الرياضة الليبية

بالفيديو والصور| عز الدين بيزان.. أسطورة اتحادية صنعت المجد بالملاعب الليبية

يجمع الكثيرون على أن كرة القدم الليبية عبر تاريخها، لم تعرف لاعبًا في قيمة وإمكانيات وإنجازات اللاعب الموهوب عز الدين بيزان، الذي لفت الأنظار منذ أول مباراة لعبها مع فريق الاتحاد الأول.

“بيزا”، كما اعتاد الجمهور أن يناديه، اسم أثار الرعب في قلوب كل المدافعين والحراس في ملاعبنا المحلية، عدا من كانوا يرتدون غلالة الاتحاد.

اللاعب الخلوق، نجم نهاية الثمانينيات والنصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، مراوغ لا مثيل له، وكأنه يقدم لوحات راقصة بالكرة، لاعب بدرجة فنان في تسجيل الأهداف وحتى في صناعتها.

“بيزان”، اسم مرادف لكلمات الإبداع والإمتاع، فهو لاعب من طراز رفيع، لم يكن له مثيل في مركزه ولم يأتِ بعده مثيل، عندما يضع الكرة بين قدميه، فإنك تتمنى أن تكون عازفًا ماهرًا لتضاهي ألحانه الراقصة بالكرة داخل الملعب، رقصات تجعل مدافعي الفرق المنافسة يتساقطون أمامه كتساقط ورق الشجر في فصل الخريف.

لاعب مميز، بكل ما تعنيه هذه الكلمة في تحركاته إثارة، وفي مرواغاته متعة، وفي مداعبته للكرة سحر، وفي أهدافه روعة وجمال.

عز الدين بيزان “فراشة زئبقية”، ترسم الفن والجمال وتخلق المتعة للحاضرين على جنبات المستطيل الأخضر، ينساب مع الكرة بين المدافعين كما ينساب الماء بين الأصابع، يصنع الخطر على مرمى الخصم مع كل لمسة وفي كل لحظة، تقني بارع يسجل الأهداف من جميع الزوايا، ويملك قدمًا يسرى لا تخطئ هدفها، يحب الاتحاد بجنون ويبادله أنصار الاتحاد ذات الشعور بجنون أعظم.

سجل “بيزان”، أروع الأهداف وصنع أجملها ورسم فوق الملاعب أحلى الألعاب، حتى فاقت شهرته الملاعب المحلية، وسعت ورائه العديد من الفرق الأجنبية، ما بين فرنسية وبلجيكية سعت لضمه إلى صفوفها عندما شارك في دورة محمد عقيد التي نظمها الصفاقسي التونسي، ونالها الاتحاد، وتحصل فيها “بيزان” على كأس أحسن لاعب وأحسن هداف.

لم تكن الفرق الأجنبية وحدها الساعية لخطف مهارات “بيزان”، حيث سعت فرق الأهلي المصري، والمقاولون العرب، والترجي، والإفريقي التونسي، ومولودية الجزائر، إلى ضمه، وكان آخرها نادي أتلتيكو مدريد الإسباني الشهير، الذي تدرب معه موسم 93 أثناء وجوده في إسبانيا للعلاج، وذلك عندما خاطب مسؤولوه المكتب الشعبي بخصوصه والبحث في إجراءات ضمه، ولكن بيزان الذي عشق الاتحاد، كان دائما يرى نفسه بأنه خلق ليلعب للاتحاد فقط.

“بيزا”، زائر كل شباك الخصوم، وأفضل اللاعبين على الإطلاق، سريع ومقدام لايعوقه مطر، يعدو بخفة الغزال منطلقا سريعًا، ويراوغ في ذكاء خارق لا يميل إلى التعقيد والفلسفة، كما يلعب الكرة بأسلوب السهل الممتنع، لا يبخل بجهده فهو مخلص ومتفاني ولاعب من ذهب يقطر وداعة وسحرًا وأخلاقًا.

وبالبحث دائما عن السبب وراء انتشاء الاتحاديين فى العديد من المناسبات، تجد “بيزا” حاضرًا حتى في أغنية أعراسهم التي أقاموها ابتهاجا بالبطولات التي انهالت على الاتحاد بمقدمه.

بدايته في مدرسة الاتحاد

اسمه بالكامل عز الدين عثمان بيزان، وهو ابن لاعب الاتحاد عثمان بيزان “مرفوعـة”، كانت بدايته كأي لاعب كرة قدم في الحواري ومن ثم إلى المدارس قبل أن يلعب للمنتخب المدرسي بقيادة المدرب رمضان التكماك، ومنه إلى أشبال الاتحاد موسم 1981 / 1982 بإشراف المدرب عبد السلام محمد.

في موسم 1984 انتقل “بيزان” إلى أواسط الاتحاد بقيادة المهدي السوكني، ومطلع موسم 1984 / 1985 لفت أنظار المدرب البلغاري “رايكو”، ليضمه لصفوف الفريق الأول، وكانت أول مباراة رسمية له بقميص المجد والفخر الاتحاد أمام الظهرة بتاريخ 18 / 01 / 1985، وسجل عز الدين بيزان أول أهدافه الرسمية للاتحاد أمام الصقور بتاريخ 25 / 05 / 1985.

“بيزان” ترعرع فى مدرسة الاتحاد، ومنها انطلق يعانق الانتصارات ويحقق الإنجازات الكروية كآلة موسيقية تعزف أعذب وأشذى الألحان والسيمفونيات، فهو لاعب يعجز ملوك الوصف في وصف مهاراته وإمكانياته، فهو مزيج من مهارات اللاعبين المرموقين في العالم، فأخذ من فان باستن رشاقته وهدوئه ودهائه، ومن أيان راش ذكائه وحساسيته للتهديف، ومن بلاتيني أخذ نظرته الثاقبة التي تسع كل أرجاء الملعب، ومن مارادونا وباجيو أخذ المهارات العالية في المراوغة والتمرير.

وبعد 5 بطولات وكأس مع الاتحاد في بضع سنوات، جاء التتويج الإفريقي، ليؤكد موهبته الكبيرة التي وصل صداها كل الأرجاء، رغم ظروف الحصار الجائر، وقلة بل انعدام المشاركات، لتختاره مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية المعروفة، في استفتائها السنوي ليكون ضمن أحسن 20 لاعبًا على مستوى القارة الإفريقية.

أهدافه:

في موسم 86 سجل 6 أهداف في 19 مباراة منها 5 بقدمه اليسرى وواحد منها بالرأس، وفي موسم 87 سجل 9 أهداف في 15 مباراة 4 بواسطة الرأس وهدفين بالقدم اليمنى وثلاثة باليسرى، وفي موسم 87-88 لعب 17 مباراة سجل فيها ثمانية أهداف ثلاثة بالرأس وواحد بالقدم اليمنى وأربعة باليسرى، وفي موسم 88-89 لعب 14 مباراة سجل ثلاثة أهداف واحد بالرأس وهدفين بالقدم اليسرى.

وفي موسم 89-90 لعب 22 مباراة سجل 8 أهداف أربعة بالراس وهدفين بالقدم اليمنى ومثلها باليسرى، وفي موسم 90-91 سجل خمسة أهداف، وفي موسم 91-92 سجل ثلاثة أهداف، وفي موسم 92-93 سجل ثمانية أهداف، وفي موسم 93-94 سجل سبعة أهداف.

ووقع بيزان أهدافه في فرق الأهلي طرابلس، والنصر، والإفريقي، والظهرة، والأولمبي، والأخضر، وأهلي بنغازي، والهلال، والمحلة، ورفيق، والترسانة، والسويحلي، والوحدة، والقر ضابية، والنجمة، ودارنس، والمروج، والشباب، والصقور ، والاتحاد العسكري، والتحدي، والمدينة واليرموك.

واخترق “بيزا”، الحصار وتحصل على ترتيب متقدم إفريقيا، وبث الرعب في نفوس كل الفرق المحلية وحرم عيون المدربين من النوم وهم يفكرون ليلا نهارا لإيقافه بأي طريقة.

بيـزان في أرقام:

– أول مُبـاراة رسميـة بقميـص الاتحـاد كـانت أمـام فريـق (الظهـرة) بتاريـخ 18 / 01 / 1985، والتـي انتهـت بالتعـادل الإيجـابـي بنتيجـة 1 – 1 وسجـل حينهـا للاتحـاد سليمـان عمـر .

-أول هـدف سجلـه “بيـزان” بقميـص الاتحـاد فـي مُبـاراة رسميـة كـان فـي شبـاك فريـق (الصقـور) فـي المُبـاراة التـي كانت بتاريـخ (25 / 05 / 1985) والتـي انتهـت بفـوز الاتحـاد بنتيجـة (2 – 0).

– أول مـرة يُسجـل الآسطـورة “بيـزان” ثنائيـة فـي الـدوري الليبـي كـانت فـي شبـاك (الإفريقـي) فـي المُبـاراة التـي أقيمـت بتاريـخ (18 / 12 / 1987) والتـي انتهـت بفـوز الاتحـاد بنتيجـة (2 – 1).

– أول مـرة يُسجـل ثلاثيـة فـي الـدوري الليبـي كـانت فـي شبـاك (الأولمبـي) فـي المُبـاراة التـي أقيمـت بتاريـخ (14 / 03 / 1986)، والتـي انتهـت بفـوز الاتحـاد بنتيجـة (4 – 0).

– أول مـرة يحمـل فيهـا شـارة الكابتـن للفريـق كـانت أمـام  الأهلي فـي المُبـاراة التـي كـانت بتاريـخ ( 29 / 06 / 1990 ) والتـي سجـل فيهـا بنفسـه هـدفـي الفـوز .

-أول مُبـاراة خارجيـة يُسجـل فيهـا كان فـي بطولـة أبطـال أفريقيـا للأنـديـة البطلـة، أمـام بطـل النيجـر (أولمبيـك النيجـر ) والتـي انتهـت بفـوز الاتحـاد بنتيجـة (6 – 1) سجـل منهـا (هدفيـن).

– حـقق مـع الإتحـاد بطولـة الـدوري فـي (5 مُناسبـات)، وكـانت على النحـو التالـي أعـوام (1986 – 1988 – 1989 – 1990 – 1991) ولقـب كـأس ليبيا عـام (1991 / 1992).

– في سنة 1994 حصل  على الترتيب 17 كأحسن لاعبي إفريقيا رغم قلـة المشاركات في ذلك الوقت.

– الهـدف رقـم 100 في التدريبيـات كان من نصيب القناص عز الدين بيزان، في مبارة 29/6/1990 والتي سميت بمباراة الهروب الكبير .

 

إنجازاته:

-فاز ببطولة الدوري مع الاتحاد أعوام 85/1986و 87/1988 و 88/1989 و 1989/1990 و 1990/1991.
– ومع الأهلي طرابلس موسم 1999/ 2000.
– والكأس مع الاتحاد موسم 1991 / 1992.
– هداف الدوري موسم 89-90 برصيد 7 أهداف.
– حل في الترتيب التاسع في استفتاء أفضل لاعبي القرن بليبيا.
– الأهداف المحلية 312 هدف.
– المباريات الدولية 43 مباراة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى