الرياضة العالمية

بعد فترةٍ من الانتكاسة.. منتخب إيطاليا يدخل بطولة يورو 2020 كحصانٍ أسود

من غير الطبيعي وصف منتخب إيطاليا الفائز بأربع بطولات لكأس العالم وبطولة أوروبية واحدة بأنه “الحصان الأسود” في بطولة أوروبا 2020، لكن هذا هو بالضبط ما هو عليه.

لقد فُقد النجاح في هذه الأمة المهووسة بكرة القدم في أفضل جزء من عقد من الزمان، حيث خرج المنتخب من النقاش عندما يتعلق الأمر بالمرشّحين الرئيسيين في البطولة في السنوات الأخيرة، لكن روبرتو مانشيني جعلهم يؤمنون مرة أخرى قبل المباراة الافتتاحية الليلة ضد تركيا في روما.

يتمتع المدير الفني السابق لمانشستر سيتي بأعلى نسبة فوز لأي مدرب في تاريخ الآزوري، بنسبة 72% تقريبًا مع 23 انتصارًا في 32 مباراة خاضها. يتضمن ذلك عشرة انتصارات من عشر مباريات في تصفيات بطولة أوروبا 2020، وقد خسر مرتين فقط في ثلاث سنوات في القيادة.

كان الفشل في التأهل لكأس العالم 2018 لأول مرة منذ 1958 نتيجة لسنوات من التراجع لإيطاليا، كان وصول أنطونيو كونتي إلى ربع نهائي يورو 2016 مع فريق كان يعمل في أحسن الأحوال، دليلًا على قدرته الإدارية أكثر من الموهبة الموجودة تحت تصرفه.

كان العقد الأول من القرن الـ 21 يمثّل حقبةً ذهبيةً لإيطاليا، حيث فاز بكأس العالم في عام 2006 ذروتها، واستكمل بثلاثة انتصارات في دوري أبطال أوروبا لأندية ميلان وحصلت على المركز الثاني في يورو 2000، و2012 لكن الأساطير تقاعدوا ولم يتم استبدالهم أبدًا، حيث سيطر يوفنتوس على الدوري بفريق مليء باللاعبين الأجانب، بينما فشل في الفوز بنهائي دوري أبطال أوروبا الوحيدتيْن اللتيْن وصل إليهما فرق الدوري منذ انتصار إنتر 2010.

يبدو أنه من المناسب إذن أن مانشيني يأخذ منتخب إيطاليا الذي تحسن كثيرًا إلى بطولة كبرى في نفس العام الذي أنهى فيه إنتر سلسلة يوفنتوس من الألقاب المتتالية.

في الواقع، هناك ستة لاعبين فقط من الثلاثة الكبار التقليديين في إيطاليا في تشكيلة مانشيني وهم ليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني وليوناردو سبينازولا من يوفنتوس وباريلا وأليساندرو باستوني من إنتر وجيانلويجي دوناروما من ميلان.

لا يزال هذا الفريق يفتقر إلى الأسماء المألوفة في ذلك الوقت كما كان الحال منذ تقاعد أمثال بيرلو وتوتي وديل بييرو ونيستا وكانافارو، ولكن تم دعمه بجيل جديد من الذوق الهجومي.

صقل مانشيني روح فريق قوية بدون مجموعات أي أنه لا يوجد أكثر من ثلاثة لاعبين من أي ناد واحد ولا يوجد سوى أربعة لاعبين محترفين في الخارج وهم ثنائي تشيلسي جورجينيو وإيمرسون وثنائي باريس سان جيرمان ماركو فيراتي وأليساندرو فلورنزي.

يقول المدافع المخضرم كيليني: “التفاهم لدينا هي نوع من السحر”، وهو واحدٌ من خمسة لاعبين تزيد أعمارهم عن 30 عامًا في فريق مع مزيج من الشباب والخبرة التي تبدو شبه مثالية على الورق على الأقل.

أظهر مانشيني مع السيتي والإنتر أنه يعرف كيفية بناء فريق فائز، وقد فعل ذلك مرة أخرى مع إيطاليا التي قادها 36 مرةً كلاعب بين عاميْ 1984 و1994.

نظام مانشيني المفضل مع إيطاليا هو 4-3-3، على الرغم من تجربته مع ثلاثة دفاع، مؤخرًا، حيث يلعب جورجينيو دور محور خط الوسط حيث يسقط فيراتي بعمق لمساعدته على اللعب، بينما يقدّم لورينزو إينسيني وكييزا تهديدات على جانبي جانبي إيمبولي أو بيلوتي كلاهما من أصحاب اللمسات الأخيرة في إيطاليا.

هناك نقاط ضعف في الفريق، وأبرزها في الظهير الأيسر حيث إنه لا إيمرسون ولا سبينازولا من اللاعبين الأساسيين مع أنديتهم، في حين أن كلاً من بونوتشي وكيليني كانا يرغبان في أن تُلعب البطولة كما هو مقررٌ الصيف الماضي.

ومن المقرّر أن يغيب فيراتي عن أول مباراتين بسبب الإصابة، مع إعطاء فرصة لوكاتيللي، في حين أن إصابة المهاجم لورنزو بيليجريني عشية البطولة تعتبر بمثابة ضربةٍ قاتلةٍ.

كما هو الحال مع أي فريق، فإن القرعة لها تأثير كبير على فرص إيطاليا في النجاح، وقد كانت لطيفة مع مانشيني.

يجب أن يتصدروا مجموعة تضم أيضًا ويلز وسويسرا، ومن المحتمل أن يواجهوا أوكرانيا أو النمسا في دور الـ16 إذا فعلوا ذلك، ومن دور ربع النهائي أصبح الأمر صعبًا، مع وجود منافسين محتملين كبلجيكا وفرنسا في ربع النهائي ونصف النهائي، لكن إيطاليا تبدو، أخيرًا، مستعدةً لخوض بطولة كبرى، مرةً أخرى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى