانضمام إلى منتخباتهم الوطنية بعد ظهور أربع حالات فيروس “كورونا” في فريق النيرازوري.
وبافتراض إعادتهم سلسلة من الاختبارات السلبية، فقد تم إعطاؤهم تصريحًا مغادرة المدينة الثانية.
أما المباراة الرابعة؛ فيأمل فيها منتخب إسبانيا في بدء محاولته للتأهل لكأس العالم 2022 بطريقة مثالية عندما يواجه اليونان في نويفو لوس كارمينيس في المجموعة الثانية.
ويهدف البلد المضيف إلى تحسين مركزه بعدما ودع المونديال السابق من دور الـ 16، في حين تسعى اليونان للعودة إلى الساحة العالمية بعد أن فقدها قبل ثلاث سنوات.
يسعى المنتخب الإسباني لمواصلة النهج الذي يسير عليه ونفس الأسلوب الذي ضرب به منتخب ألمانيا بستة أهداف في دوري الأمم في نوفمبر.
أبطال كأس العالم 2010 لديهم نصف نهائي بطولة دوري الأمم مع إيطاليا، ويتطلعون إلى وقت لاحق من هذا العام، ولكن في الوقت الحالي، يتطلع إسبانيا ببساطة إلى طريق مريح إلى قطر حيث تسعى للتأهل إلى نهائيات كأس العالم الثانية عشر على التوالي، حيث كان آخر فشل في القيام بذلك في عام 1974.
ومع ذلك، فإن النهائيات الأخيرة في البطولة الأكثر شهرة في العالم كانت مخيبة للآمال على أقل تقدير، حيث فشلوا في تجاوز دور المجموعات بعد أربع سنوات من فوزهم في جنوب إفريقيا، بينما أطاحت روسيا المُضيفة بإسبانيا بركلات الترجيح في 2018.
ومع ذلك، نجح فريق إنريكي في الفوز في جميع مبارياته الثلاث على أرضه العام الماضي مع الحفاظ على شباكه نظيفة في كل مرة وكانت الهزيمة “1-0” أمام أوكرانيا هي الخسارة الوحيدة في مبارياته الثماني لعام 2020، لذلك لن يكون المنتخب الإسباني قبول أي شيء أقل من فوز روتيني هذا الأسبوع.
علاوة على ذلك، سيتطلع المضيفون إلى انتصارهم العاشر على التوالي على أرضهم، وبعد أن استقبلوا هدفًا واحدًا فقط في ذلك الوقت، سيكون أمام منتخب اليونان جهد كبير إذا أرادوا إثبات نسبهم في كأس العالم ضد أبطال 2010.
وتُقام مباريات أخرى ستجمع بين كل من بلغاريا وسويسرا، وكذلك بين السويد وجورجينيا، بينما يستضيف مولدوفا نظيره جزر فاروه، ويحلّ النمسا على اسكوتلندا، ويلتقي أندورا مع ألبانيا، ويصطدم منتخب المجر مع بولندا، ويواجه منتخب رومانيا نظيره مقدونيا الشمالية، وأخيرًا؛ يستضيف ليشتنشتاين نظيره أرمينيا.