الملاعب أكبر أزمات الكرة الليبية

ما أنفقته الأندية الرياضية على عقود اللاعبين من مبالغ وأرقام كبيرة في المواسم والسنوات الأخيرة، كفيلة وكافية بإنهاء أزمة الملاعب التي أجّلت مباريات الدوري الممتاز قبل انطلاقه، فلجنة تنظيم المسابقات العامة واجهت مشكلة كبيرة في إيجاد واعتماد الملاعب، واصطدمت بقلة ووفرة الملاعب الكافية في ظل الصيانة التي مازال يخضع لها ملعب طرابلس الدولي، وتوقف مشروع صيانة وإعادة تأهيل ملعب المدينة الرياضية ببنغازي منذ سنوات.

فالملاعب التي تم اعتمادها لا تُلبي طموحاتنا، وأكدت هذه الأزمة بما لا يدع مجالاً للشك ما نعانيه من إهمال في البنية التحتية الرياضية، التي أهملناها كثيراً وصرفنا أموالاً طائلة للتعاقد مع اللاعبين الذين كانوا أكثر المستفيدين من هذه الأموال المبعثرة هنا وهناك، متناسين أو متغافلين ما قيمة أن تأتي وتتعاقد مع لاعبين ومحترفين بمبالغ كبيرة، ليلعبوا على ملاعب غير مؤهلة لا تُساهم إطلاقاً في تطور المستوى الفني لكرة القدم ولا تساهم في ارتقاء مستوى المنافسات الرياضية.

إن الحاجة باتت مُلحّة لوقفة جادة نحو الشروع في إطلاق مشروع كبير يُغطّي كافة مدننا الرئيسية، يبدأ بإعادة تأهيل ملاعب نموذجية مناسبة.

وحتى عندما زار بلادنا وفد لجنة التفقد والتفتيش من الاتحاد الأفريقي الكاف، لم يعثر على ملاعب تخضع لمعايير ومواصفات دولية، وبالكاد تم اعتماد ملعب شهداء بنينا الدولي ببنغازي، الذي تم اعتماده بعد إجراء العديد من المعالجات والصيانة التي طالت مختلف مرافقه، ليستقبل مباريات منتخبنا الوطني الدولية ومباريات ممثلي الكرة الليبية.

إن الاهتمام والعناية بتطوير البنية التحتية لا يقل أهمية على اهتمامنا بتطوير مسابقاتنا المحلية، بل هو من ضمن الأوليات، وينبغي أن يكون هو الهدف الرئيسي خلال هذه المرحلة لكافة مؤسساتنا الرياضية ومؤسسات الدولة، فبناء وتأهيل الملاعب المؤهلة أولاً ثم الاهتمام ببناء وتأهيل اللاعب ثانياً، فمن غير المعقول أن نأتي بالطالب أولاً قبل بناء وتجهيز فصل دراسي مناسب ومؤهل، يساعد على ضمان استمرارية نجاح مسيرته الكروية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى