اراء

التعليق الرياضي

عبدالفتاح زكريظهر التعليق الرياضي بوصفه “فناً ومهنة”، مع انطلاق بثّ أحداث المباريات الرياضية في الإذاعات المختلفة التي اهتمت بالشأن الرياضي منذ عشرينيات القرن الماضي في أوروبا وأمريكا، والتعليق الرياضي موهبة يتم صقلها بالممارسة والاطلاع المستمر على جديد الكرة، ومهما كان الحب لكرة القدم كبيراً فمن الصعب أن يتفق الجميع على معلق واحد بعينه يكون معياراً للحكم على غيره بجودة التعليق أو رداءته.

من الهواية تحوّل التعليق إلى مهنة ووظيفة يتفرغ لها المعلق من خلال متابعة الأحداث الرياضية وجمع المعلومات والبيانات، لسردها أثناء التعليق على الأحداث الرياضية حتى صار لكل لعبة معلقوها المتخصصون.

وتختلف أنواع وأساليب التعليق من بلد إلى آخر، حتى أصبحت له مدارس وأتباع وجمهور، وقد كانت الإذاعة المصرية هي الرائدة عربياً في هذا المجال منذ عام 1934م، حيث تربعت اللهجة المصرية على عرش التعليق الرياضي العربي باعتبار أن التلفزيون المصري كان السبّاق في الوطن العربي، ومع مطلع الثمانينيات دخلت المدرسة الخليجية على الخط مع شراء حقوق البث التلفزيوني للبطولات القارية والعالمية والذي اختلف فيها التعليق الخليجي بسلاسته بشكل مغاير عن التعليق المصري.

وفي مطلع التسعينيات دخلت لهجة بلاد المغرب العربي بقوة في سباق التعليق الرياضي العربي، والتي باتت متميزة عن غيرها حتى يومنا هذا، والذين تميزوا بأسلوب السرعة في التعليق ليعكسوا سرعة المباراة وحماسها إلى المشاهد والمستمع.

في ليبيا بدأ التعليق الرياضي على مباريات كرة القدم مع انطلاق بث المباريات عبر الإذاعة المسموعة منذ زمن بعيد، وبرز العديد من المعلقين المتميزين بأساليبهم المختلفة، غير أن ما نتابعه الآن يظهر تراجعاً كبيراً في قيمة بعض المعلقين خصوصاً من الناحية اللغوية والصوتية، وإن تميز أغلبهم بالثقافة الرياضية والقدرة على الحصول على المعلومة بسهولة، مع ملاحظة وقوع بعضهم في فخ التأثر ببعض المعلقين العرب وصل إلى درجة التقليد أحياناً.

تحية تقدير لمعلقينا الرواد الذين أسسوا لهذا الفن في بلادنا، والدعوة ملحة لشبابنا الواعد بأن يكونوا خير خلف لخير سلف.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى