حسناً.. هل من غير المنصف والموضوعي أن نرمي بسهام نقدنا حول المستوى الفني للدوري الليبي لكرة القدم المنتظر، في وطن يئن تحت وطأة الصراعات السياسية والعسكرية والجهوية، وبإدارة اتحاد وُلد من رحم هذا الصراع فجاء مُشوهاً مُكبّلاً بمصالح جهوية ونفعية شلّت حركته وقدرته على إدارة الكرة بأريحية، حتى أنه لا يكاد يخرج من إشكالية ما حتى يجد نفسه في مأزق جديد صنعه بسوء إدارته أو وُضع له كمطب لتعطيل حركته ومسيرته، وهكذا دواليك يستمر صراع كسر العظم بين أسرة اتحاد غير متجانسة وأندية متغولة ترى في نفسها سيفاً مُسلطاً على كل من يقترب من مصالحها؟.
التطور الفني لكرة القدم الليبية يستوجب توفر مناخ مناسب وأساسيات ضرورية للنهوض بها، بدءاً من كيفية إدارة قطاع الناشئين في أنديتنا، ومروراً بأجهزة فنية أغلبها غير مؤهل تحاول أن تجتهد حسب إمكانياتها، فتُقدّم لنا فرقاً ناشئة تبحث عن الفوز أكثر من بحثها عن إنتاج لاعبين مؤهلين فنياً وبدنياً، فتكون المخرجات من جنس المدخلات ونتيجة طبيعية لها، ونظل نكرر ونردد السؤال الأزلي.. لماذا لم نستطع أن نكون رقماً مهماً بين جيراننا الذين كلّ ما تقابلنا معهم في أي منافسات عربية أو قارية لم يجدوا مِنّا غير الحماس والرغبة في إثبات الذات، دون أن نُقدّم مستوى فنياً يُجبرهم على احترام قدراتنا التي نتوهم أنها كبيرة؟.
أكاد أجزم أن دورياً ليبياً بهذا العدد من الفرق ومُقسّماً على مجموعتين ويُقام على ملاعب رديئة وبأندية لا تثق في اتحادها، وتحاول احتواءه وتوجيهه حسب مصالحها، لن يكون مثالياً، وسيكون ضحية التجاذبات والصراعات والتكتلات ولن يُنتج لنا غير المزيد من الأوجاع والكثير من الإحباط.