الرياضة الليبية

محمود المقهور يرحل.. رئيس اتحاد الكرة الذي استقال إكراما لاستقلالية منصبه

فقد الوسط الرياضي الليبي، أحد رموزه بوفاة الرئيس الأسبق للاتحاد الليبي لكرة القدم، محمود حسن المقهور، والذي توفي عن عمر ناهز الـ90 عاما.

 

الفقيد من مواليد الظهرة طرابلس 1929، عمل بمجال الطب الوقائي، إذ كان مديرا للطب الوقائي في ليبيا، عام 1970، وأشرف على سن قانون التطعيم الإجباري وإصدار بطاقات التطعيم، بجانب عمله التطوعي في اتحاد الكرة.

ويروي نجل شقيقه مروان المقهور، أحد مواقفه المميزة عندما كان في عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد عام 1964، إذ اتصل به وزير الخدمة والشؤون الاجتماعية الجديد بعد الثورة، عبد العاطي العبيدي، وقد كانت ليبيا حينها لاتزال في خضم التغيير، وأمر بإصدار عفو عام لوقف عقوبات اللاعبين الناتجة عن البطاقات الحمراء والصفراء في مسابقات كرة القدم، احتفالا بقدوم العيد الأول للثورة.

 

وجاء الرد من “المقهور”، بأن الأمر يتطلب اجتماعا وعرض الاقتراح على المكتب التنفيذي للاتحاد، وبالفعل عُقد الاجتماع، وتم استصدار القرار – رغم الامتعاض –  بالعفو، ولكنه لم يشمل كل الرياضيين، وتم استثناء لاعبيّن كانا قد شُطبا مدى الحياة، ربما لحفظ ماء وجه الاتحاد أو لفداحة الواقعة إذ كانت لواقعة تعدي على الحكم، وأخرى واقعة أخلاقية.

ي

القرار لم يرض المطالبين باستصداره، وأصروا أن يشمل العفو جميع اللاعبين، في تحدٍ كامل لاستقلالية الهيئة الرياضية.

 

وقال الدكتور محمود عن هذه الواقعة: “كان شهر مايو يقترب وكنت أتحضر للسفر إلى المكسيك، لحضور بطولة كأس العالم 1970، والمشاركة الأولى لي كرئيس في الاجتماع الدولي، كنت متشوق لحضور الحدث الكبير، ولكن أخذت ربطة الدولارات المخصصة لمصاريف المشاركة وكانت مبلغ محترم لقوة الجنيه الليبي آنذاك وتذكرة سفري البزنس كلاس ومريت على رئيس اللجنة الأولمبية وتوجهنا للوزير”.

 

يضيف: “سلمت له ما في عهدتي ورسالة الاستقالة وقلت له: لن يكتب علي أن اتحاد الكرة رضخ في عهدي لهكذا تدخلات”.

 

ويستكمل “المقهور” طوال حياته بقصاصة إحدى الجرائد القديمة والتي تتناول الواقعة على استحياء تحت عنوان “لماذا استقال المقهور؟”، ويقف الخبر عند ذلك. ودائما ما تندر الفقيد على هذا الخبر: “كان نندري عليها بتولي هكي، راني مشيت اتفرجت على توستاو وبيليه، وأنا مالي”.

 

ويقول مروان المقهور، إن الواقعة لم تولد لديه الأحقاد، وأصبح “العبيدي” صديقا على مر السنين.

 

س

 

الفقيد عمل طوال حياته على نشر مفهوم الطب الوقائي في المجتمع وأهمية التطعيم، فكانت ليبيا من أوائل دول العالم في إدخال اللقاح المركب “إم إم آر”، الذي اعتمد في أمريكا تلك السنة، ومديرا لمستشفى الضمان ميزران.

وعمل أيضا معلقا لمباريات الدوري الإنجليزي التي كانت تُنقل في الإذاعة الليبية بداية السبعينيات، كهواية أخرى تقربه من معشوقته.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى