نزهة في ملعب ( بنينا )
كنت أنتظر ردة فعل للمنتخب وهو يستقبل نظيره المصري بملعب بنينا بغض النظر عن كل الفوارق التي أشرت إليها كثيرًا من قبل، لكن لا شيء من هذا قد حصل، أما لماذا فلا أظن أن ذلك راجع فقط لقوة المنافس مقارنة بنا فقد أقررنا بذلك فهو الذي بدأ متراجعًا متوقعًا ردة فعل قوية من لاعبينا، فنحن نعلم أن مدربه وكل لاعبيه ومناصريه ظلوا وكأنهم على جمر في ملعب برج العرب ينتظرون صافرة الحكم فرحين بهدفٍ وحيدٍ؛ خوفًا من هدف التعادل لأن الليبيين كانوا ندًا ولو بأسلوب معين أجاده المدرب واللاعبون.
وعندما تيقن كيروش ولاعبوه من أن الأمور بملعب بنينا تجري كما يريدون لأن أداءنا كان باهتًا خاليًا من التركيز والحماس والإرادة والاندفاع وكأنه هو الفائز في المباراة الأولى بما شجعهم على التقدم وفرض أسلوبهم بأداء جماعي منظم؛ بحثًا عن هدف، والحرص على منع الكرة من الوصول إلى مرمى أبوجبل، بعد خروج الشناوي مصابًا، وكأن التأثير المعنوي بخروجه أصابنا نحن ولم يصبهم، فقد تراجع لاعبونا حتى إن الحارس البديل ظلّ في مأمن وكأن لاعبينا يلعبون للتعادل وذلك ما مكّن المصريين من حسم الأمور مبكرًا فأصبحت المباراة المصيرية المخيفة مجرد (نزهة).
لقد كان أسلوب منتخبنا في مصر أفضل من حيث الدفاع المنظم على الأقل، أما في بنغازي فلا دفاع محكم، ولا هجوم فعال، ولاعبون كأن على رؤوسهم الطير.
المؤسف أن المعلق الذي ظل ينتظر صافرة الحكم عند الدقيقة 90 بمصر، ظل يتغنى بالأهداف منتظرًا هدفًا رابعًا، ولاعبونا مثل الأشباح.
الخلاصة أن المنطق فرض نفسه فنحن لا نملك مقومات كأس العالم، ولا نملك مقومات الكرة والرياضة، وما بني على باطل فهو باطل.