اراء

هموم الكرة الليبية ومن يستمر في التصفيات الأفريقية

خليفة بن صريتي‎‎ظلمت القرعة في التصفيات الكونفدرالية الأفريقية فريقي الاتحاد والأهلي طرابلس، حيث وضعتهما في مواجهة مبكرة وكنا نأمل أن يتقابل الفريقان في مرحلة أخرى، لكن هذه هي أحكام كرة القدم قد تأتي الرياح فيها بما لا تشتهي السفن، عموماً مجرد وصول فريقين ليبيين إلى هذه المرحلة، يُعد إنجازاً كروياً في ظل الظروف التي تمر بها كرتنا المحلية من ضعف كبير في اتحاد عام كرة القدم، إلى جانب المشاركة في دوري ضعيف من مجموعتين، واللعب على أرضية ملاعب الأندية وعدم حضور الجماهير الكروية التي تعد الحافز للاعب ليبدع ويتألق، وسداسي لا أحد يعرف أين سيقام أو كيف سينتهي، كل ذلك إلى جانب فشل وزارة الرياضة في أداء دورها على أكمل وجه تجاه الأندية ومشاركاتها الخارجية وأصبح هم هذه القيادات هو والبحث عن مصالحها وامتيازاتها أثناء تواجدها في المسؤولية الرياضية، مع غياب الدولة بالكامل عما يجرى في الرياضة من سلبيات ومواقف تحتاج إلى رعاية وتوجيه ودعم، ولهذا نشيد بالفريقين اللذين تعادلا دون أهداف في مباراة الذهاب في بنغازي بعد مباراة متواضعة المستوى الفني، ولم تكن في مستوى عراقة ديربي مدينة طرابلس، والسبب بالطبع يعود إلى لجوء مدربي الفريقين للعب بطرق دفاعية بحتة مما جعل أغلب فترات اللعب تنحصر في وسط الملعب ولم يكن هناك أي خطر على مرمى الفريقين، وبالتالي ضمن كل منهما نقطة واحدة أفضل من خسارة المباراة التي قد تطيح برأس أحد المدربين، وكان المخطط كسب الثقة والتعادل في مباراة الذهاب والسعي لتحقيق الفوز في مباراة الإياب خاصة مع ظروف السفر والطيران التي واجهت الفريقين، نأمل أن نرى مباراة الأحد القادم في مستوى فني أفضل خاصة أنها لم تعد تقبل القسمة على اثنين، وأعتبر أن الفوز الحقيقي في هذه المباراة يعود للفريقين رغم أن أحدهما سيغادر المسابقة والفائز سيدخل للنصف النهائي، إن ما قدمه الفريقان خلال مشوارهما في هذه البطولة والنتائج الإيجابية سيتيح لأربعة فرق ليبية المشاركة مستقبلاً عوضاً عن فريقين، وإلى أن يحين موعد العرس الكروي يوم الأحد نتمنى أن نرى فيه القيم التربوية للرياضة تجسد في اللقاء وأن تكون بدايته بالورود والصور التذكارية ونهايته بالتصافح والأماني الطيبة للفائز، وإعادة الوجه الحقيقي للكرة الليبية التي ضاعت في السنوات الأخيرة وخرجت من كل التصفيات ويستر الله على تصفيات أفريقيا المقبلة 2023، بعد أن أوقعت القرعة الفريق الليبي مع تونس وبتسوانا وأفريقيا الاستوائية، ونتمنى أن لا يتكرر مسلسل الخروج الذي أصبح عادة مع هذا الاتحاد الكروي العاجز عن فعل أي شيء لإنقاذ الكرة الليبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى