الرياضة الليبية

من سيحسم نهائيات السلة.. المحترفون أم المحليون؟

[avatar user=”author3″ size=”medium” align=”right”]علي العبار كاتب ليبي[/avatar]

سارعت الفرق المتأهلة إلى نهائيات الدوري الليبي لكرة السلة إلى التعاقد مع لاعبين محترفين، لتعزيز حظوظها في المنافسة بعد أن استفادت من السماح لها بالتعاقد مع محترف واحد في النهائيات، وقد كان السباق محموما بين هذه الفرق فكل منها سعى لأن يكون محترفه متميزا ويقدم الإضافة، وقد كان القاسم المشترك بينها أنها اختارت المدرسة الأمريكية وأنها أبرمت صفاقاتها في وقت ضيق، فمن اللاعبين من وصل ومنهم من سيلتحق بفريقه قبل انطلاقة النهائيات بيوم أو يومين أو ثلاثة.

وبحسب الأسماء وما تابعناه من لقطات لهم فجميعهم متميزون وقادرون على تقديم الإضافة لفرقهم، وقبل البداية كل فريق يتغنى بمحترفه ويرى فيه أنه الأفضل وأنه سيقوده إلى إحراز اللقب في النهاية، ولكن بنظرة أكثر عمقا فإن نجاح هؤلاء المحترفين في تحقيق آمال فرقهم يتوقف على عدة أمور ويبقى السؤال دائما هل سيكون المحترفون وحدهم قادرين على تحقيق طموحات الفرق؟ أم أن اللاعبين المحليين سيكون دورهم مؤثرا في تحديد مدى فاعليتهم لحسم المباريات.

للإجابة بموضوعية أقتبس تصريحا سابقا لمدرب الأهلي بنغازي الصربي فازلين خلال بطولة أندية أفريقيا بتونس، حيث قال “إنه لا يكفي أن يكون لديك محترف متميز يعمل كل شىء في المباراة، ويسجل 40 نقطة وبقية اللاعبين غائبين تماما وخارج نطاق التغطية”.

ولذلك نقول إن نجاح المحترفين في نهائيات الموسم الحالي سيتوقف بالدرجة الأولى، على تعاون بقية اللاعبين المحليين فكلما انسجم المحترف مع البقية ووجد المساندة الحقيقية سواء في الدفاع أو الهجوم، سيكون دوره مؤثرا عكس مايكون المحترف هو من يعمل كل شيء الأكثر تسجيلا والأكثر متابعة والأكثر مشاركة، فهنا وبحسب نظام النهائيات سيرهق خصوصا إذا ما ظهرت لديه بعض المشاكل البدنية، وقد يفقده فريقه في وقت مهم وحاسم لتحديد وجهة اللقب.

وقياسا بالدور التمهيدي فأن اللاعبين المحليين للفرق الخمسة المتأهلة مباشرة إلى النهائيات يكاد يكون مستواهم الفني متقاربا، وبالتالي سيكون مدى تعاونهم مع المحترف عامل مهم وحاسم لترجيح كفة فريق على الآخر، فكلما كان في الفريق لاعبين قادرين على الانسجام مع المحترف الجديد رغم ضيق الوقت سواء في التسجيل أو التمرير أو المتابعات أو إنهاء الهجمات، والأهم أن يكونوا قادرين على التغطية والمحافظة على مسار المباراة إذا ما تمت إراحته بسبب الإهاق أو ضغط الأخطاء، كلما كانت حظوظ الفريق أكبر في تحقيق أهدافه وطموحاته.

أيضا علينا أن لا نغفل بعض العوامل الأخرى مثل موعد التحاقهم فقد كان متأخرا جدا، فضلا عن قوة المنافسة في الدوريات التي كانوا يلعبون بها، وجاهزيتهم بدنيا وصحيا ومدى قدرتهم على تكملة مشوار النهائيات المتتالي بنفس الوتيرة.

ختاماً وبغض النظر عن من سيكون من المحترفين فائزا في النهاية مع فريقه باللقب، سيكون وجودهم في النهائيات مشوقا ومؤثرا وداعما قويا لتظهر المباريات بصورة جميلة من حيث مشاهدة الألعاب الجميلة وارتفاع المستوى الفني، فلاعبين مثل تريفلين كوين لاعب النصر وموسى عبدالعليم لاعب الاتحاد وكى جى ارنغتون لاعب الأهلي بنغازي وكيفن ميرفي لاعب المروج ودوين جاكسون لاعب الأهلي طرابلس، سيشكلون مع النخبة المتميزة للاعبين المحليين جوقة موسيقية رائعة، تعزف ألحانها على مدار مرحلتي الذهاب والإياب لتحديد وجهة اللقب في هذا الموسم، وكل مانتمناها أن نرى ظهورا متميزا للاعبينا الذين نعتز بهم ونحرص أن تكون استفادتهم كبيرة من وجود المحترفين لتكتمل الصورة ونستمتع بنهائيات استثنائية في هذا الموسم السريع والاستثنائي.

زر الذهاب إلى الأعلى