الرياضة العالمية

كما لم تشاهده من قبل.. تاريخ وأسرار “كلاسيكو الموت” بين الريفر بلايت وبوكاجونيورز

صراع الأغنياء والفقراء.. المليونيرات والكادحين.. الدجاج والخنازير.. هذه ليست عناوين لخلافات وصراعات حربية شرسة بين ميليشيات مسلحة، ولكنها عناوين لأحد أشرس الصراعات في تاريخ كرة القدم بين جماهير العملاقين الأرجنتينيين ريفر بلايت وبوكا جونيورز.


 



 


في الثانية والنصف صباحا بتوقيت ليبيا يستعد عشاق كرة القدم لجولة جديدة من المتعة والإثارة والشراسة عندما يستضيف ملعب لا مونيمونتال، معقل ريفر بليت، الغريم التقليدي بوكا جونيورز، في إطار منافسات ذهاب الدور نصف النهائي من كأس ليبرتادوريس.


 



 


ولكن اللقاء هذه المرة يحمل طابعا خاصة إذ يسعى ريفر بليت للوصول لنهائي البطولة للعام الثاني على التوالي بعدما توج باللقب العام الماضي على حساب بوكا، ولكن ذلك لن يحدث بسهولة خاصة وأن بوكا يريد الثأر  من الهزيمة القاسية في الموسم الماضي، وإقصاء غريمه من المسابقة. 


 



 


وقبل اللقاء المرتقب بينهما فجر الأربعاء في كأس كوبا ليبرتادوريس، موقع “ريميسا” يصطحب قرائه في جولة بشوارع الأرجنتين لتتعرف على أسرار أحد أشرس الصراعات في تاريخ كرة القدم.


 



 


منذ أكثر من 100 عام، في أحد أشهر أحياء العاصمة الأرجنتينية بينوس آيرس وأفقرها أيضا، كانت البداية .. إنه حي لابوكا ويعني بالإيطالية “الفم”. وفي مدينة واحدة ومن نفس الحي خرج منه قطبا الكرة الأرجنتينية ريفر بلايت وبوكا جونيورز ليستحوذا على نحو 70% من عشاق الساحرة المستديرة في البلاد.

 




 


الصراع بين الناديين له أصول طبقية تاريخية تعود للفترة بين عامي 1901 حينما أسس ريفر و1905 عندما نشأ البوكا، وريفر بلايت هي الترجمة الإنجليزية لاسم  نهر “ريو دي  لابلاتا” ويعني بالإسبانية “نهر الفضة”.


 



 


 


التنافس بين أعرق ناديين في الأرجنتين جعل الديربي يتفوق على أعظم مواجهات في تاريخ كرة القدم مثل كلاسيكو برشلونة وريال مدريد في إسبانيا وديربي ميلانو بين الانتر وإيه سي ميلان في إيطاليا وديربي مانشستر بين اليونايتد والسيتي في إنجلترا وغيرها، أما ديربي الأرجنتين فيطلق عليه عدة ألقاب مثل كلاسيكو القرن أو كلاسيكو الموت أو السوبر  كلاسيكو في حين يطلق عليه في شوارع الأرجنتين لقب “كلاسيكو الأغنياء والفقراء”، وهو ما يدل على وجود جذور لهذا العداء التاريخي بينهما.


 



 


 


 



 


 


ريفر بلايت .. نادي الأغنياء أو الدجاج


 


في الخامس والعشرين من مايو عام 1901 تأسس نادي ريفر بلايت في حي لابوكا، ولم يكن في البداية بهذا الاسم  إلى أن قترح أحد المؤسسين أن يحمل النادي اسم نهر  “ريو دي لا بلاتا”، لأن  الأرجنتين تقع على ضفاف ذلك النهر، ليتم اعتماده بعدما نال إعجاب بقية المؤسسين.


 



 


 


مع مرور الوقت، تلقى الفريق دعماً من الأغنياء ليترك لابوكا وينتقل إلى حي نيونييز ويكون ملعبه بداية من 1938 هو لامونومنتال، ويطلق بعدها عليه نادي الأغنياء أو المليونيرات”.  


 



 


نادي الدجاج أو هكذا يطلق عليه جماهير بوكا لأنهم جبناء ويخشون مواجهتهم وتركوا منطقتهم وانتقلوا لحي راق، لعب فيه مجموعة من نجوم الكرة ومنهم النجم الأرجنتيني أرييل أورتيجا والهداف التاريخي للفريق أنخل لابرونا وإنزو فرانشيسكولي الهداف التاريخي للفريق، والفرنسي ديفيد تريزيجيه ونوربرتو ألونسو.


 


 



 


بوكا جونيورز.. نادي الفقراء 


 


 في الثالث من أبريل لعام 1905 تأسس نادي بوكا جونيوروز على يد  6 من أبناء المهاجرين الإيطاليين الذين كانوا يعملون بالقرب من حي لابوكا في ميناء للسفن، ولم يترك الفريق حي لابوكا وأصبح أغلب مشجعيه من الطبقة الكادحة ولذلك يعرف بنادي “الفقراء”.

 



 


 


تاريخ البوكا يضم عدة قصص حول القميص بعضها لها أصل تاريخي والبعض الآخر غير معروفة المصدر، ولكن أشهر الراويات قالت إن الفريق ارتدى في البداية قميصا وردي اللون ثم بعد ذلك ارتدى طاقما يشبه طاقم اليوفنتوس الإيطالي قبل أن يخسر في مباراة على امتلاك هذا القميص ويتخلى عن ألوانه.


وكانت إدارة النادي في حيرة من أمرها لاختيار ألوان القميص الجديد حتى تركتها للحظ. وتقرر أن تكون ألوان الفريق مطابقة للعلم المرفوع على أول سفينة تدخل ميناء لا بوكا، وكانت أولى السفن وقتها ترفع علم السويد الأزرق والأصفر، لتصبح هي ألوان قميص الفريق الأرجنتيني. وأصبح ملعب الفريق هو  “لا بومبونيرا”  أي “صندوق الشوكولاته”.


 



 


نادي الخنازير أو هكذا أطلق عليه مشجعو الريفر على البوكا نظرا للمنطقة الفقيرة التي يتواجد بها لعب له الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، ومارتن باليرمو الهداف التاريخي للفريق.


 



 


سخرية ومأساة كروية وأحداث شغب


العداوة التاريخية بين الفريقين دائما تكون حاضرة في المواجهات المباشرة بينهما وتظهر جلية في تصرفات الجماهير والمشجعين.


ففي عام 2011  سخر عشاق بوكا جونيورز من ريفر بلايت عبر إقامة جنازة رمزية في الشوارع حملوا فيها توابيت زُينت بألوان فريق الأغنياء البيضاء والحمراء، وذلك بعد الهبوط التاريخي للريفر إلى دوري الدرجة الثانية.



 


أما عام 1968 وفي معقل ريفر ” لا مونومينتال” وبعد مباراة بين الخصمين، حدثت مأساة لا تستطيع الذاكرة الكروية محوها وذلك عندما  لقي 71 شخصاً حتفهم بعد تدافع عند إحدى بوابات الملعب البوابة رقم 12 أثناء محاولتهم الخروج.


 



 


 


وأخيرا أحداث الشغب التي حدثت يوم السبت 24 نوفمبر الماضي أمام محيط نفس الملعب عندما رشقت جماهير الريفر حافلة لاعبي البوكا بالحجارة مما أسفر عن إصابات بالغة للاعبي بوكا جونيوز ليتأجل إياب نهائي كأس ليبرتادورس إلى 10 ديسمبر المقبل ليقام على معقل ريال مدريد في إسبانيا.


وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتواجه فيها الخصمان في نهائي البطولة منذ تأسيسهما ليعرف بـ”نهائي الموت”.


 


 



 


 


ونجح فريق ريفر بليت في قنص لقب كأس كوبا ليبراتادوريس، بعد فوزه على نظيره بوكا جونيورز بثلاثة أهداف مقابل هدف.


 




وكان أخر  لقاء جمع الغريمين في سبتمبر الماضي إذ انتهى بالتعادل السلبي على ملعب مونيمونتال ضمن منافسات الجولة الخامسة من الدوري الأرجنتيني، فمن سيحسم لقاء الأربعاء؟!.


 



 



 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى