الرياضة العالمية

حصاد “ريميسا” 2018| بالفيديو.. “حرب الميادين” عنوان تتويج ريفر بلايت بكأس ليبرتادوريس

 تعد كأس الليبرتادوريس أو كأس المحررين باللغة الإسبانية، التي ينظمها اتحاد كرة القدم لأمريكا الجنوبية، واحدة من أقوى بطولات الأندية لكرة القدم في العالم حيث تستمد هيبتها من قوة المنافسات وشراسة الخصوم للفوز بها.

وانطلقت الكأس القارية للمرة الأولى في عام 1960، وعلى مدار 59 نسخة من البطولة، كانت الأندية الأرجنتينية صاحبة نصيب الأسد في التتويج بالكوبا.

 

وفازت الأرجنتين بـ25 لقبا من بينها 7 ألقاب لفريق أتليتكو إنديبندينتي ، و6 ألقاب لبوكا جونيورز و4 ألقاب لريفر بلايت . وتأتي البرازيل في المركز الثاني برصيد 18 بطولة.

 

نهائي البطولة جمع فريقين من نفس البلد في 3 مناسبات  عبر تاريخها. وكانت المرة الأولى في نسخة  عام 2005 حينما تقابل الفريقان البرازيليان أتليتكو باراناينسي  وساو باولو في النهائي الذي  فاز فيه الأخير بـ5 أهداف مقابل هدف في مجموع المباراتين. وكررت البرازيل وجودها في نسخة عام 2006 حينما لعب ساو باولو أمام إنترناسيونال في النهائي الذي انتهى لصالح الأخير بنتيجة 4 أهداف مقابل 3 في مجموع المباراتين.
أما المرة الأخيرة فهي نهائي هذا العام 2018، والذي جمع الغريمين التقليدين في الأرجنتين  وهما بوكا جونيورز وريفر بلايت. وتمكن ريفر من الفوز بنتيجة 5 أهداف مقابل 3 في مجموع المباراتين. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ كوبا ليبرتادوريس التي يتقابل فيها فريقان أرجنتينيان في  النهائي.

 

وتعد نسخة عام 2018 هي النسخة الأخيرة التي لعب فيها النهائي بنظام مباراتي الذهاب والإياب. ولأول مرة في تاريخ البطولة، سيلعب النهائي بنظام المباراة الواحدة  في مكان يتم اختياره مسبقا على غرار دوري أبطال أوروبا وذلك بدءا من النسخة القادمة لعام 2019.

ويتأهل الفريق الفائز إلى كأس العالم للأندية. كما يلعب الفريق في بطولة ريكوبا سود أمريكانا والتي تعادل بطولة كأس السوبر الأوروبية، وتلعب كل عام  بين بطل كوبا ليبرتادوريس وبطل كوبا سود أمريكانا. 

 

 

وشاءت الأقدار أن يجمع نهائي عام 2018 بين بوكا جونيورز (فريق الفقراء) وبين ريفر بلايت (فريق الأغنياء)، كما يطلق عليهما في الأرجنتين حيث أشرس صراع يمتد لأكثر من 100 عام  سواء بين الجماهير أو على الملعب.  وأطلق على النهائي الخاص عدة ألقاب من بينها سوبر كلاسيكو أو هايبر كلاسيكو أو كلاسيكو القرن أو حتى كلاسيكو الموت وذلك وفقا لتاريخ العداوة بين الفريقين اللذين بدئا مسيرتهما الكروية في مدينة واحدة وهي العاصمة  بينوس آيرس وفي حي واحد  وهو حي “لابوكا” أحد أفقر أحياء الأرجنتين وأشهرها ويعني باللغة الإيطالية “الفم”.

 

 

ورغم  تاريخ الخصومة بين الناديين إلا أن مواجهة هذا العام كانت ذات طابع خاص حيث اجتاحت الشوارع والميادين في الأرجنتين حمى الكلاسيكو وألغيت حفلات الزفاف. واعتبر  البعض أن لقاء بوكا وريفر ثاني أهم مباراة في كرة القدم بعد نهائي كأس العالم، فيما يعتبره البعض الآخر بمثابة مهرجانا شعبيا لا يتكرر كل عام .

 

 

وقبل مباراة الذهاب في يوم الأحد الموافق 11 نوفمبر الماضي، سادت حالة من الشغف والترقب ليس في الأرجنتين فحسب ولكن حول العالم للحدث الأبرز بين البوكا والريفر. ووصلت أسعار التذاكر للدخول إلى “ملعب لابوموبونيرا” معقل بوكا جونيورز، إلى مستويات قياسية في  السوق السوداء  ما بين 5 آلاف و25 ألف دولار، رغم  أن السعر الأصلي للتذكرة هو 90 دولارا فقط. وانتهت المباراة الأولى بالتعادل بهدفين لكل فريق.

 

 

كانت الأمور تسير  بشكل طبيعي وتتجه الأنظار نحو ملعب “لامونومنتال” معقل ريفر بلايت حيث سيلعب الخصمان اللذان يستحوذا على 70% من عشاق كرة القدم في الأرجنتين، مباراة الإياب الحاسمة يوم 24 نوفمبر الماضي. ولكن عادت العداوة التاريخية لتلعب دورها من جديد بين الفريقين وذلك عندما رشقت جماهير الريفر حافلة لاعبي بوكا بالحجارة قبل ساعات من بداية اللقاء. وأسفرت أعمال الشغب والاشتباكات مع الشرطة عن تأجيل النهائي لأكثر من مرة بعد إصابة عدد من لاعبي بوكا وجونيورز.

 

 

وخوفا من تكرار أحداث الشغب، قرر  اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم نقل المباراة إلى أسبانيا لتلعب على ملعب “سانتياجو برنابيو” معقل فريق ريال مدريد الإسباني وذلك يوم 9 ديسمبر الحالي.  ونجحت مدينة مدريد في استضافة النهائي الذي حضره أبرز نجوم العالم بعد تأمين واسع وانتشار أمنى مكثف بآلاف الأفراد من الشرطة.

وتمكن ريفر بلايت من حسم اللقلب الحائر بين الأرجنتين وأسبانيا، بالفوز بـ3 أهداف مقابل هدف على غريمه الأبدي بوكا جونيورز. و بعد الانتصار بنتيجة 5 /3 في مجموع المباراتين، رفع الريفر كأس الليبرتادوريس للمرة الرابعة في تاريخه.  

 

وشارك ريفر بلايت في كأس العالم للأندية كممثل لأمريكا الجنوبية، في البطولة التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة وتوج بلقبها ريال مدريد، وحل الريفر في المركز الثالث للبطولة.

 

لا أحد في الأرجنتين أو من متابعي الفريقين يظن أن العداوة والصراع بين بوكا والريفر انتهى مع نهاية البطولة بسلام. فبعد تتويج الريفر باللقب، سيعود الفريقان إلى الأرجنتين وتبدأ ملحمة جديدة  من الصراع الطبقي المتأصل في جذور تاريخ الأغنياء (ريفر) والفقراء (بوكا) .. فلمن ستكون الغلبة في المرة القادمة؟.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى