اراء

دموع وبطولة

لايك

ما أن أطلق الحكم الاسباني صافرة نهاية حوار الأبطال بين تشيلسي اللندني ومان سيتي، بفوز أبناء المدرب الألماني توخيل، الذي جدّد وصاله مع هذه الكأس التي خسرها قبل ستة أشهر أمام المارد البافري، وعاد واحتضنها وأهداها إلى جدته التي حلمت أن حفيدها “هيرو وسبع وأسد”، الحكم الإسباني ماتيو لاهوز، أنهى الحوار واجهش في البكاء لأنه ودّع نهائي الأبطال بعد أن أحسن ادارته وهو الذي تعرض لهجوم شرس من “الكتالون” ومن “الملوك”، قد يكون الظهور الأخير بعد محطة قادمة، ستكون الأخيرة وهي كأس أوروبا؛ بكي ماتيو، من الإحباط وقسوة الجمهور، ومن الفرح لنجاحه في إدارة المباراة، شخص آخر؛ بكي بحرقة، نجم المان سيتي الأرجنتيني أجويرو، الذي قضي عشر سنوات بين جدران السيتي، وأطلق وعدًا أنه لن يغادر السيتيزن إلا بعد أن يقبض علي البطولة الأوروبية الأغلى، لكنه فشل وهُزم وخسر اللقب، وودّع ناديه باكيًا، دون أن يفرح بمولد اللقب الأوروبي، أما الباكي الذي ذرف الدموع في هذه المواجهة؛ فهو ميندي حارس تشيلسي، قبل سنوات سبع، قدم طلب معونة للحكومة الفرنسية، وترك كرة القدم وتحوّل إلى عامل في محل للملابس، لكن الزهر لعب، والدنيا ضحكت أمامه، حين التحق الرديف مرسيليا من جديد، حيث واصل مشوار التوفيق ليصل إلى قمة القمم الأوروبية، ويفوز مع البلوز، عانق أمه وزوجته، عانق الجميع فرحًا، مثل الطالب الفرِح بنجاحه؛ الثلاثة بكوا، وشاهدنا دموعهم، التي اختلفت واختلطت بين فرح ودموع وتحدٍ، والقصة ليست مباراة فاز فيها تشيلسي فحسب، القصة عنوانها “التحدي ومشاعر تفيض فرحًا وألما وجراحًا”.

عياد العشيبي

كاتب ليبي
زر الذهاب إلى الأعلى