ولأن نهائي مسابقة الكؤوس يدخل ضمن المباريات الحاسمة التي لاتقبل انصاف الحلول ولامناص من فوز احد الفريقين المتنافسين فإن مباراة أهلي طرابلي والاخضر التي شهدها ملعب رادس بتونس في نهائي كاس كرة القدم في بلادنا لم تخرج عن هذا الإطار ؛
ومباريات من هذا النوع تلعب بالأقدام والتركيز لا بالتوتر والكلام والاحتجاج على الحكام كما انها لاتحتمل اقصاء لاعب مهم في وفت مبكر لأن الحماس لايعني التهور والوقوع في المحظور بالقدر الذي ادى الي طرد لاعب الاخضر بن سليمان في وقت مبكر في اهم مباراة لفريقه ما ادى الى بعثرة اوراق المدرب وخروج عدد من زملائه عن التركيز ولم ار مبررا لما قام به بعض المرافقين لان قرارات الحكم كانت صائبة ؛
هذه عوامل مجتمعة جعلت فريق البيضاء لا يقدم ما يمكنه من تحقيق اللقب فمباريات الالقاب تحتاج الى خبرة لاعبين وحنكة مدربين ورصانة في تصرف المرافقين وهي عوامل غابت عن الاخضر خاصة بعد أن اصبح منقوصا وتوفرت للأهلي الذي كان اكثر قناعة بقدرته على الفوز مع انه في البداية كان حذرا من مفاجات الاخضر لكن مع مرور الوقت حول سيطرته الميدانية العقيمة في الشوط الاول الى فعالية في الشوط الثاني مستغلا النقص العددي واخطاء المنافس ؛
الاخضر خذله لاعبوه عند الحاجة وتاهت افكار بسيوني اما مدرب الأهلي ولاعبيه فتعاملوا مع المباراة بتعقل وصبر وتقة حتى حانت دفائق الحسم ففاز من استحق الفوز وخسر المنافس بالثلاثة مع أنه لديه من الامكانيات ما يؤهله لأحسن من ذلك ؛؛؛؛
الاخطاء يمكن تداركها في مباريات الدوري لان التعويض ممكن لكن مباريات الكؤوس تكسب ولا تلعب والأخضر لا لعب ولا كسب اما الاهلي فأحسن التعامل مع المستجدات فجاءته النتيجة على طبق من ذهب ؛؛؛؛
ولقد تابعت المباراة بين حين واخر رفقة صديق لايهتم بالكرة لكنه كان متحمسا للأهلي اعتقادا منه بأني داعم لمنافسه بحكم انتمائي فظل يناكفني لكني قلت له بعد طرد بن سليما ن أن الأمر حسم للأهلي وعندما احتسبت للاهلي ضربة حرة مباشرة قلت انه الهدف الاول وأن هدفا اخر سياتي بعده لان الاخضر خرج من المباراة ولن يحول دون مزيد من الاهداف الا صافرة النهاية ؛؛
الامر ليس سحرا ولا تنبؤات وانما هي المعطيات ؛؛
والخلاصة ان خسارة نهائي ليس نهاية الدنيا واذا كان الكاس اختار اخضر العاصمة لأنه الاحق فعلى اخضر البيضاء ان يتطلع الى نهائي جديد ؛