ميلود زكة.. صائد البطولات عملاق الكرة الطائرة الليبية
يعد اللاعب الدولي الكبير، ميلود زكة، أحد أبرز وألمع نجوم ورموز الكرة الطائرة الليبية، خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، وحتى مطلع التسعينيات، وهو أحد النجوم القلة الذين عمروا بملاعبها وأمضوا في ميادينها سنوات ومواسم طويلة متواصلة، امتدت لأكثر من ثمانية عشر سنة متتالية، كانت حافلة بالإنجازات والمحطات المضيئة، عاصر خلالها ثلاث أجيال مختلفة.
واحتفل نجم الكرة الطائرة الكبير، صحبة عدد من أصدقائه ورفاق دربه ومشواره، بعيد ميلاده الثالث والستين، وهو يتمتع بحيوية وروح الشباب وسط أجواء تفاؤلية رائعة.
حوار ساخن بين صالح العقيلي وماتيكالو
بدأت حكاية ومسيرة نجم الكرة الطائرة الليبية – ميلود زكة – عام 1971 بملاعب الكرة الطائرة تحت قيادة المدرب القدير صالح العقيلي، برفقة العديد من رفاق جيله في تلك المرحلة المبكرة، أمثال ارحومة الصافي ومحمود ومحمد الاصفر، والمرحوم إبراهيم الفيتوري، ومحمد شتوان، ومحمد مرسال، وأحمد الفقي.
ورغم أن ملاعب كرة القدم التي كان بارعا فيها، حاولت أن تأخذه بعيدا عن ملاعب الكرة الطائرة، خاصة بعد أن تدرب والتحق في نفس الفترة ضمن صفوف فريق الأواسط بنادي النصر، ونال ثقة وإعجاب المدرب اليوغسلافي الكبير فلوريان ماتيكالو، الذي اختاره ضمن نخبة من نجوم تلك المرحلة إلا أن المدرب الكبير صالح العقيلي رفض بشدة أن يغادر زكة ملاعب الكرة الطائرة، وراهن عليه كثيرًا، وقال له إنك ستكون أحد أبطال ونجوم الكرة الطائرة بليبيا، فكان لهذه الكلمات المشجعة من الخبير صالح العقيلي صداها، ودور كبير في عودة ميلود زكة، واستمراره وتألقه وتميزه بملاعب الكرة الطائرة الليبية.
أول تتويج
ولأنه كان بارعا أيضًا في لعبة كرة اليد، فقد اختاره واستعان به المدرب الوطني خطاب حسين، ضمن صفوف فريق النصر لكرة اليد عام 1973 لفئة الأواسط، الذي أدخل أول بطولة على مستوى ليبيا بنادي النصر، وضم ذاك الجيل كل من مصطفى أبوقرين وجمعة أبوزريبة وفتحي العجل وصلاح رضوان، حيث كانت وقتها اللوائح تسمح بأن يمارس الرياضي لعبتين.
بداية دولية ذهبية
استمرت مسيرة اللاعب الدولي ميلود زكة بملاعب الكرة الطائرة، وتدرج سريعا ضمن صفوف فريق النصر الأول، وبعد مضي عام واحد فقط من بروزه مع فريق النصر الأول للكرة الطائرة، وقع عليه الاختيار لأول مرة بالمنتخب الليبي للكرة الطائرة، المشارك في مهرجان الشباب العربي، عام 1975 بطرابلس، الذي نال القلادة الذهبية.
تألق على الواجهتين المحلية والدولية
ساهم خلالها في قيادة فريقه النصر إلى منصات التتويج على ثلاث واجهات بطولة الدوري الليبي وكأس ليبيا ومسابقة حاملي كؤوس، كما تألق وبرز مبكرًا مع منتخبنا الوطني في الكثير من المحافل العربية والإفريقية والدولية، وحمل شارة قيادة فريقنا الوطني في الكثير من البطولات والمحافل الدولية، أبرزها البطولة الإسلامية بتركيا عام 1980، وأولمبياد موسكو، كما تألق بنهائيات بطولة كأس العالم بالأرجنتين عام 1982، برفقة نجوم جيله أمثال إدريس غيث ومصطفى عبد السلام “ديقة”، ومحمود الأصفر، وأحمد زوبي، وسمير صقر، وعمر نصر، وعلي الزليتني، والجبالي، وشقيقه الأصغر عوض زكة، وجمال الزروق، وأحمد الفقي، وبقيادة المدرب الوطني سعيد بلحاج، مسجلاً حضور وتواجد أول لعبة جماعية في تاريخ الرياضة الليبية في أكبر حدث ومحفل عالمي.
نجم كل الأجيال
عاصر الكابتن ميلود زكة ثلاث أجيال من نجوم الكرة الطائرة بنادي النصر، حيث عاصر ولعب بل وقاد جيله الأول وهو جيل ارحومة الصافي ومحمود ومحمد الأصفر والمرحوم إبراهيم الفيتوري ومحمد شتوان ومحمد مرسال وأحمد الفقي، ثم جيل مصطفى عبد السلام ديقة وعبد الوهاب زوبي وعوض زكة وونيس زكة وصالح مفتاح حباطة ومحمد شتوان والمرحوم إدريس الشيخي، ثم جيل عدنان البكباك وأسامة نوري، وإدريس زكة ووليد حباطة.
