الرياضة الليبية

فريق القرضابية بسبها.. حدد هوية بطل الدوري في 3 مواسم متتالية وفجر أقوى المفاجآت  

احتفلت أسرة نادي القرضابية بمدينة سبها، بمرور 62 عامًا، على تأسيس النادي الذي يعد من أقدم وأعرق أندية مدينة سبها والجنوب، وقدم مجلس إدارة النادي التهنئة عبر صفحته الرسمية لكل أبناء المؤسسة العريقة، وكافة الأجيال والرموز الذين قدموا الكثير للنادي عبر تاريخه الطويل. 

البداية باسم الأهلي بسبها

ويعد نادي القرضابية بسبها من الأندية الرياضية العريقة على صعيد الرياضة الليبية، والذي يعود تاريخ تأسيسه وإشهاره إلى عام 1958، تحت اسم النادي الأهلي بسبها، وبعد صدور قرار إعادة إشهار الأندية الرياضية عام 1973، أصبح النادي يحمل اسم القرضابية.

 
ظهور مبكر في دوري الأضواء

غير أن ظهور الفريق الأول لكرة القدم إلى مسرح دوري الأضواء بدأ مبكرًا، حين ظهر كممثل لكرة القدم بالجنوب، وبطلا لها، وشارك في نهائيات بطولة النسخة الرابعة لبطولة الدوري الليبي موسم 66 – 67، برفقة بطل المحافظات الغربية الاتحاد وبطل المحافظات الشرقية التحدي. ثم عاد ليواصل حضوره للموسم الثاني على التوالي تحت اسم فريق أهلي سبها، حيث شارك في دوري المملكة أول دوري يقام على مستوى ليبيا في الموسم الرياضي 68 – 69، غير أنه جاء في المرتبة الأخيرة على لائحة الترتيب.

No description available.

عودة قوية منتصف السبعينيات

ثم عاد في منتصف السبعينيات عبر بوابة ونافذة الدوري الليبي لكرة القدم، عندما كانت أدواره النهائية ونهائياته تقام بنظام المناطق، بحيث يلتقي أبطال المناطق الثلاث في دورة ثلاثية لتحديد هوية بطل الموسم.

وشهد موسم 75 – 76 أول ظهور وبروز للقرضابية، عندما جمعته دورة ثلاثية بفريقي الأهلي ببنغازي والمدينة، واعتقد الجميع منذ الوهلة الأولى، أن القرضابية سيكون لقمة سائغة وصيدا سهلا وفي متناول منافسيه، غير أن الفريق القادم من الجنوب الحبيب كان هو كلمة السر واستطاع أن يخالف  كل التوقعات، ويقلب الموازين ويكون ندا وصنوا لفريقي المدينة والأهلي ببنغازي فتمكن من فرض التعادل بهدفين لهدفين على منافسه وحامل اللقب فريق المدينة.

ثم نجح في فرض نتيجة التعادل بهدف لهدف على فريق الأهلي ببنغازي، ليتوج المدينة بطلا للموسم الرياضي 75 – 76، في ختام الدورة الثلاثية بعد خوضه حوار نهائي مثير جمعه بفريق الأهلي ببنغازي بملعب طرابلس الدولي بهدفين لهدف، وقاد فريق القرضابية في ذلك الموسم المدرب الوطني ولاعبه السابق محمد على الميار. 

وفي الموسم الرياضي الذي يليه مباشرة وهو الموسم 76 – 77، نجح القرضابية وللمرة الثانية على التوالي وبقيادة مدربه وعداءه الدولي السابق  – محمد موسى – في تحديد هوية بطل الموسم في الدورة الثلاثية عندما نجح في فرض نتيجة التعادل السلبي بدون أهداف على فريق الاتحاد، ليفسح المجال والطريق أمام الفهود التحدي للتتويج باللقب المستحق. 

وفي موسم 77  – 78، تأهل القرضابية للموسم الثالث على التوالي للدورة الثلاثية لتحديد حامل اللقب بقيادة مدربه التونسي محمد عيسى بن جبرية – والتي جمعت الأهلي طرابلس والنصر، وتمكن القرضابية للموسم الثالث على التوالي من لعب دور رئيسي وكبير في تحديد وجهة البطولة وتغيير مسارها، عندما فرض التعادل الإيجابي بهدف لهدف على منافسه  فريق النصر، ليكون فريق الأهلي طرابلس هو المستفيد الأكبر من هذا التعثر ليتوج بلقب الموسم.
 

وهكذا نجح فريق القرضابية في ثلاث مواسم متتالية في تحديد هوية بطل الدوري الليبي لكرة القدم، دون أن يحقق أي فوز بتعادله أمام فرق المدينة والأهلي ببنغازي والاتحاد والنصر، حيث كان لنتائج تعادلاته دورًا في حسم البطولات الثلاث للمدينة ثم التحدي ثم الأهلي طرابلس، وقد تميز فريق القرضابية خلال مشاركاته في تلك المرحلة بارتفاع معدل اللياقة البدنية والاستعداد البدني الكبير الذي كان يميز لاعبيه وجعلهم يصنعون الفارق ويقارعون فرق تفوقهم خبرة وتجربة في الملاعب الكروية.

No description available.

نجوم الفريق أبطال في ألعاب القوى

ومن المفارقات أن أغلب لاعبي الفريق بل وأكثر من نصف الفريق، هم عدائين متميزين وأبطال في مجال ألعاب القوى، حيث كانوا يجمعون بين ممارسة ألعاب القوى وكذلك كانوا ضمن التشكيلة الأساسية لفريق كرة القدم، ومن هؤلاء العداء الدولي – عثمان الصبي عداء الوثب العالمي والعداء الدولي في سباق 100 متر –  ورمضان ناسامو بطل الوثب الطويل والثلاثي ومحمد عبد الله سالم  – وسليمان عيسى  – وبطل الوثب العالي بد الكريم مسعود – وجمال يوسف حطية  إلى جانب باقي لاعبيه المميزين من أبناء سبها- فرج مفتاح عمران – وعبد السلام الطاهر – ويوسف مجيد.

 
وقد يكون لتواجد هذه الكوكبة من الأبطال بالفريق الأول لكرة القدم، سرًا من أسرار نجاح الفريق وتفوقه البدني الواضح على منافسيه
عودة بعد 13 عاما.

وبعد تلك الفترة الزاهية والذهبية من مسيرته الرياضية، توارى الفريق عن الأنظار طويلا وعاد إلى الواجهة وإلى دوري الكرة الممتاز مع مطلع التسعينيات في الموسم الرياضي 90 – 91، بعد غياب دام قرابة 13 عاما بقيادة مدربه أحمد مسلم، وبعد خوضه مباراة فاصلة فاز فيها على فريق الشرارة بملعب بنغازي بهدف لصفر أحرزه اللاعب حمودة محمد. غير أن إقامته في دوري النخبة لم تدم طويلا حيث تواجد لموسم واحد فقط  ثم سجل عودة مرة اخرى وتواجد فى ثلاث مواسم متتالية  حيث كان أخر ظهور له في المسابقة الممتازة فى موسم 1996 – 1997.

عودة جديدة بعد 20 عاما

سجل الفريق حضوره وعودته من جديد بعد غياب دام قرابة 20 عاما  في آخر موسم أقيم وهو الموسم الرياضي 2017 – 2018، حيث واجد وسجل عودته بألوانه وغلالاته البيضاء والخضراء للمرة الحادية عشر في تاريخه – محاولا التغلب على الصعاب ونفض غبار الزمن واستعادة تلك الأيام والمواسم والعودة إلى الواجهة المحلية من بعيد، معتمدا على جيل جديد شاب يتقد حماسا وحيوية يحاول أن يخطو ويسير على نفس الخطى ليقتفي أثر الجيل الذي سبقه وهو يتطلع لإعادة تلك الأيام الزاهية لكنه لم يستطع البقاء طويلا حيث جاء هبوطه سريعا إلى مصاف دوري الدرجة الأولى التي لازال يتواجد بملاعبها حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى