نهاية الديربي في شط الحرية
[avatar user=”author4″ size=”thumbnail” align=”right”]عبدالرحيم نجم[/avatar]
حلقة الديربي التي كانت ضمن مسلسل شط الحرية حملت أكثر من تفسير لواقع كرتنا المحلية.. واكتفيا الخوض في تفاصيل الحلقة لا بد من رفع القبعة احتراماً للمؤلف والمخرج السيد فتحي القابسي، ولكل فريق العمل على ما يُقدّمونه من عمل رائع بأداء تلقائي جميل يُجسّد الشخصية الليبية في بداوتها وبساطتها، وبالعودة إلى الحلقة التي تناولت كرة القدم وبالذات ما يعرف بالديربي فنحن أسّسنا الأندية بعقلية القبيلة، وحدونا الانتماء لها بالتعصب ولهذا فكل من هو ليس معنا فهو ضدنا بل عدونا ويحق لنا أن نفعل فيه كل ما نقدر عليه بلا أدنى ذنب.. والخسارة عندنا في الكرة مسألة شرف نقبل الموت ولا نقبل بها ولهذا صارت الأندية قبائل وحزازات وعداوات، وصارت المباريات حروباً، وتحولت صفحات التواصل الاجتماعي عفواً التقاطع الاجتماعي إلى ساحات للحروب، حيث برز شعراء القبائل وبلاغاؤها المبدعون في الشتم وأصبحوا اليوم لهم مكانة اجتماعية مميزة في محيط أنديتهم، وصاروا يتحكمون في إدارات الأندية، إذ وصلت سطوتهم بأن صارت إدارات أنديتنا تسعى بشتى السبل لنيل رضاهم، وهنا وجب أن نعتذر للقبيلة حيث أخضعناها للتشبيه بالأندية، فالمجتمع الليبي الذي يغلب عليه الطابع القبلي تحكمه منظومة تشريعات تُسمى العرف وهي ربما في غياب الدولة حدث بنسبة كبيرة من سوء الوضع الأمني والاجتماعي والجنائي، ومؤسسة القبيلة نظراً لكونها حجر الأساس في المجتمع الليبي فهي محكومة بمنظومة قيمية تحكمها وتديرها، أما النوادي التي ليست من إنتاجنا بل استوردناها، فهي تماماً مؤسسات اجتماعية حين غابت سطوة السلطة تحولت إلى مؤسسات اجتماعية متناحرة لا يحكمها عرف ولا ميثاق شرف، بل صارت تهدد السلم الاجتماعي النسبي داخل البلاد كلها، وداخل كل مدينة، بل وداخل الأسرة الواحدة.. ولذا نقول للسيد المبدع فتحي القابسي شكراً على الرؤية في تناول الديربي وإلى اللقاء في الديربي الموعود.