أهم الأخبارالرياضة العالمية

خاص ريميسا| التنس في 2020 .. بين “كورونا” وحرائق أستراليا والإلغاء التاريخي لبطولة “ويمبلدون”

عام 2020، كان مختلفًا؛ بل كان صعبًا على كل المستويات اقتصاديًا وصحيًا، بسبب انتشار فيروس “كورونا المستجد”، الذي عصف بأرواح مئات الآلاف من الأبرياء.

هي سنة للنسيان لم تعش فيها الإنسانية على وقع السلام، وضعٌ ساهم في خسائر مالية كبيرة طالت العديد من المجالات، لعلّ أهمها “الميدان الرياضي”، الذي عانى الأمرّين جرّاء التأجيلات والإلغاءات.

وليست “كورونا” فقط من ساهمت في تأجيل المواعيد الرياضية الكبرى، بل كان لحرائق أستراليا رأي آخر خاصة بعد المخاوف وما يمكن أن يُسبّبه من أضرار على صحة اللاعبين واللاعبات، حيث انطلقت فعاليات بطولة أستراليا المفتوحة أولى بطولات الـ”جراند سلام” الأربع الكبرى في الموسم، واختتمت فعالياتها دون مشكلات تقريبًا.

رغم تفشي الإصابات بفيروس “كورونا”، والتعديلات التي طرأت على الروزنامة في مختلف المسابقات؛ فقد شهد الموسم عددًا من البطولات، كما تم تأجيل بطولة فرنسا المفتوحة “رولان جاروس”، ثاني بطولات الـ”جراند سلام”، الأربع الكبرى، لتُقام بعد شهور من موعدها المعتاد.
أمّا بطولة “ويمبلدون” المفتوحة؛ فقد كانت هي الوحيدة من بطولات الـ”جراند سلام”، الأربع الكبرى في العام الحالي التي لم تُقام بسبب جائحة الفيروس.
وبخصوص بطولة أستراليا التي أقيمت في شهر يناير الماضي، فقد تسببت الحرائق في اندلاع دخان كثيف، حتّم على اللاعبة السلوفينية، دليلة ياكوبوفيتش، الانسحاب أمام اللاعبة ستيفاني فوجل، خلال الأدوار التمهيدية، رغم تقدمها في النتيجة، وذلك بسبب تأثرها الشديد بدخان الحرائق الذي أجلسها على ركبتيها.

ورغم هذه الحادثة؛ تواصلت منافسات الأدوار التمهيدية مع إقامة البطولة وتراجع حدة الدخان تدريجيًا حتى تُوّج الصربي، نوفاك ديوكوفيتش، باللقب الثامن، وعزز رقمه القياسي بعد الفوز على النمساوي دومينيك ثيم، في المباراة النهائية.
البطولات الكبرى؛ لم تسلم من تفشي “كورونا”، حيث اضطر منظمو “رولان جاروس” للتأجيل إلى وقت لاحق من العام، فيما فضل منظمو “ويمبلدون” عدم إقامة نسخة عام 2020، في ظل الإجراءات الوقائية المتبعة للتصدي للجائحة، والارتباك في حركة الطيران؛ نظرًا لقرارات الإغلاق العام والجزئي، في عديد من دول العالم.

إلغاء بطولة “ويمبلدون”؛ كان من أبرز خسائر التنس في هذا العام، لتكون المرة الأولى التي تُلغى فيها إحدى أعرق النسخ منذ الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى تأجيل فعاليات بطولة “كأس ديفيز” وكأس الاتحاد إلى عام 2022 فيما لجأت بطولتا “رولان جاروس وأمريكا المفتوحة” لخيار التأجيل إلى وقت لاحق.
توقفٌ؛ كان له تأثير كبير على عائدات اللاعبين واللاعبات، خصوصًا ذوي التصنيف المتوسط والمتواضع، خاصة أن مكاسبهم المالية تقتصر عادة على مشاركتهم في البطولات والجوائز التي يحصلون عليها من المسابقات، بينما كان التأثير أقل ضررًا على اللاعبين واللاعبات المصنفين في المراكز الأولى، بسبب مصادر الدخل المتعددة، على غرار عقود الدعاية والإشهار .

وبعد مرور أشهر من التوقف في ملاعب التنس، عادت “الروح” من جديد إلى فعاليات البطولات في أغسطس الماضي، لكن أمام مدرجات خالية بسبب الإجراءات الصحية المشدّدة على غرار بطولتيْ “فلاشينج ميدوز ورولان جاروس”.

من جهة ثانية، وبعد أشهر من هزيمته أمام “ديوكوفيتش” في نهائي أستراليا المفتوحة؛ عاد دومينيك ثيم، بإصرار وتُوّج بلقب “فلاشينج ميدوز”، ليكسر هيمنة “الصربي ونادال وفيدرر” على ألقاب البطولات الأربع الكبرى.

وفي متابعة لحصاد التنس العالمي؛ تعرض “ديوكوفيتش” لانتقادات شديدة في وسط عام 2020، بسبب تنظيمه لبطولة وُدّية في يونيو الماضي، شهدت إصابته وعدد من اللاعبين بفيروس “كورونا”.
كبوة “ديوكوفيتش”؛ تواصلت في عام 2020 بعدما هُزم أمام “نادال”، في نهائي بطولة “رولان جاروس” ليتجمد رصيده عند 17 لقبًا في بطولات الـ”جراند سلام” الأربع الكبرى، فيما ارتفع رصيد “الماتدور” إلى 20 لقبًا بالتساوي مع “فيدرر”، صاحب الرقم القياسي العالمي ؛ ليُعزّز الرقم القياسي المسجل باسمه إلى 13 لقبًا.
وعلى مستوى منافسات السيدات؛ كان لقب بطولة أستراليا من نصيب الأمريكية صوفيا كينن، التي فازت على الإسبانية موجوروزوا؛ لتحرز لقبها الأول في بطولات الـ”جراند سلام”، بينما فجّرت البولندية، إيجا سواتيك، مفاجأة من العيار الثقيل، بعد تتويجها ببطولة فرنسا المفتوحة على حساب الأمريكية، كينن، في النهائي؛ لتحرز لقبها الأول في البطولات الأربع الكبرى، وتصبح أصغر لاعبة تُتوّج بلقب “رولان جاروس”، على مستوى السيدات منذ 1992.

اليابانية ناومي أوساكا؛ تمكنت، بدورها، في عام 2020، من انتزاع لقب “فلاشينج ميدوز”، بعد التغلب على البيلاروسية، فيكتوريا أزارينكا، في النهائي.

 

وفي البطولة الختامية لنهائي الدوري العالمي لموسم بطولات المحترفين؛ قلب الروسي “ميدفيديف”، تأخره إلى فوز ساحق على دومينيك ثيم، في النهائي؛ ليُحرز أبرز لقب في مسيرته الرياضية.

ورغم معاناة “ديوكوفيتش” في 2020؛ فقد أنهى الصربي هذا العام بصدارة التصنيف العالمي؛ لتكون المرة السادسة في مسيرته الرياضية، حتى الآن، التي يُنهي فيها العام في صدارة التصنيف، بينما حلّ “نادال وثيم” في المركزيْن الثاني والثالث، على الترتيب، في تصنيف المحترفين مع نهاية 2020.

وعلى مستوى السيدات، أنهت الأسترالية، أشلي بارتي، العام في صدارة محترفات التنس، مُتقدّمة على “سيمونا هاليب وأوساكا”، اللتيْن احتلتا المركزيْن الثاني والثالث.

 

وبهذه الحصيلة؛ شهد عام 2020 بروز أكثر من لاعبٍ جديدٍ صعد على منصة التتويج لحصد ألقاب البطولات الأربعة الكبرى، لأول مرة، وهم “دومينيك ثيم” على مستوى الرجال، و”سواتيك وكينن” على مستوى السيدات
فكيف سيكون عام 2021؟ وهل نشهد عودة بطولة “ويمبلدون” من جديد؟ أم أن لفيروس “كورونا المستجد” رأيٌ آخرٌ ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى