اراء

“فوز الجزائر على المغرب في النهائي المبكر”

خليفة بن صريتي‎‎في قمة مباريات كأس العرب بالدوحة، تغلّب الفريق الجزائري على الفريق المغربي في ديربي عربي بمستوى عالمي بركلات الحظ الترجيحية، بعد تعادلهما بهدفين لكلٍ منهما في الوقت الأصلي والإضافي، حيث قدّم الفريقان مباراة تُرفع فيها القبعة لهما للمستوى الفني الراقي والروح الرياضية العالية طيلة زمن اللعب، وزاد من روعتها المستوى التحكيمي البرازيلي الذي ساهم في نجاح المباراة وظهورها بهذا المستوى، والذي اعتُبرت فيه من أفضل مباريات الدورة حتى الآن، وقد حضرها رئيس الاتحاد الدولي والعديد من الشخصيات الكروية العالمية، على رأسهم مدرب البرازيل، وقد أشادوا جميعاً بهذا التطور الكروي العربي والذي تساوت فيه كفة طرفَي الفريقين الفنية، وآلت نتيجتها للفريق الذي ابتسمت له ركلات الحظ، وهكذا يستطيع الإنسان أن يقول إنه لدينا كُرة قدم قريبة إلى حدٍ كبير من الكرة الأوروبية في كثير من جوانبها، ولعلّ نجاح المباراة يعود إلى كافة العناصر التي توفرت لها بداية من الملعب الذي أقيمت عليه، وهو أحد الملاعب المُعدة لكأس العالم المقبل والجماهير الغفيرة الذي تجاوزت الـ60 ألفاً، وظلوا في تشجيع متواصل حتى نهاية المباراة لما فيها من إثارة وتشويق، إلى جانب حُسن إعداد الفريقين ومستوى التحكيم الراقي ومهارات اللاعبين ونجاح المدربين العربيين في توظيف إمكانيات لاعبيهم لصالح فرقهما، واستغلال فرص الأهداف، وستظل هذه المباراة في ذاكرة تاريخ الكرة العربية لسنوات طويلة، وبالطبع كل هذه الإبداعات التي قدّمها اللاعبون في الملعب وراءها جهود إدارية وعقليات كروية واعية ودعم حكومي مُنظم.. أما نحن فربّي يصلح حالنا وأحوالنا الحياتية والرياضية التي نتحدث عنها خاصة الكروية، لأننا بقينا في ذيل القائمة العربية مع صديقنا الفريق السوداني الضعيف، وعلينا أن نصحوا ونتابع كيف تطوّر الآخرون الذين سبقناهم في لعب الكرة ونتائجها، وكيف تدنّى مستوانا الفني بحيث تعم الفرحة كل من تجمعنا القرعة معه في التصفيات عربياً وأفريقياً، فيارب سخّر لنا مسؤولين يخافونك ويُدركون متطلبات الشباب ويُوفرون لهم الإمكانيات المادية المنظمة، والتي تُسخّر في أماكنها الحقيقية وأن تُبعد عنّا سُراق المال العام ومحدودي الفهم الرياضي الذين لا يستطيعون أن يرتقوا بألعابنا الرياضية مثل بقية عباد الله، وأخيراً التحية لمنتخبَي الجزائر والمغرب اللذين قدّما لنا متعة كروية فقدناها منذ فترة طويلة، ويكفي نسبة مشاهدات البث المباشر على اليوتيوب بأكثر من مليون و600 ألف مشاهد، وشخصياً كم تمنيتُ لو أن هذه المباراة كانت النهائية بين الفريقين، لأن خروج أحدهما خسارة لمتعة البطولة ولكن هذه هي أحكام كرة القدم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى