الرياضة الليبية

بن حامد.. نجم من طينة الكبار أبهر الإنجليزي طمسون.. ومنحه الوحش لقب الجوكر

يعد مفتاح بن حامد المعداني، من كبار النجوم ونجم من طينة اللاعبين الكبار على صعيد كرة القدم الليبية الذين قدموا لها الكثير عبر رحلة ومسيرة رياضية طويلة كانت زاخرة بالعطاء محليا ودوليا.

 

من الأشبال إلى النجوم الكبار

انطلقت مسيرة نجم كرة القدم الليبية الكبير مفتاح بن حامد المعداني، الشهير بـ”بن حامد”، في منتصف الستينيات بالنادي الأهلي ببنغازي، ويعود الفضل في تقديمه للملاعب للمدرب الوطني القدير الراحل الحاج عبدالعال العقيلي، حيث تدرج وبرز سريعًا ومبكرًا وانتقل من الأشبال إلى الفريق الأول مباشرة، كما حجز مكانه بجدارة بين النجوم الكبار.

 

وتزامن تألقه مع قدوم المدرب الإنجليزي الكبير طمسون لقيادة الفريق عام 1967 قادمًا من الإسماعيلى المصري حيث أبدى إعجابه الكبير بقدراته ومهاراته كلاعب وسط ميدان يتمتع بمواصفات خاصة وصانع ألعاب من طراز فريد ودفع به لأول مرة ضمن صفوف الفريق الأول أمام فريق التحدي والتى تفوق فيها، فريقه الأهلى بهدفين وتألق مع الفريق وقدم تحت قيادته مباريات ومواسم رائعة، منها مباراته الودية أمام الزمالك المصري والتى تفوق فيها الأهلى بهدف لصفر، ومباراة فريقه الأهلي أمام منافسه النجمة في دوري المملكة، والتي أسفرت عن فوز الأهلي بثلاثة أهداف لهدفين بعد أن كان الفريق متأخرًا بهدفين حيث أقحمه طمسون مع بداية الشوط الثاني.

 

ولفت تألقه وأداءه الرفيع مسؤولي فريق النجمة وقتها الذي كان يدربه المدرب اليوغسلافي الكبير بافلي الذي أوصى إدارة النادي بضرورة التعاقد مع هذا النجم الكبير ورغم العرض المادي المغري وقتها إلا أن “بن حامد” رفض هذا العرض مفضلا البقاء والوفاء لناديه والدفاع عن ألوانه والإخلاص لغلالته  الحمراء.

 

مفتاح – مفتاح ألعاب الأهلي

استمرت مسيرته مع الأهلى حتى الاعتزال، وكان مفتاح مفتاح ألعاب الفريق كما وصفه المدرب والخبير المصري الكبير الراحل عبده صالح الوحش، ولقبه باللاعب الجوكر لقدرته على اللعب في أكثر من مركز بنفس المقدرة والكفاءة وهو المدرب الذي قاد الأهلي بنغازي لبطولتين مستحقتين مطلع السبعينيات كان “بن حامد” أحد نجومها وأبطالها بفضل موهبته الاستثنائية   وإجادته الدور الدفاعي وصنع الألعاب وقراءة الملعب.

واستمر مشوار “بن حامد” مع فريق المشوار، ليتوج مع جيله الذهبي بالبطولة الثالثة خلال مواسم السبعينيات، على مستوى بطولة الدوري الليبى بقيادة المدرب اليوغسلافي كابيتانوفتش.

 

أجمل أهداف الموسم

شهد الموسم الرياضي 75 – 76  والذي خاض فيه الفريق الدورة الثلاثية من أجل تحديد هوية بطل الموسم أجمل وأروع أهداف الموسم وأهدافه في شباك  فريق المدينة بطرابلس إثر تسديدة صاروخية أطلقها بن حامد على نحو مفاجيء من منتصف الملعب استقرت في المكان الصعب لحارس المدينة – محمد القاضي “الدوة”.

 

ظهور مع أكثر من جيل

تواصلت مسيرة نجم الكرة الكبير مفتاح بن حامد مع الأهلي حتى آخر السبعينيات حيث عاصر أكثر من جيل ولعب مع جيل مصطفى المكي والشريف والخواجة وكلفة وبن صويد والعفاس وأبوعود والحشاني ومرسال والفزاني وساطى والفيتوري والتومي والبشاري، وقد غادر الملاعب في صمت وهدوء وبلا ضجيح عقب إلغاء المسابقات الكروية مكتفيًا بمسيرة طويلة زاخرة بالعطاء تجاوزت الستة عشر عامًا.

 

تألق عربي وأفريقي

كما برز “بن حامد” مع فريقه الأهلي خلال مشاركاته الدولية والعربية والأفريقية، حيث شارك في بطولة كأس أندية المغرب العربي بالدار البيضاء  عام 1969، وفي مشاركاته الأفريقية الأولى عام 71 أمام الترجي التونسي والثانية أمام الإسماعيلي المصري والثالثة أمام مولودية الجزائر.

 

تألق لافت مع المنتخب الوطني

أما مسيرته الدولية مع المنتخب الوطني الأول فقد بدأت مع بداية السبعينيات  عندما وقع عليه الاختيار لأول مرة ضمن تشكيلة منتخبنا في بطولة كأس الإجلاء الدولية الأولى عام 1970 بإشراف المدرب الوطني حسن الأمير.

 

وحافظ على مكانه بالتشكيلة الأساسية لمنتخبنا الوطني على مدى ست سنوات متتالية حين شارك في بطولة كأس فلسطين الأولى بالعراق عام 1972، وكأس فلسطين الثالثة بتونس عام 1975، ودورة البحر المتوسط بالجزائر عام  75 وتصفيات الألعاب الأولمبية أمام المنتخب المغربي، وسجل أجمل أهدافه الدولية لمنتخبنا في دورة البحر المتوسط  بالجزائر عام 75 في شباك منتخب تركيا في المباراة التى أسفرت عن تعادل المنتخبين بهدف لهدف.

 

وتدرب خلال مسيرته الدولية مع العديد من المدربين الذين يمثلون مدارس تدريبية مختلفة أبرزهم المدربين الوطنيين الحاج عبدالعال العقيلي وحسن الأمير ومحمد الخمسي والرومانى تيتوس والمصري على شرف، وكان الإنجليزي رون برادلي آخر المدربين الذين تدرب تحت إشرافهم، حيث كان ضمن الفريق الوطني الذي اختاره المدرب الإنجليزى برادلي عام 1977 وشارك في معسكر إعداد الفريق بسوريا مع جيل بشير الرياني وعيسى مخلوف وغيرهم.

هذه باختصار سيرة ومسيرة نجم الكرة الليبية الفنان والخجول مفتاح بن حامد، الذي ظل رغم سنوات العطاء بعيد عن الإعلام ويرفض الظهور في وسائل الإعلام المختلفة، ولم ينل حظه من الاهتمام الإعلامي رغم نجوميته، وهو اللاعب الذي عندما غادر الملاعب كلاعب أواخر السبعينات لم يتجه لا لمجال التدريب ولا مجال الإدارة واختار الخلود إلى الراحة حيث ظل وفيًا لمؤسسته العريقة وقريبًا منها ولم يبخل بتقديم النصح والتوجيه لشباب الفريق. نتمنى الشفاء العاجل لنجم الكرة اللامع ودوام الصحة والعافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى