الاحتراف والانحراف

تابعت (الشوشرة) التي حدثت بعد انتقال “المنير” من الاتحاد إلى الأهلي بطرابلس ولم أهتم  بالأمر فلا أرى انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر إلا أمرًا عابرًا وفق نظام الاحتراف الذي طبقناه وما عرفناه مع أنه نظامٌ عالميٌ بقدر ما تضايقت من بعض الأساليب التي تعامل بها من يدّعون حبهم للكرة وهي أساليب ليست لها علاقة بالرياضة ولا بالأخلاق والأصول وتعكس جهلاً وعقدًا نفسيةً وتعصبًا مقيتًا، يجب أن يُقاوم بشتى الطرق، وإن من يسلكه ينبغي أن يُبعد بقرارات حاسمة، كما هو في كل العالم تماشيًا مع النظم واللوائح والقوانين التي تحكم كل المؤسسات المتحضرة، ومن المؤسف أن يكون انتقال لاعب حربًا كلامية بين العابثين، ما يؤسفني أننا نتحدث عن الكرة و عشقها وهناك من يطرح زورًا أن جمهورنا يرتاد الملاعب بالقدر الكبير الذي لا يتوفر في دول أخرى وإن ذلك أكاذيب، فنحن نرى الملاعب ونتابع المباريات في المغرب وفي مصر وفي البرازيل والأرجنتين وفي كل الدوريات ونشاهد جمهورًا متحضرًا من الرجال والنساء والفتيات والأطفال وكأنهم في حفلة، كلٌّ في مكانه باحترام مع حزم مع المشاغبين، ونستمع في ملاعبنا للشتم وبذيء الكلام وأسوأ التصرفات فلا تستطيع أن تستمتع بالمباريات أنت وابنك في المدرجات، وفي البيوت أمام الشاشات وفي ملاعب مصر والمغرب والعالم تمتلئ المدرجات بالعائلات.

ألم تتحدثوا عن أهمية تطوير الرياضة وأن نسلك طريق الدول المتقدمة؟ وتتحدثوا عن الاحتراف وقوانينه؟ وتشاهدوا نجوم العالم على اختلاف شهرتهم وهم ينتقلون من نادٍ إلى آخر بكل احترام ونحن نتحدث عن الانتماء.

لم يكن المنير أول لاعب ينتقل ولن يكون الأخير، فالاتحاد والأهلي لطالما كانت لهما الأسبقية في(خطف) نجوم الفرق الأخرى، وذلك من المهم لهما كفريقيْن كبيريْن للحاق بركب الفرق (الناجحة)، ولو على المستوييْن العربي والأفريقي، كما أنه من حق اللاعبين الانتقال حسب طموحاتهم والبحث عما هو أفضل شهرةً وأموالاً، بل علينا أن نشجع لاعبينا على الاحتراف الخارجي؛ من أجل تحقيق البطولات لمنتخبنا المفلس.

كفاكم تعصبًا؛ فلا فريق في العالم يرتبط بلاعب مهما ذاع صيته.. ألم ينتقل ميسي من أجل المال؟

ألم تتابعوا ما يجري في العالم؟ بل أنتم عمي لا تشاهدون، ومتعصبون، إنه الانحراف وليس الاحتراف.