هو من الأسماء الكبيرة في مسيرة فريقه المدينة العريق، وصاحب البصمة والعلامة الكاملة والفارقة في تاريخه، وصاحب الرقم القياسي، كونه النجم الوحيد الذي شارك وساهم في جميع البطولات المحلية التي توج بها فريقه المدينة لاعبا ومدربا على واجهتي بطولة الدوري الليبي والكأس وكأس السوبر الممتازة.
كما تذوق طعم مختلف أنواع الألقاب محليا ودوليا، وأحرز العديد من الأهداف الحاسمة في العديد من المواعيد الكروية الدولية الكبيرة، وبرز وتألق مع المنتخب الليبي وسجل هدفين في شباك المنتخب التونسي في مباراتين رسميتين، قادتا منتخبنا للفوز والتأهل على حساب منتخب تونس خلال فترته الذهبية.
بالأبيض والأسود
انطلقت مسيرة النجم الهداف الدولي ناصر بلحاج، بدون ألوان مع فريق المدينة بغلالته الشهيرة التي لم يعرف غيرها ولم يرتد ويدافع عن ألوان غيرها، مخلصا وفيا لها، حيث بدأت مسيرته الكروية مبكرا في الساحات والشوارع، لكن محطته الأولى مع أبناء المدينة بدأت عن طريق أحد أبناء المدينة الأوفياء وهو الراحل عبد الرازق حفيظة، الذي قدمه لنادي المدينة عام 1975، حيث اختير مباشرة لتعزيز صفوف الفريق الأول دون أن يمر ويتوقف عند الفئات السنية، حيث لعب ضمن صفوف فريقه المدينة الأول، وكان أصغر لاعبي الفريق وعمره وقتها لم يتجاوز 17 عامًا، بدعوة من المدرب البلغاري بيتر تيدوروف عام 1975.
ثنائية في شباك الترجي والأفريقي التونسي
وتحت قيادته خاض أولى مبارياته الودية مع فريق المدينة الأول، في مواجهة أشهر فرق الأندية العربية الترجي التونسي، وأسفرت نتيجة المباراة عن تعادل الفريقين بثلاثة أهداف لكل منهما، ونجح بلحاج في هذه المباراة في الإعلان عن قيمته كلاعب هداف من طراز رفيع، حين ترك بصمته في هذه المباراة وأحرز أول ثنائية له في شباك الترجي، بعد مباراة مثيرة شهدت ميلاد هداف من طراز رفيع، كما أحرز ثنائية في شباك فريق تونسي آخر وهو الأفريقي التونسي في المباراة الودية التي جمعت الفريقين بطرابلس وأسفرت عن تعادل الفريقين بهدفين لكل منهما. بينما خاض أولى مبارياته المحلية ضمن بطولة الدوري الليبي أمام فريق السويحلي في الموسم الرياضي 75 – 76.
الشقيقان مصطفى وناصر بلحاج
وكان لوجود شقيقه الأكبر وهداف المدينة مصطفى بلحاج دور كبير في تشجعيه وتحفيزه للانضمام لفريق المدينة، حيث سبقه شقيقه الأكبر لنادي المدينة الذي كان مصطفى بلحاج لاعبًا أساسيا بفريقه الأول منذ الموسم الرياضي 71 – 72، أي قبل أن يلتحق الشقيق الأصغر ناصر بأربع مواسم إلى أن أصبحا يلعبا جنبا إلى جنب بالفريق الأول لأول مرة في موسم البطولة الأولى وهو الموسم الرياضي 75 – 76، وشكل معه ثنائيا رائعا ومتناغما لعدة مواسم.
وجه الخير والسعد
وتزامن ظهور النجم ناصر بلحاج مع الفريق الأول مع تتويج المدينة بأول لقب في تاريخه على مستوى الدوري الليبي منتصف السبعينات، حيث كان وجه السعد على الفريق ليسجل اسمه ضمن الفريق المتوج باللقب الأول في تاريخ النادي العريق، ثم استمرا معا جنبا إلى جنب، وشارك مع شقيقه الأكبر مصطفى في التتويج لأول مرة بالنسخة الثانية لبطولة كأس ليبيا عام 77 على حساب الهلال، ليستمرا كثنائي بارز حتى التتويج الثاني على مستوى بطولة الدوري الليبي موسم 82 – 83 الذي شهد آخر ظهور لشقيقه الأكبر مصطفى الذي أعلن بعدها اعتزاله الملاعب، فيما واصل بلحاج الصغير رحلة العطاء مع المدينة حتى اعتزاله مطلع التسعينيات.
تتويجات محلية وقلادتان ذهبيتان مع المنتخب
وعلى صعيد المنتخب الوطني، اختير لأول مرة ضمن صفوف منتخبنا الوطني الذي شارك في بطولة مرديكا بماليزيا عام 1977 بقيادة المدرب الإنجليزي رون برادلي ومساعده المدرب فرحات سالم، ثم برز وتألق مع المنتخب الليبي المدرسي، وساهم في تتويج منتخبنا بالقلادة الذهبية في هذه الدورة، وأحرز أول ثنائية له في هذه الدورة في شباك منتخب فلسطين في مباراة الافتتاح التي أسفرت عن فوز فريقنا الوطني بخمسة أهداف مقابل هدفين.
