اراء

بداية الدوري ومشاكل رياضية أخرى

خليفة بن صريتي‎‎ بعد مرات عدة من التأجيل، انطلقت يوم الأحد الماضي مباريات الدوري الليبي لكرة القدم، مع أن معظم الدوريات الأوروبية والعربية تجاوزت أسبوعها العاشر، لكن ذلك ليس مهماً فالتأخير عادة لنا من قبل، ولعله أحد أسباب تأخرنا كرويًا لأننا لا نعير للتنظيم والوقت أي أهمية، كما أننا لا نحسن تحليل الواقع المحيط بنا والتعامل معه بوعي وإدراك.

المباريات تُقام علي ملاعب بعضها ذو عشب طبيعي والبعض الآخر بعشب صناعي، لكن البداية أعادت الحياة والنشاطات إلى الأندية الرياضية وجماهيرها.
وأتمنى لهذا الدوري ألا تتوقف مبارياته ولا تؤجل حتى لا تكون نهايته مع بداية كأس العالم في ديسمبر 2022.

المستوى الفني لأغلب الفرق متوسط، وسوف يرتفع الأداء مع الأيام والمباريات من حيث اللياقة البدنية ومعرفة المدربين لإمكانيات لاعبيهم ووضعهم في المراكز المناسبة وتوظيفها لمصلحة الفريق.

الدوري يتكون من 20 فريقًا تم تقسيمها إلى مجموعتين، وبرأيي فإن العدد كبير ولا يفيد اللعبة ولا الفريق الوطني ولا يتناسب مع عدد السكان والسبب أن كل اتحاد عام يصعّد مجموعة فرق كلما اقترب موعد الانتخابات.

إن الذي يخدم اللعبة هو دوري من 15 فريقًا في مجموعة واحدة أما هذا الدوري؛ فربي يكون في عونه، ملاعب أرضيتها بالهون وأغلب المحترفين “نص كم”، والتحكيم ما يزال يحتاج إلى الكثير، وأغلب المحللين الرياضيين يتحدثون عن واقع كروي غير موجود وتصوير مرئي ضعيف لقلة الإمكانيات.

ومن سوء الحظ أيضًا أن العالم أصبح علبة صغيرة وكل حدث رياضي يصل إلي داخل البيوت مباشرة، وهذا يعني أن المتتبع للدوري الليبي عندما يشاهد المستوى الفني للدوريات الأوروبية والملاعب وكيفية التشجيع والمستوى التحكيمي والنقل المرئي؛ يشعر بالسعادة وفي الوقت نفسه بالنفور من الدوري الليبي الذي لم يتطور فيه شيء منذ سنوات طويلة، فيا رب سخر لبلادنا مسؤولين يخافونك ويحبون الرياضة ويسخرون لها الإمكانيات المادية والتخطيط العلمي ويهتمون بالشباب الذي هو الجسر الذي سوف تعبر عليه الأمة نحو المستقبل.

لقد مرت خمسون عامًا دون تشييد ملعب دولي واحد يتناسب مع طموحات الشباب، ولقد ضاعت ميزانيات للرياضة في حسابات كثير من اللصوص دون أن تهتز مشاعرهم وهم يرون ملاعب بلادهم بهذا الشكل.

وبالمناسبة، فلقد أكملت قطر في هذا الأسبوع ملاعبها الستة التي ستُقام عليها مباريات كأس العالم، والتي تم إنشاؤها قبل الموعد المحدد بعام كامل، ولعل آخرها ملعب 974 ملعب الحاويات، والذي أقيم على الحاويات، وسوف تقام عليه مباريات عدة ومباراة الترتيب الثالث، ثم يعاد تفكيكه بعد البطولة ويستغل في مواقع أخرى.

فاتقوا الله في الشباب وموارد الوطن التي لم يفرح بها الشباب منذ عقود عدة، ورحم الله الملك الصالح إدريس الذي في عهده تم تشييد المدينتين الرياضيتين والمجمع الرياضي في طرابلس وبنغازي، ولم يكن لهما مثيل في أفريقيا كافة، في تلك الفترة.

وأخيرًا.. التهنئة للفرق التي حققت الفوز في الأسبوع الأول، وحظ أوفر للفرق التي تعادلت أو خسرت، وعاش الدوري الليبي بطل الدوريات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى