اراء

كليمنتي دون غيره!

علي العزابي
علي العزابي

كليمنتي وحده ودون غيره ومن بين كل مدربي العالم فشل في قيادة منتخب ليبيا الأول لكرة القدم في التأهل، ولو لبطولة واحدة، وأبعدنا من كل التصفيات الواحدة بعد الأخرى، وكأنه أحضر خصيصاً لكي يقصينا منها، ويُحطم أحلامنا في الترشح أسوة بمن ترشحوا.!

اتحاد الكرة من استجلبه ومنحه ثقته وأعطاه راتباً سخياً هو الخامس في تصنيف أعلى رواتب مدربي الكرة في القارة الأفريقية بمبلغ وصل إلى 59 ألف دولار شهرياً، ظناً منه أنه سيحقق له المكاسب والإنجازات التي عجز عنها أسلافه الأولين، لكنه كان أسوأهم وأكثرهم تعنتاً وتصلباً في الانصياع لما يريده اتحاد الكرة..!

كليمنتي الذي تجاوز السبعين وقاضانا في يوم من الأيام عند بيت الفيفا، وكسب قضيته بتعويضٍ مُجزٍ وصل إلى ثلاثة ملايين يورو وأربعمائة ألف، لم يُكلّف نفسه حتى مجرد الاعتذار عن الخيبات التي لحقت بالمنتخب في عهده، ولم يُعر الشارع الرياضي الليبي أي اهتمام، ولم يعقد إلا مؤتمراً صحفياً واحداً أقيم على عجل، بعد أن ودعنا تصفيات مونديال قطر بخسارة موجعة من الفراعنة.!!

جمال بالماضي مدرب محاربي الصحراء والذي جلب كأس الأمم في نسختها قبل الماضية في مصر، وفشل في قيادة منتخبه في كان الكاميرون، ولم ينجز معه ما كان مأمولاً ومنتظراً منه في الحفاظ على لقبه، اعتذر للجزائريين في أكثر من مناسبة، وقال أنا من يتحمّل المسؤولية وليس غيري، وفعل مثله مدرب نسور قرطاج منذر الكبير ومع ما قام به لكنه أقيل من منصبه..!

كلمنتينا البايسكي قاد منتخبنا في سبع مباريات رسمية ولم يحقق الفوز إلا في مباراتين، وخسر في أربعة منها وتعادل في واحدة، ومع كل ذلك لازم الصمت وفضّل الراحة والاستجمام بعد انقضاء تصفيات المونديال المنتهية منذ أربعة أشهر تقريباً، ولم يأتِ إلى ليبيا ولم يستجب لدعوات اتحاد الكرة الذي تعاقد معه من أجل عودته من جديد، ومناقشته في كل ما يتعلق به من أمور! غاضاً الطرف وغير مبالٍ ومكترث ومستهيناً بمن وقّعوا معه مستشعراً قصورهم وضعف حيلتهم وانكسارهم أمامه، وعدم قدرتهم على لجمه والانصياع لما يربطه بهم من عقد واتفاق يلزمه تطبيقه وعدم تجاوزه أو الإخلال بأحد من شروطه!

ولأنه يعي طبيعة من يتعاملون معه وقد خبرهم وفهمهم وعرف مكامن ضعفهم، فهو لم يُعرهم أي اهتمام وأضحى يتصرف كما يحلو له وبمزاجية مفرطة، حتى أنه بعد مباراتي الكويت الوديتين عاد مباشرة إلى مسقط رأسه بإسبانيا مثلما جاء منها أيضاً مباشرة دون أن يُكلّف نفسه السفر إلى ليبيا، والحفاظ على ماء وجه من منحوه ثقتهم وسلّموه مقاليد منتخب بلادهم، فخيّب أملهم وتلكأ أكثر من مرة بل ورفض تلبية دعوتهم، واضعاً إياهم في موقف صعب لا يجرؤ على القيام به مدرب هاوٍ لايزال يتعثر في خطواته الأولى، وليس في مستوى مدرب عجوز أكل على أفكاره الدهر وشرب !! …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى