الرياضة الليبية

“ملعب طرابلس الدولي” حكاية الملعب الذي شهد أبرز انتصارات الكرة الليبية واحتضن أكبر الأحداث الدولية

زين العابدين بركان

قبل نحو 51 عاما وتحديدا في مطلع عام 1970 تم تدشين وافتتاح ملعب طرابلس الدولي بالمدينة الرياضية، بعد أن بدأ الشروع في إنجازه وتشييده عام 1967 وكان وقتها السيد عبد المولى لنقي يتولى رئاسة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي كانت تُشرف على هذا القطاع، حيث لم يتم إنشاء واستحداث وزارة للشباب والرياضة، ووقّع لنقي عقود إنشاء المدينتين الرياضيتين في كل من طرابلس وبنغازي عندما تم في عام 1965، وعلى هامش الدورة العربية الخامسة بالقاهرة، إسناد مهمة تنظيم الدورة العربية السادسة لليبيا في سبتمبر عام 1969.

من الملعب البلدي إلى الملعب الكبير

وكان قبلها الملعب البلدي بطرابلس مسرحاً ومكاناً لاستقبال مباريات الدوري الليبي لكرة القدم، ومباريات فرقنا المحلية ومنتخبنا الوطني، وهو ملعب صغير لا تتسع مدرجاته لأكثر من عشر آلاف متفرج، غير أنه بعد افتتاح الملعب الدولي الكبير بالمدينة الرياضية بطرابلس الذي يسع أكثر من 65 ألف متفرج، تحول إلى وجهة وقبلة للجمهور الرياضي لتمتلئ مدرجات هذا الملعب الذي كان شاهدا على أكبر وأروع انتصارات الكرة الليبية منذ عام 1970، وحتى قبل أن تُقفل أبوابه أمام المنافسات الدولية بعد الحظر الذي فُرض على ملاعبنا منذ شهر يونيو من عام 2013، والذي شهد إقامة آخر مباراة دولية رسمية على ملعبه جمعت منتخبنا الوطني أمام منتخب “توغو” ضمن تصفيات كأس أفريقيا، وكأس العالم، والتي حسمها منتخبنا لصالحه بهدفين لصفر أمام جماهير حاشدة.

بطولة الإجلاء أول حدث دولي

وتعود أولى المباريات الدولية الرسمية التي احتضنها الملعب الدولي وأول حدث دولي استضافه وهي بطولة كأس الإجلاء الأولى التي أقيمت في شهر يوليو عام 1970ن وخاض منتخبنا أولى مبارياته الدولية في هذه البطولة وخسرها أمام المنتخب السوداني هدف لصفر، ثم استضاف أول مباراة دولية رسمية جمعت منتخبنا أمام المنتخب المصري ضمن تصفيات بطولة أمم أفريقيا في ديسمبر عام 1970 وأسفرت عن فوز المنتخب المصري بهدف لصفر.

أول انتصار للكرة الليبية على الكرة المصرية

أما على مستوى بطولات الأندية الأفريقية فقد شهد الملعب أول تأهل وانتصار للكرة الليبية على الكرة المصرية خلال شهر مارس عام 1972، حين تأهل فريق الأهلي بطرابلس على حساب الإسماعيلي المصري بفضل ركلات الترجيح، عقب انتهاء زمن الوقت الأصلي، بفوز الإسماعيلي بهدفين لهدف أحرزه سالم النفاتي، وكان قبلها الأهلي طرابلس قد فاز على الإسماعيلي في لقاء الذهاب الأول فى عقر داره بهدف لصفر أحرزه هدافه علي الأسود.

المدينة والنهضة يفتتحان الملعب و”مشمور” يُحرز أول الأهداف

وكان الموسم الرياضي 69 – 70 أول موسم كروي يستقبله الملعب الدولي على مستوى منافسات بطولة الدوري الليبي لكرة القدم، فيما كانت أول مباراة رسمية احتضنها الملعب ضمن منافسات الموسم بتاريخ 6 – 3 – 1970، وجمعت فريق المدينة وضيفه فريق النهضة من سبها، والتي حسمها فريق المدينة لصالحه بستة أهداف مقابل ثلاثة أهداف، بعد أن كان فريق النهضة متقدماً بهدف سجله لاعبه حامد مشمور وهو صاحب أول هدف رسمي بهذا الملعب.

منتخبنا الفريق الذي لا يُهزم على ملعبه

أصبح هذا الملعب مقبرة لكل الفرق والمنتخبات العربية والأفريقية، وبات منتخبنا الوطني المنتخب الذي لا يُهزم بسهولة على ملعبه وبين جماهيره، حيث تفوق منتخبنا على أقوى وأعتى منتخبات القارة، ولم يفقد سوى نتائج مباريات دولية قليلة جدا على أرضه.

بطولة أفريقيا والسوبر الإيطالي

وشهد هذا الملعب احتضان أكبر البطولات الدولية أبرزها بطولة أمم افريقيا “الكان” التي حل خلالها منتخبنا وصيفاً لبطل القارة عام 1982، وتصفيات كأس أفريقيا وكأس العالم، كما استضاف مباراة كأس السوبر الإيطالي عام 2002 بين يوفنتوس وبارما، كما حظي هذا الملعب بزيارة رئيس الاتحاد الدولي السابق الفيفا “جواو هافيلانج” وأسطورة الكرة العالمية البرازيلي “بيليه” والأسطورة الأرجنتينية “دييغو مارادونا”.

مشاركات ناجحة لممثلي الكرة الليبية

كما كان هذا الملعب شاهداً على مشاركات أفريقية مُدويّة وناجحة لفرقنا المحلية، أبرزها وصول فريق الأهلي طرابلس لأول مرة في تاريخه لنهائي بطولة كأس كؤوس أفريقيا عام 1984، التي انسحب خلالها أمام الأهلي المصري لأسباب سياسية، ومشاركة الاتحاد الناجحة خلال عامي 2007 و 2010 ووصوله للدور نصف النهائي في بطولات الأندية الأفريقية الثلاث.

وقد تم إعادة تعشيب هذا الملعب لأول مرة عقب استقبال بلادنا لبطولة أفريقيا عام 1982 بالعشب الصناعي، ثم عاد بعدها بسنوات لتُغطّى أرضيته بالعشب الطبيعي، كما خضع لأعمال الصيانة وإعادة التأهيل والتجديد لمختلف مرافقه في مناسبات عديدة، ويستعد الملعب الدولي خلال المرحلة القريبة المقبلة لارتداء حلة جديدة بإعادة تجهيز مدرجاته، وإضافة مقاعد جديدة استعدادا للعودة إلى الواجهة الدولية، حيث ينتظر أن يعود فريقنا الوطني خلال تصفيات المونديال من جديد وبعد طول غياب لاستقبال مبارياته على ملعبه منتصف هذا العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى