نجم في الذاكرة
كان من حقه أن ينال من الشهرة أكثر مما نال وقد ظهر في تشكيلة فريق التحدي سنوات طويلة ظل خلالها أحد أبرز مهاجمي كرة القدم ليس في التحدي وحسب، بل على مستوى كل الفرق وفي سجلات الكرة الليبية والعربية.
أما لماذا؟ فلأنه لا يقل مهارة ولا سرعة ولا قوة ولا فطنة وذكاء عن سائر لاعبي ومهاجمي جيله وكل الأجيال السابقة بما حباه الله من موهبة.
إنه النجم المهاجم الفنان الأنيق المحترم (طه الساحلي)
لكن لأنه لم يلعب في صفوف الفرق ذات الحظوة فلم ينل نصيبه وما يستحقه من وسائل الإعلام ولا من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الوطني وكان جديرًا بالدفاع عن ألوانه أداء وسلوكًا.
مع ذلك، فإن النجم الكبير (طه) لم يخرج عن المألوف وظل متمسكًا بقيمه ومثله لم ينتقد أحدًا وقدم ما قدم من إبداعات في الملاعب في صفوف الفهود وبعض مباريات المنتخب ثم غادر الملاعب في هدوء لا نال مكافآت ولا عقود احتراف ولا ساوم على الغلالة البيضاء المحلاة باللون الأسود وما حظي بتكريم كان به جديرًا.
حرفنة في السيطرة على الكرة فيراها المدافعون تحت قدميه وهيهات أن يصلوا إليها.
هو صانع ألعاب وهداف بارع، ظل وفيًا للتحدي الفريق العتيد العنيد الذي كان يمكن أن يحقق من الألقاب أكثر مما حقق وكيف لا وهو الذي ضم عبر تاريخه الناصع أسماء لامعة ستظل في الذاكرة من أمثال المايسترو عيسى مخلوف وحسين منصور ومصطفى عبد الهادي ويونس راشد والفلاح وفرج ميلود والمجبري وآخرين لا يتسع المجال لحصرهم في عقد لآلِئ قلعة التحدي.