الرياضة الليبية

الطيران بنينا العريق مسيرة طويلة زاخرة بالعطاء تجاوزت الستة عقود

أحيا قدامى لاعبي نادي الطيران بنينا بمدينة بنغازي ذكرى تأسيس النادي الـ62، حيث احتفل النادي العريق بهذه المناسبة وأقام مباراة استعراضية لكرة القدم جمعت قدامى لاعبي النادي بملعب شهداء بنينا الدولي، شهدت مشاركة العديد من اللاعبين من مختلف الأجيال.

ويعود تأسيس نادي الطيران الرياضي الثقافي الاجتماعي إلى عام 1960، حيث أبصر نادي الطيران النور وتأسس تحت اسم نادي بنينا، وهو اسم المنطقة التي يوجد بها مقر النادي الحالي الذي يبعد قرابة عشرين كيلومتراً عن قلب مدينة بنغازي، وتم إعادة إشهار النادي باسم نادي الطيران العام 1973.

بدأ النادي أولى خطواته على الطريق مبكراً بتكوين فرق للناشئين الصغار مع مطلع الستينات، وشارك لأول مرة في بطولة دوري الدرجة الثالثة بقيادة مدربه الراحل داود السعيطي، الذي يعود له الفضل في تقديم واكتشاف العديد من المواهب والأسماء الكروية اللامعة التي تألقت وشقت طريقها إلى الفريق الأول والمنتخبات.

في الموسم الرياضي 63-64 لعب الفريق ضمن بطولة دوري الدرجة الثانية، واستمر بها حتى صعوده إلى دوري الدرجة الأولى لأول مرة في الموسم الرياضي 71-72، ونال الفريق العديد من البطولات والألقاب المحلية أهمها بطولة بنغازي للدرجة الثانية مواسم 66-67، ثم لموسمين متتاليين مطلع السبعينات، ونال الفريق بطولة المحافظات الشرقية لفرق الدرجة الثانية العام 67، كما نال بطولة الأشبال على مستوى المحافظات الشرقية العام 66 ولتحديد الفريق الصاعد لدوري الجمهورية لكرة القدم للموسم الرياضي 71-72، أقيمت تصفيات للصعود بين أوائل الفرق الحائزة على بطولات محافظات الجمهورية للدرجة الثانية.

تمكن فريق بنينا من أن يتوج بطلاً لهذه التصفيات بجدارة والصعود لأول مرة لدوري الجمهورية لكرة القدم في الموسم الرياضي 71-72، ليحل محل فريق الظهرة الذي هبط لدوري الدرجة الثانية، واستطاع فريق بنينا الصاعد الجديد في أول ظهور له بألوانه الصفراء والحمراء أن يوقف عند إشارته العديد من الفرق الكبيرة، ويكون نداً لها واستهل موسمه بأولى المفاجآت المدوية عندما سجل أول فوز تاريخي له في دوري الأضواء على حساب فريق المدينة بهدف لصفر أحرزه هدافه الشهير بوفة، في المباراة التي جمعت بين الفريقين بملعب المدينة الرياضية ببنغازي في السادس والعشرين من شهر نوفمبر العام 1971، لكن فارق الخبرة والتجربة تفوق على الحماس الذي لم يستمر طويلاً ولم يسعفه في البقاء طويلاً في دوري الأضواء، إذ سرعان ما عاد الفريق أدراجه سريعاً إلى دوري الدرجة الثانية بعد أن بقي في دوري الأضواء لموسم واحد فقط، بعد أن حل في المركز الحادي عشر والأخير وبعد أن أحرز خمسة انتصارات وتعادلين وفقد نتائج باقي المباريات وجمع من النقاط اثنتي عشرة نقطة لم تكن كافية لبقائه في الواجهة.

دارت ومرت الأيام وغاب الفريق العريق لموسم واحد فقط عن دوري الجمهورية وهو الموسم الرياضي 72-73، ثم سرعان ما استعاد عافيته وعرف الطريق وعاد بعد أن التقط الأنفاس وهو يحمل طموحات جديدة تحت مظلة وشعار اسمه الجديد الطيران في الموسم الرياضي 73-74، بعد أن أعاد ترتيب الأوراق واستفاد من تجربته الأولى وعاد للمرة الثانية في تاريخه وهو أقوى من أي وقت مضى وأكثر عنفواناً وإصراراً على البقاء والتحليق والطيران.

جاء القادم من بعيد وهو يقتفي أثر الكبار واستطاع فريق الطيران أن يقدّم موسماً استثنائياً مميزاً يعد الأبرز والأفضل في مسيرته الكروية، ليؤكد أحقيته وجدارته في البقاء بمصاف الكبار، ليحل في المركز الثامن على لائحة الترتيب تاركاً خلفه العديد من الفرق التي سبقته تجربة وشهرة، حيث أحرز الفريق خمسة انتصارات مدوية وستة تعادلات ثمينة ليجدد الفريق بقاءه في دوري الأضواء للموسم الثاني توالياً وللموسم الثالث في تاريخه في الموسم الرياضي 74-75، الذي حل في المرتبة العاشرة ليحافظ على بقائه ويجدد إقامته مرة أخرى في مصاف الكبار للموسم الثالث على التوالي.

وكان الموسم الرياضي 75-76 آخر مواسم الحكايات بالنسبة لفريق الطيران في دوري الأضواء، قبل أن تتكالب عليه الظروف وتقسو عليه فغادر مسرح الأضواء بهدوء بعد تسجيل مسيرة طويلة زاخرة بالعطاء.

ويراود أبناء الطيران اليوم طموح وأمل كبيران في استعادة تلك الأيام والذكريات والمواسم، والتي لا يزال صداها يتردد بين أروقة النادي العريق ويرويها الآباء من جيل الأمس إلى أبنائهم من جيل اليوم للذكرى، علها تنفع وتفيد وعلها تكون خير دافع وحافز لهم لاستعادة تلك الأيام ومواسم الحكايات من ذلك الزمن الكروي الجميل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى