اراء

“تساقط المدربين قبل نهاية مرحلة الذهاب”

خليفة بن صريتي‎‎تسابقت أغلب الأندية الرياضية المشاركة في الدوري الليبي لكرة القدم على الإطاحة بمدربيها الواحد تلو الآخر؛ نتيجة لعدم تحقيقهم للنتائج الإيجابية، وتغيير المدربين ليس بدعة ليبية فحتى في الدوريات الأوروبية يتم ذلك لكن على أسس علمية، وليس لمجرد النتائج السلبية وضغوطات مشجعي الأندية، والسؤال المطروح على إدارات هذه الأندية هل اطّلعتم على مؤهلات المدربين عند تعاقدكم معهم؟ وعلى تاريخهم ونتائجهم من خلال مشوارهم التدريبي؟ وإذا كان التعاقد معهم تم وفق شروط واضحة وتاريخ حافل بالنجاحات؟ فإن الاستغناء عنهم يُعد إجحافاً في حقهم لأن المدة القصيرة لا تُبين قدرات وإمكانيات المدربين الفنية، وكم من مدرب قدير عمل في ليبيا ولم تظهر نتائج عمله بصورة مُرضية مع الفريق إلا بعد فترة ليست بالقصيرة، ولعل خير مثال على ذلك المدرب ماتيكالو الذي درّب فريق النصر وهبط الفريق للدرجة الثانية في أول موسم رياضي له مع الفريق، لكن لأن رئيس النادي في تلك الفترة كان على درجة من الوعي والإدراك وهو المُربي الفاضل المرحوم ونيس صوان فقد وقف معه ودعمه وطالب باستمراريته، لأنه يعلم إمكانيات المدرب وكونه أثبت وجوده في الدوري المصري مع فريق الترسانة، حيث حصل على بطولة الدوري هناك، وفعلاً قام ماتيكالو بإعادة بناء الفريق بشكل جديد ومتطور وحوّله إلى أحد الفرق الكبيرة في الدوري، وقدّم العديد من الوجوه البارزة لفريق النصر والفريق الوطني، وكذلك المدربان المرحوم محمد عبدو الوحش الذي حقق بطولتي ليبيا للأهلي، والمرحوم علي شرف الذي حقق البطولة لفريق التحدي بعد تواجدهما مع أنديتهما لعدة سنوات.. إن المدرب يتم تقييمه من ناحية إعداد الفريق فنياً ونفسياً وحُسن اختيار المركز المناسب لكل لاعب ووضع التشكيلة الملائمة والقدرة على التغيير في الوقت المناسب واستغلال نقاط ضعف الفريق الخصم، وليس لمجرد خسارة الفريق أو التعادل في عدة مباريات، إن السبب الحقيقي في اعتقادي وراء إقصاء المدربين بهذه السرعة يعود للخوف من جماهير الأندية وضغوطاتها التي قد تؤدي إلى تغيير الإدارات، ولذلك فهي تُضحي بالمدربين ككبش فداء بدلاً عنها. إن الثقة في المدرب وإتاحة الفرصة له كاملة إذا كان اختياره للتدريب تم بالشكل الصحيح، أما إذا كان مجرد صفقة مع سماسرة المكاتب فإن ذلك يتحمّل مسؤوليته أصحاب العمولات ومعاول الهدم في الأندية الرياضية، ولو أن هناك لجان فنية فعلاً بالأندية فهي التي تقوم بتقييم المدرب من خلال مرحلة الذهاب، وعلى ضوء تقاريرها يتم الاستغناء عنه أو الاستمرار. أما الخوف من المشجعين وتغيير المدربين كلما ضاعت نقاط المباريات فإن ذلك سيقتل روح الاستقرار وهي الأساس لنجاح أي مدرب، وياريت تحسنوا اختيار المدربين من البداية وتتيحوا لهم الفرصة الكاملة للعمل بأنديتكم بدلاً من استمرار لعبة تبادل الأدوار بين المدربين والإدارات، أيهما أحق بالبقاء نتيجة لحكم الجماهير العاطفي وليس العقلاني، وإذا استمر هذا الوضع على نفس المنوال فستستمر لعبة الكراسي الموسيقية ولن يظل أي مدرب مع ناديه حتى نهاية الدوري عدا الفرق الثلاثة الأولى والأيام بيننا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى