نتخلف في عالم يتقدم !
لم يكن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” يعترف في يوم من الأيام ببطولة اسمها “كأس العرب ” وكان لا يراها إلا مسابقة عنصرية، ولذلك فإن البطولة التي انطلقت لأول مرة منذ زمن بعيد؛ تلاشت ولم تعد تحظى بأي أهمية وظلت مجرد ذكريات، حتى بالنسبة لنا نحن الليبيين !
الآن، تغير الأمر بين ليلة وضحاها فها هي تُعيد بريقها في إطار جديد لتصبح تحت مظلة “فيفا” عندما تشهد انطلاقتها بعد أيام في قطر بتنسيق مع الاتحاد الدولي في شخص رئيسه إنفانتينو الذي الذي كان يُعارضها !
لا شك أن المال لعب دوراً في ذلك، وفي كل الأحوال؛ فإن عودتها شيء إيجابي بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر بين مؤيد ومعارض؛ لأنها لن تُلعب إلاّ باللاعبين المحترفين داخل البلاد العربية.
لكن مع ذلك، وإن غاب عنها النجوم الكبار؛ فقد تكون فرصة لظهور آخرين مع أنها قد تسبب خللاً في الدوري المحلي لكل دولة، خاصةً مع كثرة الارتباطات للمشاركين ما بين كأس أفريقيا والتحضير لكأس العالم ومسابقات الأندية، ونحن الغائبون عنها لا يعنينا ذلك في شيء !!
مع ذلك، فإن الظروف المهيأة أمام المنتخبات التي ستتواجد بالدوحة؛ شجعت كل الدول على الاستعداد والمشاركة بأحسن ما يتوفر لها من لاعبين لغرض الفوز بالكأس، الذي صمم خصيصاً بشكل يشبه كأس العالم شكلاً وقيمة بالإضافة إلى الجوائز المالية المخصصة للفائزين، وهي مغرية إلي حدٍ بعيدٍ، في وقت تكون فيه المسابقة بصورة عامة “بروفة” لكأس العالم، كما يراها “فيفا” والقطريون، وقد أصبحت بلادهم محط اهتمام وإعجاب كل العالم !
ومع أن المسابقة تشهد مشاركة 16 منتخباً عربياً؛ إلا أننا لن نكون من بينها للأسف، وهو ما يعكس حال كرتنا المتردي، وقد أخرجتنا السودان التي لا تختلف عنا في شيء من حيث هذا التردي !
ربما كان ذلك أفضل لمسيرة كرتنا حتى نوجّه اهتمامنا لدورينا ( الممتاز ) وصراعه المليء بالتعصب خاصةً أن عدد فرقه أكثر مما هو في كل الدوريات العالمية المتقدمة في غياب كل المقومات لا لشيء إلا ليكون شاهداً علي تخلفنا في عالم يتقدم !!