الكرة لم تعد مصدرًا للبهجة والترويح
لاشك أن كرة القدم تحتاج دائمًا إلى أجواء وبيئة مهيأة ومناخ مناسب يساعد ويشجع على التألق والإبداع والنجاح وجعل الجميع يتفرغ لأداء كرة القدم ويستمتع بها؛ فاللاعب يؤدى دوره كلاعب والمدرب والإداري كذلك والحكم والمشجع يلتزم بالبقاء في بيته ومتابعة المشهد بهدوء، غير أن الازمات التي تعيشها ليببا حاليًا في كل المجالات وحالة عدم الاستقرار التي يمر بها الجميع، كل هذه الضغوط والأزمات اليومية التي يعيشها المواطن والوطن؛ عكرت المزاج العام وجعلت لا أحد يحتمل أحدًا ولا أحد يطيق أي خطأ أو هفوة مهما كانت صغيرة، فالمتابع لمباريات الموسم في وضع غير طبيعي ويعاني من ضغوط الحياة اليومية وغير مهيئ أساسًا للمشاهدة والاستمتاع بالمشاهدة والترويح، فكُرة القدم تحتاج لمزاج رائق وناس مرتاحين نفسيًا حتى يتقبلوا الفوز والخسارة، بكل أريحية وروح رياضية ويتقبلوا الأخطاء باعتبارها جزءًا من اللعبة دون ردة فعل عنيفة، هذا هو المشهد وحقل الألغام الذي يُقام عليه الموسم الكروي الحالي، ومع استمرار الأزمات وتفاقمها ودخول المسابقة المحلية مرحلةً حساسةً وصعبةً على مستوى المنافسة على اللقب أو البقاء في دوري الأضواء وتفادي الهبوط ولا بوادر تلوح في الأفق لانفراج الأزمات؛ فلا يمكن أن يصلح حال الرياضة دون نجاح بقية القطاعات ومؤسسات الدولة وانتهاء كل هذه الأزمات لتخفف من أعباء المواطن الباحث عن الترويح، نتمنى أن تسير المسابقة دون مشاكل وعقبات وعثرات حتى تصل إلى شاطئ الأمان بأقل وأخف الأضرار، ونمرّ من عنق الزجاجة ونعبر بسلام ونحافظ على جعل الكرة متنفسًا وحيدًا ونستعيد معها بهجتها لتبقى مصدرًا للفرح والترفيه لكل الكادحين، على رأى العم الراحل نجيب المستكاوي.