أسرع هدف دولي في شباك النايلي
كما أحرز أهداف دولية حاسمة وشهيرة في شباك المنتخب التونسي عام 1978 بطرابلس، وأسفرت عن فوز منتخبنا بهدف لصفر، ضمن مباراة الذهاب لتصفيات دورة الألعاب الأفريقية، ويُعد هدفه الشهير في شباك حارس مرمى المنتخب التونسي مختار النايلي، هو الأسرع والأجمل، حيث جاء بعد مرور 28 ثانية من صافرة بداية مباراة بطرابلس التي انتهت بفوز منتخبنا الوطني بثلاثة أهداف لصفر، ضمن تصفيات أولمبياد موسكو عام 1979، وهو أكبر انتصار لمنتخبنا على حساب المنتخب التونسي، وأحرز ناصر بلحاج في هذه المباراة الهدف الثاني في رصيده في شباك المنتخب التونسي.
كما سجل هدفا رائعا في شباك المنتخب الإثيوبي بطرابلس، ضمن تصفيات بطولة أمم أفريقيا في مباراة الذهاب التي أسفرت عن فوز منتخبنا بهدفين لهدف.
ذهبية الدورة الإسلامية بازمير
كما ساهم النجم الهداف ناصر بلحاج مع منتخبنا الوطني في تتويجه وإحرازه لأول مرة بالقلادة الذهبية للدورة الإسلامية بازمير عام 1980، وأحرز هدفين حاسمين في هذه البطولة، حيث كان هداف الفريق في هذه البطولة برصيد هدفين، حيث سجل هدف الفوز الثاني في شباك مستضيف البطولة منتخب تركيا ليفوز منتخبنا بهدفين لهدف، ثم أحرز هدف الفوز الثاني لمنتخبنا في شباك المنتخب السعودي ليساهم في فوز منتخبا بهدفين لصفر والتتويج بلقب البطولة.
أربع سنوات متتالية أساسيا بالتشكيلة الدولية
حافظ النجم الدولي الهداف ناصر بلحاج على مكانه بجدارة ضمن التشكيلة الأساسية لمنتخبنا الوطني على مدى 4 سنوات متتالية، خاض خلالها أكثر من 45 مباراة دولية بين ودية ورسمية، وكان يمكن أن تستمر مسيرته الدولية مع منتخبنا الوطني، حيث اختاره المدرب المجري بيلا لصفوف المنتخب المشارك في بطولة أمم أفريقيا بطرابلس عام 1982، غير أن الإصابة التي لحقت به أثناء إحدى معسكرات الفريق جعلت مسيرته الدولية تتوقف.
أما مع فريقه المدينة فأحرز العديد من الأهداف الحاسمة، أبرزها هدفه في شباك خليفة أبونوارة حارس مرمى الأهلي طرابلس عام 1977، في المباراة التي أسفرت عن فوز المدينة بثلاثة أهداف لصفر.
الاعتزال وحصاد المشوار
وأعلن بلحاج اعتزاله الملاعب عام 1992 عقب مباراة فريقه أمام الاتحاد والتي أسفرت عن فوز المدينة بهدفين لهدف وخلال مسيرته الكروية الطويلة كان حصاده مع فريقه المدينة بأن ساهم وشارك في جميع بطولات فريقه المدينة، حيث نال معه بطولة الدوري الليبي في مناسبتين موسم 75 – 76 بعد دورة ثلاثية مثيرة جمعت المدينة مع الأهلي بنغازي والقرضابية وبطولة الموسم الرياضي 82 – 83 للمرة الثانية على حساب الأهلي طرابلس، كما نال أول بطولة على مستوى بطولة كأس ليبيا يحرزها فريقه المدينة عام 77 وهي بطولة النسخة الثانية على حساب الهلال بملعب درنة.
أهداف في شباك الأهلي المصري والمغرب الفاسي
كما شارك مع فريق المدينة خلال مشاركاته الأفريقية وتمثيله للكرة الليبية في بطولات الأندية الأفريقية عام 1977، أمام أولمبيك نيامي بطل النيجر والأهلي المصري وأمام المغرب الفاسي 1983، وأحرز أول أهدافه على الواجهة الأفريقية في شباك ثابث البطل حارس مرمى الأهلي المصري في لقاء الذهاب الأول بالقاهرة، كما أحرز آخر أهدافه الأفريقية في شباك فريق المغرب الفاسي، ضمن إياب بطولة الأندية الأفريقية.
مسيرة تدريبية حافلة بالألقاب
وعقب إعلانه الاعتزال، واصل رحلة العطاء والوفاء لناديه المدينة الذي عاش معه أيام ومواسم زاهية وذهبية وعاصر أربع أجيال مختلفة، حيث عمل بمجال التدريب حيث عمل مدربًا مساعدًا للمدرب الراحل محمد الخمسي مع فريقه المدينة ومع التشيكي أوتكار وعبد الحفيظ أربيش والجزائري عبد الملك مجزري، كما تولى تدريب فريق المدينة الأول، وقاد فريقه المدينة للتتويج ببطولة المنطقة الغربية لفئٔة الأواسط بعد غياب طويل عام 2018.
وساهم كمدرب في تتويج فريقه المدينة الأول بلقب البطولة الثالثة على مستوى الدوري الليبي موسم 2000 – 2001 كمدرب مساعد لزميله المدرب عبد الحفيظ أربيش، كما ساهم كمدرب في تتويج الفريق للمرة الأولى في تاريخه ببطولة كأس السوبر الممتازة موسم 2000 – 2001 على حساب الأهلي بطرابلس، وقاد فريقه المدينة لنيل وإحراز كأس الاتحاد الليبي كمدرب مساعد مع زميله الحبيب مبارك، وكانت آخر مهمة تدريبية له هو عمله كمدرب مساعد لزميله عمر المريمي مع منتخبنا الوطني، ضمن تصفيات بطولة أفريقيا عام 2018، وشارك في عدة دورات تدريبية تأهيلية في جمهورية التشيك.