الرياضة الليبية

اللافي والعرفي نموذجا.. غياب الاحترافية يهدد مستقبل المواهب الليبية

في عالم الساحرة المستديرة التي أصبحت استثمارا رياضيا يجلب ملايين الدولارات في مجال اللعبة الأولى في العالم، باتت الاحترافية أول وأهم أسباب النجاح سواء فيما يخص الاتحادات والأندية والمنتخبات وكذلك اللاعبين الذين يمثلون الجانب الأهم في اللعبة لأنهم يمثلون الوجه المشرق لكرة القدم فتعشقهم الجماهير وترتبط بهم وجدانيا وعاطفيا وبعض هؤلاء اللاعبين يصبح رمزا وقدوة لمشجعي ناديه.

وفي الوقت الذي يتميز فيه اللاعب الأجنبي خاصة الأوروبي بقدر كبير من الاحترافية منذ توقيعه عقد احتراف الساحرة المستديرة ويتعلم الانضباط في كل شيء، تجد اللاعب العربي لا يحب هذه الاحترافية لأنها تحتاج منه التزام وانضباط كبيرين وواجبات عليه الالتزام بها وتنفيذها قبل أن يطلب الحصول على الملايين ويسعى نحو حب الجماهير، ولكن هناك القليل خارج المنافسة ويعشقون الاحترافية.

ويعد اللاعب الليبي من طينة اللاعب العربي فهو يريد الحصول على الملايين وحب الجماهير ولكن لا يحب الالتزام بالاحترافية في العقود واللعب والدفاع عن غلالة نادية بتفاني دون النظر إلى الخلافات، هذا على الرغم من أن اللاعب الليبي يتميز بموهبة كبيرة ومهارات عالية تجعله قادر على اللعب في أكبر الأندية الأوروبية ومنافسة ومقارعة أي لاعب في العالم، ولكن ما ينقصه فقط هو الاحترافية والالتزام .

ويعد الموهوب مؤيد اللافي، 22 عاما، نجم منتخبنا الوطني واللاعب السابق في النادي الأهلي طرابلس، أحد المواهب التي افقتدت الاحترافية ولذلك فهو الآن بدون نادي يلعب له بعدما فسخ تعاقده مع نادي الشباب السعودي ولم يتوصل لاتفاق مع أحد الأندية الليبية ولذلك فهو حاليا لا يتدرب إلا عندما ينضم لصفوف المنتخب الوطني الأول، ونظرا لموهبة اللاعب وتألقه مع الأهلي طرابلس قبل احترافه في الدوري السعودي فإن العديد من الأندية تطلب التعاقد معه منها الأهلي الذي يريد إعادته لبيته القديم ومولودية الجزائر وأحد أندية القمة في مصر.

الموهبة الليبية الثانية هو عبد الله العرفي، نجم فريق الأهلي بنغازي، والذي تقدم بطلب إلى اتحاد الكرة الليبي والفيفا لفسخ تعاقده ورغم رفض طلبه والتأكيد أن النادي صاحب الحق وليس للاعب أن يطلب فسخ تعاقده وعليه البقاء في الجزارة ولكن اللاعب، 22 عاما، رفض الاحترافية ولذلك فلم ينصاع للقرارات وانقطع عن التدريبات منذ 3 شهور ورفض العودة إلى ناديه وبات مستقبله الاحترافي مهدد.

السؤال الذي يفرض نفسه بشدة أن جوهرتين لم يتعد عمرهما 22 عاما أصبح مستقبلهما الاحترافي مهدد في الوقت الذي كان من المفترض أن يكونا عضوين أساسيين مع منتخبنا الوطني الأول للدفاع عن حلم التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2019 بالكاميرون، فلابد أن ندق أجراس الخطر أمامهما للالتزام بالاحترافية والالتزام بالقوانين والقواعد المنظمة للعبة ليكونا في المستقبل القريب نجمين كبيرين يسطعان في سماء الكرة الليبية ويدعمان المنتخب بقوة لتحقيق آمال وطموحات الشعب الليبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى