الرياضة الليبية

سلام قدري.. عندليب ليبيا الذي جمع بين الفن والرياضة

الفن والرياضة وجهان لعملة واحدة، عنوانها الإبداع، لا يمكن أن يتجزأ  كل منهما للآخر، ومن هذا المنطلق أبدع  وتميز الكثير من نجوم الرياضة والكرة في المجال الفني، وسرعان ما توجهت إليهم الأنظار بإعجاب في المجالين رغم صعوبتهما، إلا أن هناك العديد من نجوم الرياضة والفن، كانوا حالة خاصة ومتفردة وفريدة من نوعها، وتألقوا في عالم الكرة والفن والإبداع اللذان يعدان من أكثر المجالات شعبية.

No description available.

سلام قدري

كان الفنان الراحل سلام قدري من أوائل نجوم الفن والطرب والغناء، الذين تألقوا في المجالين وهو أول من فتح  الباب ومهد الطريق أمام مبدعي المجالين حيث بدأ سلام قدري لاعبا بملاعب كرة القدم منذ أواخر الخمسينيات، واستمرت مسيرته الكروية على مدى قرابة الثمانية سنوات حتى عام 1963، ساهم خلالها في تتويج الفريق بالعديد من الألقاب والبطولات على مستوى ملاعب طرابلس.

كما سجل حضوره وتواجده ضمن تشكيلة فريق الاتحاد خلال زياراته الرياضية إلى تونس ومالطا، وشارك معه في العديد من المباريات الودية الدولية مع أشهر الفرق العربية والأجنبية أبرزها أمام الجيش البريطاني، وفرق من النمسا والترجي والأفريقي من تونس وفريق جبهة التحرير الجزائري وفرق سليما وفلوريانا المالطي وريال إسبانيول ومسينا الإيطالي.

No description available.

برز وتألق مع نجوم، وعمالقة فريق الاتحاد في عصره الذهبي والزاهي، أمثال عبد السلام كريم ومحمود بزيو وونيس حبيب الله وعلي الزنتوتي وعلي الزقوزي وبدر الدين المحجوب ومحمد الخمسي ومحمد يحيى المنصوري، وأحمد ورجب الأحول، غير أنه وضع حدًا لمسيرته الرياضية مبكرًا ليتفرغ لمجاله الفني الذي أبدع فيه، ونال شهرة واسعة فاقت شهرته كلاعب.

وعندليب ليبيا الفنان الكبير ولاعب فريق الاتحاد لكرة القدم، هو عبدالسلام صادق عبدالقادر الجزيري، الشهير بسلام قدري، درس الموسيقى بمدرسة الفنون والصنائع، وتخصص بالعزف على آلة الكلارينو وآلة العود، وفي منتصف الخمسينيات ظهرت موهبته التي اكتشفها الملحن الشهير ومكتشف النجوم كاظم نديم، الذي سانده وشجعه واهتم به وقدم له العديد من الألحان، بعد أن أطلق عليه اسم سلام قدري، وهو الاسم الذي اشتهر به طوال  مسيرته ورحلته  الفنية التي احترفها مع بداية افتتاح وتدشين  الإذاعة الليبية عام 1952، كمطرب وعازف.

No description available.

وإلى جانب أنه كان مطربًا كبيرًا، قام أيضًا بتلحين العديد من الألحان لنفسه ولمغنيين آخرين، وأول أغنية كانت لعندليب ليبيا سلام قدري، كانت أغنية (حبيت ما قدرتش انبين حبي) في الإذاعة الليبية، وهي من ألحان الموسيقار الراحل  كاظم نديم بن موسى.

قدم ما يقارب من 400 أغنية أشهرها (هايم بيك وعيوني سهارة.. عرجون فل.. أنت عفيفة.. لو تؤمريني.. غوالي يا غوالي.. لاتغيبك عالعين.. منديلها الوردي.. آه ياميمة.. جرت السواقي.. أيام كيف الورد.. يا سيد الحلوين).

No description available.

في سنة 1970 شارك في مهرجان المغرب العربي في المغرب، بأغنية (مربوع الطول)، وفاز بالترتيب الأول، أما الأغنية الأشهر في تاريخ العندليب سلام قدري وهي التي فتحت له أبواب الشهرة فكانت في سنة 1957 (سافر مازال عيني تريده)، وهي من ألحان الفنان الكبير كاظم نديم.

هذه الرائعة التي لا يزال يتغنى بها الكبير والصغير وتتردد عبر أثير وأمواج مختلف الإذاعات، وظلت حية بيننا  حتى يومنا هذا.. رحم الله فنان ونجم ليبيا الكبير الرياضي والمبدع والفنان سلام قدري، الذي صادف يوم السبت الموافق 17 أكتوبر الجاري، ذكرى مرور ست سنوات على رحيله.
 

زر الذهاب إلى الأعلى