اراء

وعلي نفسها جنت الأندية!!

علي العزابي
علي العزابي

أصيبت أندية دوري الدرجة الأولي الليبي بخيبة أمل وبصدمة عنيفة هزت كيانها وبعثرت شتاتها، وهي تندب حظها العاثر وسوء طالعها الذي أوصلها إلى أن تتفاجأ بقرار فردي مزاجي دُبر ونُفذ بليل، ينطوي على إلغاء مسابقتها المسماة بالدرجة الأولى، التي تضم قرابة 45 فريقا يُشكلون قوتها وهيبتها وعنفوانها الذي ذهب سرابا في يوم صيف حار!

أندية الدرجة الأدنى وصيفة الممتاز بعد قرار اتحاد الكرة الليبي بإلغاء دوريها للموسم الحالي، أطلقت لنفسها العنان وبدأت تولول وتلطم خديها على ما ٱلت إليه أمورها، وهي القوة المؤثرة للجمعية العمومية للاتحاد الليبي لكرة القدم، وما شكّلته من نفوذ وتأثير في انتخابات رئاسته الٱخيرة التي أقيمت في طبرق.

كل ما عملته وصنعته من أجل ما طُلب منها ووعدت به أنديتها لم يشفع لها ويرد لها الجميل، فضرب بعرض الحائط بكل فعلت وجلبت من أصوات وكوفئت بإلغاء مسابقتها الوحيدة واليتيمة، التي تنتظرها بفارغ الصبر كي ترى نفسها وتُمنيها بالوصول إلى مصاف الدوري الممتاز، لكن شيئا من ذلك الأمل والطموح لم يتحقق وظل حبيس القلوب المكلومة والموجوعة والمصدومة من قرار متسرع، سبب لها الإحباط وكلفها أموالا طائلة صرفتها في التعاقد مع المدربين واللاعبين والٱطقم الإدارية والطبية، ومعسكرات الإعداد والتحضير والمباريات الودية والتنقل من مدينة إلى مدينة، ومن ملعب إلى ملعب، أملا ورغبة وحبا وسعيا واجتهادا في الظهور بشكل مميز ولائق أمام باقي الفرق.

البكاء والرجاء لم يعد مجديا ومن الصعب ثني اتحاد الكرة عن قراره، وما على أندية الدرجة الأولى إلا الامثثال لرغبته وسلطته وجبروته، وعليها أن تتحمل كل ما يصدر عن هذا الاتحاد والالتزام بتطبيق قراراته وعدم تجاوزها والقفز عليها، لأنها هي من ارتضته لنفسها وهي من صوتت له وانتخبته وفضّلته على غيره من المنتخبين.

وبالتالي فلا تلوم إلا نفسها، وكما يقول المثل العربي: “وعلى نفسها جنت براقش”، فإنه وعلى نفسها أيضا جنت الأندية وما لها من بد إلا بتحمل ما جنته أو ساهمت في الإتيان به.

زر الذهاب إلى الأعلى