مواسم الحصاد والتتويج
وكان الموسم 1979 هو بداية مواسم الحصاد وقطف الثمار واعتلاء منصات التتويج، حيث ارتبط زكة بكل انتصارات وبطولات النصر التي اقترنت باسمه حتى أطلق عليه نجم وصائد البطولات لاعبا ومدربا، وكان شاهدا على النقلة الكبيرة في تاريخ اللعبة على مستوى البطولات أواخر السبعينيات، وأحد أبرز صناعها.
وكان “زكة”، على موعد مع أول تتويج، حين قاد فريقه النصر للتتويج الأول لأول مرة عام 1979، تحت قيادة المدرب العربي التونسي احميدة، وكانت مواسم الثمانينيات مواسم النصر الذهبية، مواسم للحكايات وحكاية أخرى مع البطولات ومنصات التتويج، حيث واصل قيادته لفريقه بفضل قدراته الفنية والبدينة الكبيرة وخبرته وتجربته المحلية والدولية.
سيطرة على منصات التتويج
وسيطرته على منصات التتويج خلال الثمانينات، وحتى التسعينيات حتى أنه حصد عشر بطولات مستحقة على مختلف الواجهات.
روجى ميلا الطائرة الليبية
واستمرت رحلة العطاء الطويلة، فكلما تقدمت به سنوات العمر كان يزداد تألقا وتميزا وتفوقا، حتى أن الصحافة الرياضية لقبته وقتها – بروجى ميلا – الكرة الطائرة الليبية، ويعد – ميلود زكة – أحد ابرز نجوم جيل النصر الثاني على صعيد هذه اللعبة التي انطلقت بنادي النصر منتصف الستينيات، مع الجيل الأول، وهو جيل اللاعب والمدرب الكبير الصالحين العقيلى ومحمد حفتر وعطية المنصوري ومنصور الزروق ومحمد هويدي وعبد السلام حويو ومحمد ابوشهبة.
وحصد وقاد ميلود زكة فريقه النصر إلى العديد من البطولات وكان يتمتع بشخصية قيادية بامتياز فرض احترامه على الجميع ومن ابرز البطولات التى حصدها كانت خمس بطولات على مستوى بطولة الدورى الليبى منها ثلاث بطولات متتالية كما توج بثلاث بطولات على مستوى كأس ليبيا – بالإضافة الى الثنائية الدورى والكأس في مناسبتين وبطولتين متتاليين على مستوى مسابقة حاملى الكؤوس فى مطلع التسعينيات كما قاد فريقه النصر كممثل للكرة الطائرة الليبية فى ثلاث مناسبات دولية فى بطولة الاندية العربية والافريقية بالمغرب وتصفيات المنطقة الأفريقية بالجزائر عام 83.
تألق كبير مع المنتخب الليبي
بدأت علاقته بالمنتخب الليبي الأول عام 1975 حيث توج معه بالقلادة الذهبية فى مهرجان الشباب العربى 75 وذهبية الدورة المدرسية 77، إلى جانب قيادته للمنتخب الليبي في العديد من البطولات العربية والأفريقية في كل من تونس والجزائر ومورشيوس وتركيا والكويت وسوريا والتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم والألعاب الأولمبية بموسكو عام 1980، والمرتبة الثانية على صعيد القارة الأفريقية عام 1979، كما نال جائزة أفضل لاعب دولي، في العديد من المباريات الدولية خلال مشاركة المنتخب الوطني في البطولة العربية للمنتخبات التي أقيمت بالكويت عام 1981، وكان المنتخب الليبي الأول خاصة خلال مرحلة الثمانينيات، وهي الفترة الذهبية الزاهية على صعيد الكرة الطائرة الليبية، ويضم أغلب نجوم فريق النصر الذي شكل نجومه غالبية التشكيلة الأساسية للفريق الوطني.
مسيرة تدريبية ناجحة
وعلى صعيد التدريب، تولى ميلود زكة تدريب فريق النصر الأول في العديد من المواسم، ثم التحدي ونجح في الصعود بالفريق من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى، كما تولى تدريب المروج لمدة موسمين، وتولى تدريب منتخب الشباب في البطولة العربية بلبنان، والمنتخب الليبي الأول مع زميله عمر نصر، ومنتخب ليبيا للشباب في العديد من المناسبات، كما شارك في دورة تدريبية متقدمة بالبحرين، ونال الترتيب الثاني بين المشاركين العرب.
وسيبقى اللاعب الدولي الكبير ميلود زكة النجم التاريخي لكل الأجيال، وعملاق الكرة الطائرة الليبية الاستثنائي والقدوة الحسنة، علامة بارزة وفارقة وأحد أبرز رموزها ونجومها، وصناع أمجادها محليًا ودوليًا.