اراء

صافرة التحكيم بين الخير والشر

خليفة بن صريتي‎‎صافرة التحكيم أمانة في عنق الحكم يحاسب في كل مرة أطلقها لصالح طرف ضد آخر دون وجه حق ، نعم قد يخطئ الحكم دون قصد وذلك مقبول لأنه بشر والخطأ وارد بطبعه لكن أن يكون متفقا على ذلك قبل المباراة فإن ذلك جريمة في حق الرياضة وحق نفسه, وكم من حكم للكرة كانت صافرته لمن يدفع أكثر أو من يحقق له مصالحه الشخصية لكنه في النهاية بعد اعتزال المجال لم يجد من يحترمه لأنه لم يكن إنسانًا في تعامله مع الآخرين, سواء الذين ظلمهم عمدًا جهارًا نهارًا لأنهم بالطبع لا ينسون له ذلك، وكيف ضيع فرقهم أو الذين كانوا يدفعون له لأنهم حسب وجهة نظرهم لم يكن يقدم لهم شيئا دون مقابل ، ولهذا فهو لا يستحق الاحترام من طرفهم رغم أنهم أيضًا غير محترمين لأنهم شركاء في الخطيئة، ولا أدري لماذا لا يكون الإنسان نزيها ويعطي كل ذي حق حقه ويفوز في الدارين.

وكم من حكم نزيه وجيد دفع الثمن في سبيل ذلك، منهم من حرم من الشارة الدولية ومن السفر والامتيازات الرياضية ، بل منهم من تمت محاربته حتى في مجال عمله لأنه لم يسمع نصائح حكام الأندية الكبيرة والناس الواصلين في منح ركلات الجزاء غير الصحيحة وإلغاء الأهداف السليمة بحجة وجود التسلل، لكن لازال صيتهم طيبًا ورائحتهم عطرة بعد اعتزال التحكيم أو انتقال البعض لرحمة الله وحتى جماهير الرياضة مازالت تجلهم وتحترمهم لأنهم التزموا بالحق ولم يسقطوا في الرذيلة.

وشتان بالطبع بين الصنفين من البشر فأحدهما يمثل الخير والآخر يمثل الشر، فالموعظة الموعظة يا حكام الكرة الجدد خاصة أن دوري الكرة الحالي في مراحله الأخيرة الصعبة فهناك فرق تحاول الوصول للدوري السداسي وفرق أخرى تحاول تجنب الهبوط فإياكم وإغراءات الدنيا الزائلة التي سوف تعرض عليكم من أجل نتيجة مباراة، وانتبهوا جيدًا لأتباع الشيطان الذين سوف يزينون لكم الباطل ويسهلونه لكم على اعتبار أن الدنيا ماشية بهذا الشكل وعلى الإنسان أن يستفيد من الفرصة عندما تتاح له.

أخيرًا نتمنى لكم التوفيق في مجالكم المحفوف بالمخاطر من كل جانب ومع ذلك تتحملون في المسؤولية كاملة ونجحتم إلي حد كبير في إدارة أصعب المباريات، فالرجاء تغليب الضمير والبعد عن الأهواء والصراخ في وجه كل من يحاول إبعادكم عن الطريق السوي وتغليب الباطل على الحق، لأن ذلك يترتب عليه الفشل في التحكيم وخسارة الدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى