اراء

موسم الإخفاقات

الإخفاقات المستمرة لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم على كافة المنافسات
والواجهات، والتي كان آخرها خروجه المبكر من تمهيدي بطولة كأس العرب أمام المنتخب السوداني، لم تكن بتلك المفاجأة الكبيرة، كوننا نحن من مهدنا
لمثل هذا الإخفاق، وجهزنا أنفسنا للإخفاقات أكثر من تحضيرنا لتحقيق أي
نجاحات، بعد سلسلة طويلة من الخيبات التي طالت مسيرة منتخبنا الوطني منذ فترة طويلة، فما حدث ويحدث هو انعكاس للمشهد الداخلي، وما يدور فىي مسابقاتنا الكروية من تخبط وتعثر ومشاكل لا حصر لها، وصراعات وحالة من عدم الاستقرار.

فمسابقاتنا المحلية لم تعرف الانتظام منذ سنوات، حتى أنه خلال عشر سنوات لم تقم وتكتمل سوى ثلاث مواسم كروية فقط، ناهيك عن الانطلاقة المتأخرة والمتعثرة وكثرة عدد الفرق المتبارية، والمستوى الفني المتواضع، إلى جانب الصراعات المستمرة على كرسي رئاسة الاتحاد الليبي لكرة القدم، وما صاحب مسيرة المنتخب من عدم ثبات واستقرار في الجهاز الفني، حيث ضرب منتخبنا رقما قياسيا في تغيير المدربين الذين يمثلون مدارس تدريبية مختلفة، وحتى لاعبينا المحترفين الذين كنا نُعول عليهم في دعم المنتخب وتقديم الإضافة له، بدأ عددهم في تضاؤل ونقصان بسبب عودة بعضهم إلى الدوري المحلي المتواضع فنيا، ليزيدوا الطين بلة، كل هذه التخبطات انعكست على صورة وأداء ونتائج منتخبنا الوطني في الخارج، وهي نتاج وحصاد لكل هذا العمل العشوائي، ونحن على بُعد أشهر قليلة من انطلاق تصفيات كأس العالم خلال شهر سبتمبر المقبل، ومواجهة منتخبات عربية وأفريقية قوية، لا بد من معالجة الأمر والتحضير الجيد للموعد المرتقب، وعدم إهدار وإضاعة المزيد من الوقت قبل فوات الأوان، فالقادم أصعب وما يشهده المشهد الكروي الحالي ينذر بمزيد من خيبات الأمل، واستمرار نزيف الإخفاقات على كافة الواجهات، فهل من وقفة جادة مع النفس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وحفظ ماء وجه الكرة الليبية في قادم المواعيد؟

زر الذهاب إلى الأعلى