نجم في الذاكرة : المسماري مالديني الكرة الليبية
كوريا.. كوريا.. هكذا كانوا يرددون كلما التقى فريقهم أحد نظرائه من فرق دوري الكرة الليبي خاصة إذا كان الاتحاد أو الأهلي أو المدينة.
كان صوتهم يطغى على أرجاء الملعب البلدي على قلتهم مقارنة بمشجعي الفرق التي ذكرت.
هكذا هم مشجعي فريق الظهرة الكبير العريق الذي يكنى ب ( كوريا ) وقد كان ندًا قويًا يعلو كعبه أحيانًا على هذه الفرق وهو يضم لاعبين مرموقين أذكر منهم الإيطالي جولياني والمجراب والمدفعجي كرمبة.
على أن تشكيلته لم تخل دائمًا من لاعبين بارزين شكلوا أجيالاً متعاقبة من أمثال الحربي والقدعي والأخوة الفرجاني والبوسيفي والخريف وبتور وبيوض والمايسترو البنداوي والرابطي ومحمد المبروك وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم.
كان ( سالم المسماري ) واحدًا من أبرز لاعبي هذه الأجيال المتعاقبة وإلى جانب ذلك كان ضمن أفضل تشكيلة للفريق وهي التي انتزعت بطولة الدوري عام ( 1985 ).
حباه الله بموهبة خارقة وقوام فارع وذكاء خارق يسراه قليلاً ما تخطئ الهدف وتمريراته غاية في الإتقان قارئ جيد للعب رؤيته ثاقبة دعم ذلك بسيرة حسنة فما عهدته ناقش حكمًا ولا أساء لمنافس والذين عاصروه يعلمون صدق ما قلته فيه أما الذين لم يشاهدوه فهو ( مالديني ) الكرة الليبية لأن الإيطالي حتى وإن اعتزل مازال العالم يشاهد إبداعاته عبر القنوات أما المسماري فلم يكن له نصيب من ذلك هو وكل النجوم القدامى الذين طواهم النسيان.
لم يحظ بتواجد دائم في تشكيلة المنتخب بما يتناسب مع إمكانياته وهو أحد أفضل من لعبوا وسط الملعب وفي مركز الظهير الأيسر لكنه سيظل ضمن أفضل تشكيلة ليبية وجدت لها مكانًا في لوحة الشرف الخاصة بالألقاب النادرة التي فاز بها المنتخب وقد كان بارزًا في الكتيبة التي قادها المدرب الراحل محمد الخمسي للفوز ببطولة الدورة الإسلامية بتركيا عام ( 1980) وكنت الصحافي المرافق.
ولأن الخمسي أشرك البشاري كقلب للدفاع لأول مرة ولم يتخطّ الثامنة عشرة صحبة صالح صولة بسبب إصابة باني؛ فإن المسماري لعب ظهيرًا أيسر ونجح في المهمة وفاز المنتخب على السعودية بنجومها ماجد عبدالله وصالح النعيمة وأمين دابو وهم الأبرز في ملاعب العرب في ذلك الزمن كما فاز على تركيا البلد المنظم وأين نحن الآن من تركيا والسعودية؟
سالم المسماري مر خلال الأيام الماضية بوعكة صحية لكن خالقه عافاه.
سيظل نجمًا وإن تنكرت له اتحادات الكرة المتعاقبة ولو كان بعيدًا عن الأضواء.